وكالة مهر للأنباء - دلال العطار: يقول الله تبارك وتعالى في كتابه من بعد باسم الله الرحمن الرحيم: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ الله وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ الله إِنَّ الله عَزِيزٌ حَكِيمٌ * وَعَدَ الله الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِنَ الله أَكْبَرُ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. صدق الله العظيم.
ان الله تبارك وتعالى لم يميز بين الرجل والمراة في الولاية المتبادلة بينهما بل جعلهما بنفس المرتبة الولائية القائمة على الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، اي التي تهدف الى بناء مجتمع انساني صالح قائم على العدالة والحق بعيدا عن الظلم والفساد، وهذا البناء الصالح للمجتمع لا يمكن ان يتحقق ان لم يكن للمراة فيه دور كما للرجل ايضا.
اكد المفتي زغيب ان بناء مجتمع انساني صالح قائم على العدالة والحق بعيدا عن الظلم والفساد لا يمكن ان يتحقق ان لم يكن للمراة فيه دور كما للرجل
وهذه الادوار تتميز بين طبيعة الرجل وطبيعة المراة بمعنى ان دور الرجل لا يتم الا بقيام المراة بدورها والعكس صحيح ايضا فمثلا ان الله تبارك وتعالى فرض القتال على الرجل ولم يفرض القتال على المراة وجعل لكل واحد منهما دوره المتمم للاخر في مفهوم الجهاد العام الذي يشملهما بالوجوب ولكنه يختلف بطبيعة الاداء بمعنى ان حمل السلاح يكون على الرجل والذي يوازي حمل السلاح يكون على المراة وهذا ما نفهمه من دور المراة في الفتح الحسيني حيث ان المراة كانت الى جانب الرجل في كل مراحل الثورة.
وفي خضم المعركة كان للمرأة الدور المشجع والباعث على اظهار الثبات والعنفوان النابع من البعد العقائدي والولائي المطلق للامام الحسين عليه السلام بل اكثر من ذلك فان بعض النساء حملن السيف وقاتلن حتى امرهن الامام بعدم القتال بالسيف لان لهن دورهن الذي لا يقل عن حمل السيف؛ هذا الدور الذي اكمل دور السيف بعملية الفتح والاصلاح وانهاض الامة وذلك تجلى في خضم المعركة بالسيف واستمر بعد انتهائها في مسيرة السبي الذي كان هو الدور المفعل والمبين والمتمم للقتال بالسيف وللشهادة وللفتح الحسيني الذي من لم يلتحق به فقد خسر خسرانا مبينا.
ومن اهم الادوار التي جعلت للمراة دور الامومة والتربية التي لولاها لهدم المجتمع ولما نهض ولما تم بنائه بناء صالحا وهذا دور الهي مقدس تقوم به المراة يثبت بما لا شك فيه ان الدور المراة لا يقل عن دور الرجل في البناء التكاملي للانسان بل لهما نفس الحضور الفاعل بذلك ولكن باداء مختلف يتمم احدهما الاخر وعليه فاننا نجزم بان الاسلام اعطى للمراة مكانة توازي مكانة الرجل وغير الاسلام جعل من المراة سلعة تباع وتشرى في سوق الشهوات والغرائز مما جعل من المجتمعات القائمة على هذه الفكرة مجتمعات متفككة ومنحطة اخلاقيا وانسانيا ونختم بقوله تعالى:
{إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ الله كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ الله لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}، دون تمييز بين المراة والرجل.
/انتهى/