قال القيادي في حركة "حماس" الدكتور، حماد الرقب، ان لدى المقاومة الفلسطينية مفاجآت من العيار الثقيل اذا زاد العدو من غطرسته واعتداءاته.

وكالة مهر للأنباء - زينب شريعتمدار: صعّدت قوات الاحتلال الصهيوني لليوم السادس توالياً عدوانها على قطاع غزة، وواصلت قصف عشرات الأهداف والمنازل والمنشآت والنبى التحتية، موقعةً المزيد من الشهداء والإصابات والدمار.

وتواصل طائرات الاحتلال وزوارقه الحربية غاراتها المكثفة على أهداف في قطاع غزة، ما أدى لاستشهاد وإصابة عشرات المواطنين، وارتفعت حصيلة العدوان إلى 139 شهيدًا، منهم 39 طفلا و22 سيدة، و1000 إصابة بجراح مختلفة، وفق معطيات طبية.

هذا اندلع حريق كبير في ميناء أسدود الخاضع لسيطرة الاحتلال، اليوم السبت إثر سقوط صواريخ أطلقتها المقاومة من قطاع غزة، وأكدت وسائل إعلام عبرية أن صاروخاً سقط في ميناء أسدود وأصاب خزان وقود، ما تسبب في انفجار هائل وإطلاق ألسنة اللهب في سماء الليل.

وفي هذا السياق، ولدراسة آخر المستجدات والتطورات على الساحة الفلسطينية، أجرت وكالة "مهر" للأنباء حواراً مع القيادي في حركة المقاومة الاسلامية حماس "حماد الرقب"، وإلیکم النص الکامل للحوار:

**هل ما نشاهده في فلسطین هو عبارة عن انتفاضة جديدة في القدس والضفة ؟

يمكن ان نسمي او نصف الامور بانها هبّه فلسطينية كبيرة جداً، وحتى هذه اللحظة تزداد وتتطور كمّاً ونوعاً وكيفاً، حيث بدأت في المسجد الاقصى المبارك وفي الشيخ جراح لِما تُمثّله القدس من مكان بالغ الاهمية للشعب الفلسطيني وللامة بصورة كبيرة فان التعاطف بدأ يحدث مع كل ابناء الشعب الفلسطيني سواء كان في الداخل المحتل او في الضفة او في قطاع غزة.

وعندما زادت اعتداءات الكيان الصهيوني على المسجد الاقصى حذرت المقاومة الفلسطينية العدو الغاشم من التمادي واللعب بالنار، ووصلت الامور الى ما وصلنا اليه اليوم في استجابة المقاومة الفلسطينية في استغاثة اهلنا المقدسيين وكذلك في دورنا وواجبنا في الدفاع عن القدس، نحن نعتقد ان هذا الامر وهذا التاريخ سيكون له ما بعده؛ اذكّركم بدخول شارون الى المسجد الاقصى في عام 2000 والاستفزاز الذي فعله شارون هو الذي اطلق انتفاضة الاقصى، والتي في ضوئها انطلقت العمليات العسكرية في الضفة الغربية وغزة حتى تمكنا من تحرير غزة وتمكنا من انشاء جيش للمقاومة بفضل الله سبحانه وتعالى.

وباعتقادي ان هذا الاستفزاز اليوم سيكون تاريخ جديد في حياة الشعب الفلسطيني، ونحن نعتقد ان ما وصلنا اليه الان هو امر متقدم ومتطوّر جداً؛ حالة التحام وطني فلسطيني كبيرة جدا في قضية ضد الاحتلال، لذلك هذه الاحداث ربما تكون اكثر اهمية من انتفاضة الاقصى الاولى، والمعوّل عليها ان تحقق اهداف كبيرة لصالح القضية باذن الله.

**هل هذه مرحلة جديدة للدفاع عن اهلنا ومقدساتنا ام مرحلة هجوم على المحتل ؟

مما لا شك فيه ان هذه الجولة الان هي جولة كانت واضحة للجميع، فالعدو الصهيوني هو من بدأ بالاعتداء، المقاومة الفلسطينية تقوم بالدفاع عن شعبها واهلها، لذلك ان التمادي الذي قام به العدو الصهيوني استوجب ان يتلقى مفاجآت من العيار الثقيل، في اعتقادي ان العدو الصهيوني لم يكن يتوقع ما يجري الان.

في الوقت الراهن المدن الصهيونية تُدك بمئالت الصواريخ، ربما لم نضرب في يوم واحد وفي ساعة واحدة وربما لم نضربه في حرب كاملة من قبل، في اعتقادي ان العدو الاسرائيلي الان يفهم انه قد تورّط كثيرا ونحن سنستمر في الضغط عليه باذن الله تعالى. اما بالنسبة الى الخسائر؛ نحن متعوّدون بصورة رئيسية للتكيف مع حالات الحروب والتصعيد وليس جديدا علينا.

ان الجديد من فضل الله هو تقدم المقاومة كمّاً ونوعاً، وانها اصبحت قادرة ان تعطي توازنا للردع وللرعب مع العدو، ولذلك نحن سنستمر حتى نحقق الاهداف التي اعلناها وعلى راسها:

· انسحاب الاحتلال الصهيوني من داخل المسجد الاقصى.

· منع قطعان المستوطنين من الوصول المسجد المبارك.

