وكالة مهر للأنباء_ رامين حسين آباديان: في المدة الأخيرة إزدادت الهمسات حول إحتمال تأجيل الإنتخابات البرلمانية العراقية المُستعجلة، بعد أن تم تأجيلها لمرة واحدة، فكانت من المفترض أن تُقام الإنتخابات بتاريخ 6_6_2021، إلى أنه تم تأجيلها إلى تاريخ 10_10_2021.
المالكي: ليس من المقبول تأخير الإنتخابات العراقية المُستعجلة
يبدو أن الحكومة الحالية في العراق برئاسة "مصطفى الكاظمي" عَدَلت عن مهمتها في إجراء إنتخابات برلمانية عراقية سريعة، فتأجيلها أول مرة، وإحتمال تأجيلها مرة ثانية يثبت هذا الأمر، الأمر الذي لم يعجب الأحزاب والشخصيات السياسية في العراق وسبب بانتقادهم لهذا التصرف، ومن جملة الشخصيات السياسية التي انتقدت تصرّف حكومة الكاظمي، رئيس إئتلاف "دولة القانون" "نور المالكي"، إذ أنه قال في هذا الصدد: "ليس من المقبول تأخير الإنتخابات العراقية المُستعجلة".
وصرح المالكي في نفس السياق: "نحن عازمون أن تُجرى الإنتخابات في زمانها المقرر بتاريخ 10_10، حتى نتمكن من تخطي المشاكل التي تعاني منها البلاد، فإذا لم يتم توفير الأجواء المناسبة للإنتخابات فسوف نعتبر أن الإنتخابات خصل فيها تلاعب.
الكاظمي يعيد أولوياته من إجراء إنتخابات مستعجلة إلى البحث عن دعم خارجي
عندما تسّلم "مصطفى الكاظمي" منصب رئاسة الوزراء في العراق العام المنصرم، كانت من أولى مهماته هو العمل على إجراء إنتخابات برلمانية مُستَعجلة، ولكن نظراً لما حصل بالأشهر الأخيرة المنصرمة في العراق من تأجيلٍ للإنتخابات، يعكس هذا الأمر عدول الكاظمي عن مهمته الأساسية واهتمامه بأمور أخرى.
كمثال على ذلك، فقد آثر الكاظمي مواجهة "الحشد الشعبي" على العمل لتهيئة الظروف في سبيل إجراء إنتخابات برلمانية مستعجلة، فمثالاً على ذلك إعتقال جهازالأمن العراقي ل"قاسم مصلح" أحد القادة البارزين في "الحشد الشعبي"، الامرالذي أثار جدلاً واسعاً في الساحة السياسية العراقية.
والمراقب لتصرفات رئيس الوزراء العراقي، يرى أنه يسعى لالحصول على دعم خاري يؤثر في العملية السياسية، فبدل أن يعمل على إجراء إنتخابات مستعجلة_ الأمر الذي كان من أولويات حكومة الكاظمي_ سعى إلى تقوية العلاقات مع أمريكا وجعلها أولولية من أولوياته ؛ في الوقت الذي لم يتم تكليف حكومة الكاظمي بصفتها حكومة مؤقتة بمهمة كهذه ولا تعتبر من مهامها بصفتها حكومة مؤقتة؛ وهذا يوضح لنا مما لا يدع مجالاً للشك أن الكاظمي يسعى حالياً لإيجاد خلفية خارجية داعمة له في العملية السياسية العراقية.
وعلى الرغم من أن الكاظمي أعلن بأنه لن تحصل إنتخابات مستعجلة وأنه لن يشارك بها، إلا أن سلسلة أعماله توحي بأنه يقوم بالترويج لنفسه من أجل تثبيت موقعه في المسرح السياسي العراقي، الأمر الذي يجعل الناظر للوضع العراقي يلمس إرتباطاً وثيقاً بين محاولة الكاظمي تأجيل الإنتخابات البرلمانية وإقداماته في ترويجه لنفسه في سبيل البقاء في المسرح السياسي لمدة أطول.
أطراف مخالفة للبيت الشيعي العراقي تعمل على عرقلة الإنتخابات
على أية حال فالواضح أن الإنتخابات البرلمانية العراقية لن تُقام في وقتها المحدد أي في تاريخ 10_10، وذلك لأن الأطراف المخالفة للحشد الشعبي وللبيت الشيعي في العراق وصلوا لنتيجة أنهم لن يستطيعوا الحصول على نتيجة مطلوبة في الإنتخابات.
المخالفون لإقامة الإنتخابات العراقية يعلمون تمام العلم الوحدة والإنسجام داخل البيت الشيعي العراقي، ويعلمون أن إجراء الإنتخابات يعارض مصالحهم، هم يعلمون تمام العمل أن جميع محاولاتهم التحريضية على باءت بالفشل كتحريض الناس على سبيل المثال وإيجاد نوع من الهرج والمرج، ولم يستطيعو أن يغيروا البناء السياسي للبرلمان العراقي، فإجراء إنتخابات مستعجلة يمنعهم من الوصول لأهدافهم.
هذه الأطراف التي ذكرناها تعلم تمام العلم أنهُ وبسبب إنسجام ووحدة البيت الشيعي داخل العراق سوف يتقلدون مكانة رفيعة في الإنتخابات القادمة، لذلك يرون أن إجراء إنتخابات مستعجلة، أمر مخالف لمصالحهم ومنافهم، لذلك هذه الأطراف تبذل جهداً كبيراً في تأجيل وقت الإنتخابات، لأنهم يعلمون جيداً أن هذه الإنتخابات وفي ظل إنسجام البيت الشيعي ستؤدي إلى تغير البناء السياسي للبرلمان العراقي.
/إنتهى/