صرّح المحلل السياسي المختص بالشأن الإسرائيلي الدكتور"حسن لافي" بأن: "معركة القدس اليوم التي يخوضها الفلسطيني بدعم من أحرار العالم، تؤكد مقولة "القدس أقرب"، مشيراً إلى أن الميدان العسكري والسياسي سيثبت للعالم أجمع أن غزة كانت تجهز نفسها جيداً للدفاع عن القدس، وأن هنالك مفاجآت قادمة.

وكالة مهر للأنباء_ عبادة عزت أمين: قضى الله تعالى لبني إسرائيل أن يفسدوا في الأرض مرتين ويعلوا علوّاً كبيراً، إذ جاءت تلك الآيات في سورة الإسراء؛ وتحديداً بعد ذكره عزّ وجلّ حادثة الإسراء والمعراج، كوثيقة من الله تعالى على أحقيّة المسجد الأقصى للمسلمين وإشارة منه إلى ربط إفساد اليهود بالأرض، بالأرض المقدسة ألا وهي "فلسطين"، وأيضاً ذكر الله تعالى إفساد بني إسرائيل في مواضع عديدة.

والناظر إلى الواقع اليوم بعين بصيرته يلمس تماماً ماهية الإفساد السياسي والأخلاقي والإجتماعي والثقافي... الذي يعم الأرض والذي يقوده بني إسرائيل بأساليبهم وأدواتهم المختلفة، فصدق الله تعالى العليم الخبير.

وعلى الطرف المقابل إختار الله تعالى عباداً له أولي بأسٍ شديد، ليقفوا في وجه فساد بني إسرائيل في الأرض ويوقفوهم. وهم؛ كما ذكر الذي لا ينطق عن الهوى (عليه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم)، في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس.

فسبحان الله الذي أخبرنا بذلك بقرآنه وعن طريق رُسلهُ.

شهدنا جميعاً الخطوات المُتسرّعة للمحتل االصهيوني في سبيل تهويد القدس واستكمال ما يعملون من أجله؛ ظناً منهم أن الأوان قد حان وأن الأمة نائمة؛ ولكن إذا أراد الله قضاء أمر سلب من ذوي العقول عقولهم، وهذا ما حصل معهم فظنوا أنهم باستطاعتهم إستكمال سيطرتهم على القدس، ولكن كان المقدسيون لهم بالمرصاد وأثبتوا للقاصي والدّاني أن تهويد القدس أمرٌ مستحيل، فهبّوا بصدورهم العارية هبّة رجلٍ واحد لنصرة القدس وهبّ الشعب الفلسطيني أيضاً وهبّ أحرار العالم نصرة للقدس، وكانت الكلمة العليا في هذه القضية لصواريخ المقاومة التي دكّت حصون بني إسرائيل ومزّقت بيتهم الواهي، تلك الصواريخ التي وحّدت الشعب الفلسطيني وجمعت العالم على كلمة الحق ألا وهي الجهاد وأن العدو لا يفهم إلا لغة القوة.

من رحم المعاناة ومن قلعة الصمود ومصنع الأبطال "غزّة" يحل علينا المحلل السياسي الدكتور "حسن لافي" ضيفاً عزيزاً، ليوضّح لنا بعض الذي يجري، ويضعنا على المحجة البيضاء بالنبسة لما يجري في فلسطين.

هاكم نص المقابلة التي أجرتها وكالة مهر للأنباء:

السؤال الأول: شهدنا جميعاً إنتفاضة القدس في بداية شهر رمضان المبارك بعد أن جابه المقدسيين مخططات التهويد الصهيونية الرامية لتغيير الوضع الراهن في منطقة باب العمود، كثيراً منا لايعرف أهمية هذا المكان، هل لكم دكتورنا الكريم أن تطلعنا على أهمية هذا المكان ولماذا "باب العامود" بالتحديد.

