وكالة مهر للأنباء_ زينب شريعتمدار: يرى المتابع للوضع العراقي وخاصة في ما يتعلّق بالحشد الشعبي أن الشارع العراقي إنقسم إلى قسمين في حكمهم على الحشد الشعبي.
فريقٌ أوّل: متفائل بالحشد ويفضّل وجوده علی في كافة ربوع العراق، بل اکثر من ذلك فیعتقد ان الحشد لابد من وجوده فهو حارب داعش وازاله من کثیر من المدن العراقیة فنکران فضله علی الشعب العراقي والمنطقة نکران الجمیل والحق.
ويرى أنصار هذا الرأي أيضاً أن الحشد حالیا مُستهدف رغم کل تضحیاته في الحفاظ علی الامن العراقي وأمن المنطقة،بتحریض من الولایات المتحدة وممن لايرغبون بعراقٍ مستقر من دول المنطقة والعالم ، ويعتقد أنصار هذا الرأي أن من یضرب الحشد هو عمیل للامریکان.
والفريق الثاني: یری ان الجیش والقوی الامنیة تکفي للدفاع عن العراق ولاحاجة لغیرهما ویعتبر أنه یجب تصفیته الحشد ویعتبر أيضاً اجراءات الکاظمي جریئة وضروریة، وأيضاً يعتبر أنصار هذا الرأي أن الحشد الشعبي "أتباع إيران في العراق" على حد زعمهم.
هذا الانقسام لم ينبثق من الشعب، فالشعب لم یر من الحشد إلا خدمة خير، فالحشد كان له الدور الكبير في تحریر ارض العراق من دنس الدواعش وخاصة أنه تم تاسیس هذه المؤسسة بفتوى من المرجعیة العلیا، وفي ظروف صعبة لم یتمکّن الجیش والقوی الامنیة فيها من دحر داعش إضافة إلى الخيانات التي حصلت.
فمن این بدات المشکلة؟
تعود هذه المشکلة الی فکرة تأسیس الحشد وانها تشبه القوات الشعبیة التعبویة في الجمهوریة الإسلامیة وایضا حزب الله اللبناني المتکون من شباب متطوعین یریدون خدمة بلادهم ودفع هیمنة النظام الامریکي السلطوي الذي یحاول من خلال بث الارهاب في الدول، تثبیت حضوره لنهب اموال وثروات الشعوب وهم لایخافون الموت ویقاومون الی آخر قطرة دم في شرایینهم. فقوات التعبئة في إيران هي التي صمدت في الحرب المفروضة عليها، والمعروفون باسم" البسيج"، ومثالهم الآخر في لبنان هو "حزب الله" الذين صمدوا بوجه العدو المحتل الاسرائیلي في لبنان واعتدائه علی ارض الارز، وثم بعد ذلك وقوفهم الی جانب الشعب والجیش السوري ولجان المقاومة امام الاحتلال الارهابي وتطهیر معظم الارض السوري من دنسهم.
فالمشكة لیست في الحشد بل في الاسس الفکریة والمبادئ التي تنبع منها رؤیة المقاومة والصمود فالحشد کحزب الله والبسیج لن یرکع للامریکان ولایساوم العدو علی أرضه وعرضه و مقدساته شیعیا کان ام سنياً أو مسیحیا او ... فالحشد انقذ الایزدیین کما انقذ الشیعة والسنة والمسیحين ولو کان هناک یهود تحت ظلم الامریکان واذنابهم الدواعش لانقذهم دون اي توقف، وأيضاً الحشد أنقذ العرب والکرد کما انقذ الشبک والترکمان.
فلهذا كله عمل العدو وذیوله في المنطقة على ضرب الحشد، فمن صنع داعش وارسله الی المنطقة کان قد خطط لبقاء حوالي ثلاث عقود في العراق، وهاهو یری البرلمان العراقي یصوت لاخراج القوات الاجنبیة وخاصة الامریکیة التي جاءت لتبقی، فقوات الحشد لم تسمح للدواعش ان يدخلوا المدن المقدسة ومن ثم دحرتهم عن العراق.
فبعد ما رأی العدو فشل مخططاته بدأ بتحفیز الفئات من "الجوکریة" والشباب المحتجین ضد الحکومة التي لاتهتم باقتصاد مواطنیها والفاسدة، في محاولة منه لضرب الحشد وبالتالي محور المقاومة.
وتجلّت المحاولات وتبلورت في إغتيالهم قائد قوات الحشد الشعبي الشهید العزیز "ابومهدي المهندس" وضیف العراق الشقیق اللواء "قاسم سلیماني" والذي کان في العراق بدعوة من الحکومة العراقیة، فمع کل الاسف لم نر من الحکومة العراقیة اي محاولة لمحاسبة الجهات المتعاونة والمباشرة في اغتیال القادة الشهداء وهي غیر مکترثة بالأمر، وبدأت بضرب الحشد الشعبي وقوات المقاومة بذریعة أنهم بین فنیة وفنیة یقصفون مقرات المحتل الامریکي. وکأن الحکومة العراقیة ترید شرعنة حضور الامریکان وتثبیتهم وجودهم في المنطقة.
فالذي یشرعن الاحتلال الامریکي من السهل ان یشوه صورة وسمعة الحشد المقدس فهو مدعوم وممول من العدو لضرب محور المقاومة وانهاء هذا المحور من المنطقة فالحروب والصراعات في غرب اسیا مهمتها الحفاظ علی الکیان الصهیوني ومن یحارب الکیان فیجب ان یشوه سمعته ویحذف.
فبالتالي هذه الخطط لیست بجدیدة فقد قیل للأمريكا أنه یجب ضرب أربع صنعتها ايران حسب زعمهم ولکنها لم تكن أذرع بل هي تجربة موفقة اخذتها الشعوب وموضعتها بما يناسب بیئتها واحتیاجاتها و هم"حزب الله" و"حماس" و " الحشد الشعبي" و"الحوثیین".
وهولاء هم ضمان بلدانهم لکي لاتخضع للنظام الصهیوني العالمي والاستکبار.
/إنتهي/