بعث قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني، العميد إسماعيل قاآني، رسالة إلى رئيس الأركان في الجناح العسكري لحركة حماس القائد المجاهد أبو خالد محمد ضيف، عبّر فيها عن موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الثابت في دعم المقاومة حتّى النصر، مؤكداً أن النحرير قدرٌ إلهي وحتمي وإنه قادم.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني، العميد إسماعيل قاآني، بعث رسالة إلى القائد المجاهد أبو خالد محمد ضيف، عبّر فيها عن موقف الجمهورية الإسلامية الإيرانية الثابت في دعم المقاومة حتّى النصر، مؤكداً أن النحرير قدرٌ إلهي وحتمي وإنه قادم. وفيما يلي نص الرسالة:

بسم الله الرحمن الرحيم

{أذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} الحج 39

الأخ العزيز القائد المجاهد أبو خالد محمد ضيف وجميع قادة المقاومة في فلسطين حفظهم الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

وأبارك لكم ولجميع أبناء فلسطين حلول عيد الفطر، والذي نعيشه معكم هذا العام بكلّ معاني العزة والكرامة ببركة جهادكم وعطاءاتكم.

أيّها الشهيد الحي الذي قضى عمره في الصفوف الأولى لساحات الجهاد، فكنت رغم كلّ التحديات والمخاطر ثابت القدم قوي العزيمة واثقًا بوعد الله بالنصر. أخاطبك كقائد شجاع ومضحّ وأخاطب جميع القادة والمجاهدين في كل فصائل المقاومة، أصالة عني ونيابة عن كل قيادة الجمهورية الإسلامية في إيران، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

والسلام على المجاهدين على أرض فلسطين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فتوحدت عزيمتهم، وتظافرت هممهم، وكانوا كما يحب الله عز وجلّ لهم أن يكونوا؛ {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ} الصف 4. والذين عملوا في جميع فصائل المقاومة لإعداد وسائل القوة وأسباب والنصر رغم كل الصعوبات والعقبات، مسترشدين بقوله تعالى {وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} الأنفال 60، فأعددتم بعون الله وتسديده ما مكَّنكم اليوم من أن وعدتم بالانتصار للقدس ووفيتم، وأذقتم العدو الغاصب ولا تزالون طعم الرعب والهزيمة والذل.

والسلام على أهل غزة الشرفاء، المحتضنين لمقاومتهم، والصامدين بعزيمة وثبات أمام وحشية العدو الصهيوني وما يرتكبه من جرائم مروّعة بحق الأبرياء والعزّل، والذين يقدمون التضحيات تلو التضحيات في سبيل الله بفخر واعتزاز؛ راضين بقضاء الله، ومتطلعين إلى وعده تعالى بالنصر القريب.

والسلام على الشعب الفلسطيني في القدس والضفة وعموم المدن الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948، الذي انتفض بوعي وبصيرة دفاعًا عن القدس ومقدساتها، وعن غزة وصمودها، وأثبت للعالم أنّه شعب حيٌّ سائر باتجاه النصر، ولا يمكن أن تنسيه السنون حقه كما توهم المتوهمون.

الأخ العزيز، الإخوة الأعزاء قادة المقاومة

إنّنا نعيش معكم تفاصيل معركة سيف القدس العظيمة التي تخوضونها بجميع كتائبكم وسراياكم وألويتكم؛ نيابة عن الأمّة ودفاعًا عن شرفها وكرامتها ومقدساتها، هذه المعركة التي فتحت زمنًا جديدًا في الصراع مع العدو الصهيوني الغاصب، كتبت فيه مقاومتكم بالدم والنار معادلة عزة مفادها أنّ العدو لا يمكن له أن يستفرد بالقدس، دون أن يلقى ردًا رادعًا من بأس المقاومة وقوتها التي راكمتها على مدى عقود من الزمن وهذا ما أكده سماحة السيد قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي "حفظه الله" في كلمته الأخيرة في يوم القدس العالمي " إن الخط البياني الإنحداري باتجاه زوال العدو الصهيوني قد بدأ وسوف لن يتوقف".

لقد أعادت معركة سيف القدس الأمّة إلى قدسها ومقدساتها وأظهرت أن قلوب أبناء الأمّة لا تزال تنبض بحب القدس، وأن كلّ أولئك المتخاذلين والمشتركين في صفقات بيع فلسطين لا يمثّلون إلا أنفسهم، وأنّهم لا شك سيندمون على خياناتهم.

أيها القائد الكبير أيها القادة الكرام

لقد سطّرتم بصمودكم مع إخوانكم المجاهدين في مختلف فصائل المقاومة ملحمة عظيمة أثبتت مرة أخرى ضعف العدو، وأنّه حقًا أوهن من بيت العنكبوت.

وأود هنا أن أوكد أنّنا على العهد الذي قطعه لكم شهيد القدس القائد الحاج قاسم سليماني بأننا " لن نترك فلسطين وحيدة مهما تعاظمت الضغوط واستحكم الحصار"، والعدو يعلم علم اليقين أنّ فلسطين اليوم ليست وحدها بل معها محور مقاوم يزداد اتساعًا وقوة وتماسكًا، والقدس هي بوصلة هذا المحور وقبلة جهاده، محورٌ أسوته رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ومن كان معه؛ حين وصفهم الله تعالى في كتابه العزيز: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ * وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ} (الفتح29).

وأخيرا.. أجدد التحية لك ولكلّ الشعب الفلسطيني الصامد ولجميع المجاهدين على أرض فلسطين، وأُقَبّل أياديكم الحاملة لسلاح الجهاد والمدافعة عن القدس والمقدسات، وعهدنا الثابت لله عزّ وجلّ أنّنا معكم، لن يهنأ لنا عيش ولن يقر لنا قرار حتى زوال هذا الكيان الغاصب الظالم عن أرض فلسطين المباركة، وحتى تحرير كلّ ذرة تراب من ترابها.

{وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} الحج 40.

أخوكم إسماعيل قاآني

قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإسلامي./انتهى/