وكالة مهر للأنباء - حسين الديراني: ﴿وَنُريدُ أَن نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ استُضعِفوا فِي الأَرضِ وَنَجعَلَهُم أَئِمَّةً وَنَجعَلَهُمُ الوارِثينَ﴾ صدق الله العلي العظيم، يوم القدس العالمي الذي اعلن عنه الامام الراحل السيد روح الله الموسوي الخميني قدس سره الشريف بعد انتصار الثورة الاسلامية المباركة عام 1979 لم يكن الاعلان امرا ثوريا طارئ، بل تأسيسا لحزب المستضعفين في العالم.
وجاء في بيانه المبارك قدس سره " أدعو جميع مسلمي العالم الى اعتبار اخر جمعة من شهر رمضان المبارك التي هي من ايام القدر ويمكن ان تكون حاسمة في تقرير مصير الشعب الفلسطيني يوماً للقدس، وان يعلنوا من خلال مراسم الاتحاد العالمي للمسلمين دفاعهم عن الحقوق القانونية للشعب الفلسطيني المسلم، انه يوم مواجهة الشعوب التي عانت من ظلم امريكا وغيرها من دول القوى العظمى ".
بعد اكثر من ثلاثة عقود على رحيل هذا الامام العظيم نشاهد كيف اصبح هذا اليوم " يوم القدس العالمي " يوم من ايام الله والجهاد والمقاومة والصمود والتحدي، والوقوف في وجه الاستكبار العالمي, والصرخة المدوية في وجه الاحتلال الصهيوني المغتصب لارض فلسطين، يوم غضب على الظلم الذي يمارس بحق الشعب الفلسطيني بشكل يومي.
يوم القدس العالمي هو يومٌ تجاوز حدود فلسطين ليصبح عالميا، وهو يوم الحق والعدالة في وجه القهر والظلم والطغيان والعدوان، يوم بات يؤرق عيون الظالمين والمحتلين والمعتدين على حقوق الانسان
يومٌ تجاوز حدود فلسطين ليصبح عالميا يجمع المستضعفين ضد المستكبرين، يوم الحق والعدالة في وجه القهر والظلم والطغيان والعدوان، يوم بات يؤرق عيون الظالمين والمحتلين، والمعتدين على حقوق الانسان وحرمانه من العيش بسلام وحرية واطئنان، ويؤرق عيون كل الحكام المستبدين المجرمين.
لقد اصبح هذا اليوم بحر هائج، وامواجه عاتية على العاتي، يتحسس الظالمون ان مواخرهم وعروشهم مصيرها الهلاك الى قعر البحار، حيث تلتهمهم اسماك القرش الجائعة ثم تقذف بهم نحو رمال الشواطيء لان اجسادهم نتنة وجلودهم عفنة، ودمائهم سامة.
ومن كان يتخيل ان يخرج في هذا اليوم المبارك " يوم الجمعة من اخر شهر رمضان المبارك من كل سنة " مئات الملائين من احرار العالم في تظاهرات عالمية في جميع العواصم العالمية حتى في عقر ديار الشر العالمي، وتعقد الندوات الفكرية والثقافية، وتنشر المقالات السياسية والفكرية وهو اضعف الايمان تلبية لنداء هذا العبد الصالح الامام الراحل السيد روح الله الموسوي الخميني قدس سره الشريف؟, تلبية لنصرة المستضعفين في الارض، تلبية لنصرة القدس واهله، تلبية لكل مناد " هل من ناصر ينصرنا في طريق الحق ؟".
وها نحن اليوم وفي هذا العام وفي شهر رمضان المبارك وقبل احياء يوم القدس العالمي نشاهد الشعب الفلسطيني الجبار يحيي المناسبة بإنتفاضة شعبية عارمة في الضفة الغربية المحتلة واحيائها تشبه انتفاضة القدس الاولى، شعب اعزل من السلاح يواجه بصدور عارية امواج من شذاذ الافاق المحتلين الصهاينة المدججين بكل انواع السلاح، يعتدون على المقدسات الاسلامية والمسيحية، ويغتصبون الاراضي الفلسطينية ويهجرون اهلها وسط صمت عالمي وعربي مطبق!!، ولم تبادر الا جهات عالمية خجولة تنتقد الكيان الصهيوني وتصف ممارساته القمعية بحق الشعب الفلسطني " بالعنصرية ".
احياء هذا اليوم يتجلى في اجمل صور الوحدة الاسلامية والانسانية، يشترك الملايين في العالم باحيائه من مختلف الاديان والطوائف والقوميات، حتى تجد الالاف من ابناء الطائفة اليهودية المناهضة للصهيونية والعنصرية، والمناهضة لوجود الكيان الصهيوني ولا تعترف بوجوده، وتعتبر وجوده مخالف لتعاليم الله.
في هذا اليوم يخرج الشعب الايراني عن بكرة ابيه في كل المدن الايرانية بتظاهرات مليونية ملبيا نداء الامام الراحل روح الله الموسوي الخميني قدس سره الشريف، وملبيا نداء قائد الثورة الاسلامية الامام السيد علي الخامنئي دام ظله لنصرة القدس والتضامن مع الشعب الفلسطيني الاعزل المظلوم، وكذلك يخرج الملايين من ابناء الشعب اليمني الابي الصامد المظلوم ملبيا هذا النداء بتظاهرات عارمة ولو تحت قصف طيران العدوان الصهيو- سعودي امريكي الارهابي، حتى انه يخرج من بين الركام مناديا " لبيك يا قدس لبيك ", وكذلك لبنان والعراق وسوريا، وفي باقي الدول العربية والاسلامية حتى في التي تسير بركب التطبيع من الكيان الصهيوني.
سيبقى هذا اليوم حيا وشاهدا على نهضة الشعوب الحرة المتمسكة بالعدالة الكونية، والمؤمنة بمقاومة كل اشكال الظلم والقهر والعدوان ولو بالكلمة والصرخة والاحتجاج حتى احقاق الحق وتحقيق العدالة وتحرير فلسطين من دنس الاحتلال الصهيوني، سيبقى هذا اليوم يوم الانتفاضة العالمية في وجه المستكبرين والظالمين والمعتدين.
فسلام لروح باعث روح النهضة في عقول الاحرار في العالم الامام الخميني قدس سره، سلام عليه يوم ولد ويوم انتقل الى الرفيق الاعلى ويوم يبعث حيا.
/انتهى/