ج1_ باب العامود هو أحد أبواب مدينة القدس القديمة وتنبع أهميته أنه

أولاً: يعتبر الباب المركزي للنشاط الإقتصادي للفلسطينيين وهو سوق مهم إقتصادياً، والإقتصاد في هذا السياق له أهمية في تدعيم الوجود الفلسطيني في مدينة القدس في هذا السياق وخاصة في البلدة القديمة.

ثانياً: باب العامود هو الباب الأقرب إلى القدس الغربية التي يتواجد بها المستوطنين الإسرائيليين لذلك كانت مسيرة الأعلام التي كانت ستأتي من المنطقة الغربية لمدينة القدس المحتلة تريد أن تدخل من هذا الباب للوصول بأسرع وقت ممكن وفتح مجال لدخول أعداد كبيرة إلى باحات المسجد الأقصى من خلال هذا الباب "باب العامود".

ثالثاً: هم يريدون تغيير الوضع الراهن في باب العامود من أجل طمس الهوية الفلسطينية في هذا الاباب وتحويله إلى بوابة لدخول المستوطنيين إلى المسجد الأقصى.

السؤال الثاني: بعد أحداث باب العامود دخل إسم جديد على المجابهة ألا وهو "حي الشيخ جرّاح" والظاهر أن قضية هذا الحي ليست بالجديدة وهو جزء من أماكن كثيرة يستهدفها الإحتلال ويسعى للتغيير الديموغرافي فيها. سؤالنا يشبه سابقه ما أهمية هذا الحي وماالذي يحدث هناك بالتحديد ولماذا بهذا الوقت ذاع صيطه.

ج2_حي الشيخ جرّاح هو من الأحياء العربية المهمة جداً في القدس الشرقية وتنبع أهميته أنه في حال تم تهويد هذه المنطقة الجغرافية يتم فتح مجال للتواصل الجغرافي مابين بين القدس الغربية المحتلة منذ عام 1948 مع البلدة القديمة، وخاصة أن حي الشيخ جرّاح يعتبر من الأحياء الراقية في مدينة القدس وفيه الكثير من القناصل الدولية، لذلك العدو الصهيوني معنياً بتهويد وتهجير أهالي هذا الحي منذ فترة طويلة ولكن في الآونة الأخيرة تم التلاعب بقضية "الطابو" وهي شهادة الملكية للفلسطيني في هذه المنطقة، والآن الحديث عن أكثر من 500 فلسطيني مهددين بإقتلاعهم من منازلهم في حي الشيخ جرّاح من خلال سياسات إستيطانية ينفذها الكيان الصهيوني وتجير لصالح الإستيطان.

السؤال الثالث: دعت جماعات المعبد التهويدية يوم 28 رمضان لأكبر عملية اقتحام لباحات المسجد الأقصى، بذريعة "يوم القدس العبري" أو ذكرى "استكمال احتلال القدس" كما يسمونه، تعبيراً عن إرادة صهيونية تهويدية عارمة تسعى إلى طمس هوية القدس الإسلامية العربية لحساب خلق "أورشليم" التلمودية الصهيونية، دكتورنا الفاضل! ما دلالة هذا اليوم؟ وهل له علاقة بيوم القدس العالمي الذي يحيه العالم الإسلامي؟ وأين وصل المحتل في مساعيه لخلق أورشليم التلمودية؟

ج3_ يوم القدس العبري هو ما يسميه الإحتلال "بذكرى إستكمال إحتلال مدينة القدس" وهو حسب التقويم العبري أتى في هذا العام في 28 من رمضان فالتوقيت العبري كما التوقيت الهجري لدينا يتغير، لذلك فلا علاقة له في يوم القدس العالمي ولكن هذا العام توافقت الذكرتان في نفس التوقيت، وكان الكيان الغاصب يريد من " يوم القدس العبري" التأكيد على سيادتها على القدس وتريد إعطاء نفسها هوية حضارية _هم بريؤون منها_، لذلك شاهدنا التصدي من المقدسيين وخاصة أن الذكرى جاءت في شهر رمضان الذي يتواجد فيه المصلّين في المسجد الأقصى بأعداد كبيرة.