· عدم الاعتداء على الشيخ جراح.

هذه الاهداف الاولى لكن اذا زاد العدو من غطرسته فنحن سنرفع سقف الاهداف باذن الله، لدينا مخزون كبير جدا للاستمرار في مقاومتنا وجهادنا انشاءالله.

ان غزة متكيّفة بصورة جدا مع صناعاتها المحلية التي تستطيع ان تصنع سلاحها بيدها بعد الاستفادة الكبيرة من السلاح الذي كنا نحصل علية من الدول الصديقة والحليفة لنا، والتي استفدنا من خبراتها الكبيرة في تصنيع الاسلحة، لذلك هذه القضية بالنسبة لنا لا تمثل لنا عاملا ضاغطا، لدينا المقدرة انشاءالله على ان نستمر لفترات طويلة باذن الله.

هذه الفترات نحن متأكدون اننا نستطيع ان نجعل العدو الصهيوني يركع باذن الله.

**هل من الممكن ان تكون هناك ضغوط ومفاوضات لاجل ايقاف صواريخ المقاومة ؟ وهل ستخضع المقاومة لهذه الضغوط ؟

بالتأكيد هناك بعض الضغوطات، وهناك بعض من تحدث بصورة رسمية وغير رسمية، لذلك نحن نقول اننا لا نغلق آذاننا ولا نغلق الابواب ولكن لدينا رساله واضحة انه على العدو ان يستجيب بدون شرط او قيد من شروطنا؛ اذا استجاب الى ذلك فنحن سنستمع الى الضغوط الموجودة امّا ان كان غير ذلك نحن جاهزون للذهاب الى الطوفان والحرب الاكبر، نحن لا نخشى مطلقا من مقابلة العدو الصهيوني، فالاجدر بالخوف هو العدو الصهيوني فهو من يجب عليه الخوف من الاصطدام بالمقاومة الفلسطينية.

**هل الاعتداءات الصهيونية في الشيخ جراح والقدس ناتجة عن ضوء اخضر عربي لتهويد القدس ؟

انا لا اعتقد ذلك، ان العدو الصهيوني هو عدو جشع بطبعه لا ينتظر اي مبررات هنا او هناك، انما هو قد يستفيد من الحالة العربية للاسف ( حالة التطبيع والهرولة إليه )، لا يوجد رأي عام ضاغط على هذا الكيان الصهيوني؛ هذه الامور تساعده كثيرا، لكنه هو بطبعه غادر يحاول ان يسرق ويغتصب الارض ويحاول ايضا ان يقضي على المقدسات، طبعه طبع اللصوص لذلك هو لا ينتظر اي مُبرر، لكن مثلما ذكرت ان البيئه تساعده جدا.

** كيف تقيم الاوضاع في غزة والداخل المحتل والضفة؟

غزة بفضل الله سبحانه وتعالى كما ترونها قوية منيعة بفضل الله تستطيع ان تلقن العدو درساً قاسياً، لدينا مقاومة جبارة، ولدينا غرفة عمليات مشتركة تشترك فيها كل فصائل العمل المقاوم.

ان الشعب الفلسطيني عنيد بطبعه وعاتي وجبار ويقف بصورة رائعة جدا مع المقاومة الفلسطينية. في غزة لن تجدوا اي احدا يطالب بالاستسلام او برفع الراية البيضاء بل كل الشعب الفلسطيني يطالب بالمزيد، ولو رأيتم كيف ودعت امهات الشهداء اولادهم وهم يقولون فداء القدس. نحن نطالب المقاومة بالاستمرار وبالزيادة.

فيما يتعلق بالضفة الغربية؛ بدأت احداثها في جنين، نحن نريد ان تكون احداث الضفة اكثر من ذلك، ونريد من الاجهزة الامنية الفلسطينية ان تعود الى رشدها وان تترك التنسيق الامني مع الاحتلال الصهيوني وان يعودوا الى سالف ابائهم واجدادهم في الانخراط في المقاومة، ونتمنى على حركة فتح ان تعود مرة ثانية الى تشكيل كتائب شهداء الاقصى لانهم يفهموا تمام ان عدونا لا يُميز بين حماس وفتح والجهاد و.... وان العدو يريد ان يقضي على كل امل للفلسطينيين.

اما بالنسبة الى الداخل، فان الداخل تعرض لظلم كبير جدا، فالاحتلال مارس تضييق هائل ومرعب على اهلنا في الداخل المحتل سواء كنا نتحدث عن السبع والنقب والرملة والطيرة والطيبة والجليل والمثلث وعن ام الفحم فالشعب الفلسطيني تعرض في هذه الاراضي لظلم هائل من مصادرة الاراضي ومنع التمليكات و....، وان اكثر من دفع هذا الثمن هو اهل القدس .

الحمدلله اليوم رأينا صورة ملحمية رائعة، لا توجد مدينة ولا قرية من الداخل المحتل الى الان الا وتشارك بصورة كبيرة جدا في واجب الدفاع عن القدس وفي التعاطف مع اهل غزة ونحن سعيدون جدا بما تصل اليه الامور ويقيننا ان الشعب الفلسطيني قادر باذن الله تعالى على ان يعطي صورة مشرفة للامة العربية والاسلامية في الدفاع عن الاقصى./انتهى/