وكالة مهر للأنباء: شهدت كابول عاصمة أفغانستان عصر أمس، قبل الساعة الخامسة مساءً بالتوقيت المحلي، ثلاثة انفجارات مروعة صدمت شعب هذا البلد وحظيت بتغطية واسعة في وسائل الإعلام.
بصرف النظر عن الطابع الإرهابي للحادث الذي وقع في المنطقة الأمنية الثالثة عشرة غربي كابول؛ ثلاثة عوامل مهمة لا يمكن تجاهلها: أولاً، أن الانفجار وقع في المنطقة الشيعية من العاصمة. ثانياً، استهدفت طالبات مدرسة "سيد الشهداء" للبنات، وأخيراً حصلت هذه الجريمة في شهر رمضان المبارك وفي الأيام التي سبقت عيد الفطر.
يمكن أن تكون هذه العوامل الثلاثة في وقت واحد علامة على جهود المفجرين لإثارة الفتنة الطائفية وفي نهاية المطاف تقديم صورة خاطئة عن التعاليم الإسلامية.
كما تظهر الإحصائيات؛ وقد أعلنوا حتى الآن شهادة 58 شخصا، من بينهم 8، جميع الضحايا من مدرسة سيد الشهداء. وأصيب أكثر من 150 شخصا في الحادث وعدد الضحايا آخذ في الارتفاع.
تم نشر صور أمس لعائلات الضحايا وهم يتصفحون الكتب المدرسية التي ألقيت في الأنقاض للعثور على رأس خيط لضحاياهم بين الحطام.
في غضون ذلك، أصبحت صورة كتاب الجغرافيا التي سقطت على الأرض في التراب والدم رمزا لمعاناة الشعب الأفغاني المستمرة.
لا تزال بعض العائلات تبحث عن أطفالها المفقودين، متكدسين خارج المستشفيات، يقرأون الأسماء المكتوبة على الجدران ويفحصون المشارح.
وأفاد شهود عيان أن الانفجار الأول تم باستخدام سيارة مفخخة، وفي نفس الوقت انفجر لغمان أثناء خروج الطلاب من المدرسة.
وتصر حكومة كابول على عزو الحادث إلى طالبان، حيث قال الرئيس الأفغاني أشرف غني في بيان: "طالبان أظهرت مرة أخرى من خلال تصعيد الحرب غير الشرعية والعنف،لا تسعى بتاتا لحل الأزمة الحالية سلميا بل انها تريد من خلال تعقيد الوضع، تهدر فرصة السلام".
لكن طالبان نفت هذه المزاعم لدرجة أن المتحدث باسم الحركة ذبيح الله مجاهد أدان الحادث رداً على تفجيرات كابول. وشدد على عدم تورط الحركة في الحادث، وقال إن تنظيم داعش الإرهابي هو المسؤول عن هذه الحوادث.
ومع ذلك، تواصل حكومة كابول الإصرار على موقفها السابق من تورط طالبان في الحادث، حيث قال المتحدث باسم وزارة الداخلية الأفغانية إن تشابه الهجوم مع بعض الهجمات السابقة يوحي بأن الانفجار كان من عمل طالبان.
في الأسبوع الماضي، وقع انفجار مميت في مقاطعة لوجار ، أسفر عن مقتل 27 شخصًا وإصابة أكثر من 110. عدد من ضحايا الحادث الذي وقع أثناء الإفطار؛ كانوا من طلاب المدارس الثانوية الذين توجهوا إلى عاصمة مقاطعة لوجار لإجراء امتحان القبول بالجامعة.
لكن بغض النظر عن اتهامات حكومة كابول ونفي طالبان، فمن المهم أنه لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجما، مع انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، يبدو أن أيادي سرية تسعى أن تظهر بأن استقرار هذا البلد، الذي كان مسرحًا للعدوان العسكري الأجنبي والحرب الأهلية على مدار العشرين عامًا الماضية؛ أمر مستبعد.
/انتهى/