السؤال الرابع: كيف هو تقيمكم لردود السياسيين في العالم الإسلامي والعالم أجمع حول ما جرى ويجري من أحداث في القدس الشريف؟ وتقيمكم لشعوب العالم وتعاملها مع الوضع؟

ج4_ ردود الأفعال العربية والإسلامية على المستوى الشعبي، حتى الآن جيدة ولكن هنالك مطالبات بالمزيد من الدعم والمساندة الشعبية والسياسية أثناء معركته وهي معركة القدس التي يدافع بها عن الأمن القومي العربي والإسلامي قبل أن يدافع بها عن أمنه الشخصي فعندما تتغول "إسرائيل" على الفلسطيني وتريد كسره هي بالفعل تتغول على الأمن القومي للمنطقة وتتحول "إسرائيل" للمرحلة القادمة وهي إبتلاع المنطقة، لذلك الدعم الشعبي والدعم الرسمي مطلوبين، حتّى الآن لم تصل إلى المستوى المطلوب ولكن هناك دول إسلامية مثل الجمهورية الإسلامية في إيران وبعض دول محور المقاومة، للحق يقال أنها قدمت وتقدم الكثير ولكن أيضاً نحتاج منها كفلسطيين المزيد والمزيد من الدعم في معركة الفلسطيني للثبات على الأرض والحفاظ على المقدسات.

السؤال الخامس: أبهرت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس وكتائب عز الدين القسام، وشهدنا ونشهد أكبر حرب وأكبر كمية ضربات موجعة داخل الكيان الغاصب، بنظركم دكتورنا الكريم إلى أي مدى يمكن أن تصمد المقاومة في وجه العدو الغاشم، وما هي المفاجآت التي تنتظر الكيان الصهيوني في حال استمر الوضع؟

ج5_ المقاومة ستصمد لأنها تقاتل عن قضية عادلة ولأن لديها حاضنة شعبية قوية تستطيع أن تحميها وتقدم لها كل الدعم، وهناكم معادلة مهمة داخل المجتمع الفلسطيني أنه متوحد الآن في معركته للدفاع عن القدس، هناك توحد في الجبهات الفلسطينية لذلك أنا أعتقد أن هذه العوامل ستؤدي إلى تعزيز الصمود الشعب الفلسطيني وتعزيز المقاومة في حربه المقدسة ضد الإحتلال.

أما عن المفاجآت أعتقد أن الميدان العسكري والسياسي سيثبت للعالم جميعاً أن غزة كانت تجهز نفسها جيداً للدفاع عن القدس، أونها طوال هذه الفترة كانت تراكم قوتها وتستعد جيداً لتكون قادرة على تنفيذ مهمتها الوطنية والدينية في الحفاظ على الإنسان الفلسطيني والمقدسات الفلسطينية ومتؤكد أن هنالك مفاجآت كثيرة ستخرجها المقاومة في الوقت المناسب.

السؤال السادس: كيف ترون الصراع في السنوات القليلة القادمة؟ وهل حقاً سنصلي في القدس عمّا قريب كما يؤكد الكثير من السياسيين والقادة في العالم الإسلامي؟

ج6_ معركة القدس اليوم التي يخوضها الكل الفلسطيني بدعم من كل أحرار العالم ومحور المقاومة، تؤكد المقولة التي تقول: "نحن إلى القدس أقرب". هذا الإهتراء في الجبهة الداخلية للعدو الصهيوني هذا الإرباك على وقع صواريخ المقاومة وأعماله العسكرية يؤكد أن "إسرائيل" هو بيت العنكبوت الهش، وأن الفلسطيني بإمكانياته البسيطة إستطاع أن يربكها فمابالكم عندما تتوحد الأمة على خيار المقاومة ويكون عنوانها وبوصلتها القدس، بالتأكيد سنكون أقرب إلى القدس، ولكن مازال أمامنا مشوار مليئ بالتضيحيات، والنصر حتمي فهو وعد إلهي.

/انتهى/

سمات