وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه ولد الإمام الرضا عليه السلام في المدينة المنورة ومنها انتقل الى خراسان بضغط من المأمون العباسي لمنحه ولاية العهد مكرهاً. وفي طريقه وهو في نيشابور روی حديث سلسلة الذهب. اشتهرت مناظراته التي كان يعقدها المأمون بينه وبين كبار علماء الأديان والمذاهب الأخرى. استمرّت إمامته 20 عامّاً. توفّي بطوس مسموماً علی ید المأمون، ودفن بمدينة مشهد وصار مرقده مزاراً تقصده الملايين من مختلف البلدان.
النسب
هو علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام (ولد في المدينة 148- وتوفي في طوس 203 هـ - ق). أبوه الإمام السابع للشيعة الإمامية. أمّه جاريةٌ تُدعى أم البنين. ویری الشيخ الصدوق أن: أمّه یقال لها «تكتم» قد سميّت بهذا الإسم عندما كانت مُلكاً للإمام الكاظم عليه السلام. ثمّ سمّاها الطاهرة عندما ولدت الإمام الرضا عليه السلام. ویری صاحب قاموس دهخدا أنّ: أمّه تُدعى نجمة ابتاعتها حميدة أم الإمام الكاظم عليه السلام ووهبتها لابنها حيث سمّتها بالطاهرة بعد ولادة الإمام الرضا عليه السلام في الأول من عام 148 أو153 هـ.ق.
الولادة والوفاة
رُوي أنّ ولادته كانت في يوم الخميس أو الجمعة 11 من ذي الحجة أو ذي القعدة أو ربيع الأول سنة 148هجرية او 153هجرية واختار الكليني أن ولادته كانت عام 148هـ وهو الرأي المشهور بين الاعلام والمؤرخين.
استشهد يوم الجمعة أو الاثنين في الأيام الاخيرة من شهر صفر وروى الكليني أنّ وفاته كانت في شهر صفر سنة 203 عن عمر ناهز 55 عاماًوهذا هو المشهور بين أكثر المؤرخين وحددها الطبرسي في الآخر من صفر.
ونظراً للإختلاف الموجود في تاريخ ولادته ووفاته فقد اختُلف أيضاً في تحديد عمره الشريف فكان ما بين 47 -57 إلّا أن المستفاد من الرأيين المشهورين في ولادته ووفاته يكون (عليه السلام) قد ناهز الـ 55 عاماً.
إمامته
كانت مدة إمامته 20 عاماً ما بين (183- 203 هـ) عاصر خلالها خلافة كل من هارون الرشيد(10 سنوات)، محمد الأمين (ثلاث سنوات و25 يوماً)، إبراهيم بن المهدي المعروف بإبن شكلة (14 يوماً)، محمد الأمين مرةً أخرى (سنة وسبعة أشهر)، والمأمون (5 سنوات).
دلائل إمامته (عليه السلام)
روى ان إمامته من قبل أبيه موسى بن جعفر عليه السلام عن داود الرقي قال: قلت لأبي إبراهيم - يعني موسى الكاظم عليه السلام-: فداك أبي إني قد كبرت وخفت أن يحدث بي حدث ولا ألقاك فأخبرني من الإمام من بعدك؟ فقال: ابني علي (عليه السلام).
وعن محمد بن إسحاق بن عمار قال: قلت لأبي الحسن الأول– الكاظم- عليه السلام: ألا تدلني على من آخذ منه ديني؟ فقال: هذا ابني علي ...
بالإضافة الى الروايات العديدة، فإنّ مقبوليّة الإمام الرضا عليه السلام بين شيعته وأفضليته العلميّة والأخلاقيّة هي التي أثبتت إمامته على الرغم من أنّ قضية الإمامة كانت معقدّة جداً في أواخر حياة الإمام موسى بن جعفرعليه السلام ولكنّ أكثر أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام سلّموا بخلافة الإمام الرضاعليه السلام من بعده.
سفره الى خراسان
وجاء في تاريخ اليعقوبي أنّ المأمون أمر الرجاء بن الضحاك وهو من أقارب الفضل بن سهل بجلب بالإمام الرضا عليه السلام من المدينة إلى خراسان عن طريق البصرة. وقد حدد المأمون مسيراً خاصّاً لقافلة الإمام خشية من أن يمرّ الإمام على المناطق التي تقطنها الشيعة ويلتقي بهم فأمر أن لا يأتوا به عن طريق الكوفة بل عن طريق البصرة وخوزستان وفارس ومنه الى نيشابور. فهكذا ستكون حركة الإمام استناداً لكتاب أطلس الشيعة: المدينة، نقره، هوسجة، نباج، حفر أبي موسى، البصرة، الأهواز، بهبهان، إصطخر، أبرقوه، ده شير (فراشاه)، يزد، خرانق، رباط بشت بام، نيشابور، قدمكاه، ده سرخ، طوس، سرخس، مرو.
ولاية عهد المأمون
روى الشيخ المفيد- أنه وبعد إقامة الإمام في مرو- أنفذ إليه المأمون قائلاً: إني أريد أن أخلع نفسي من الخلافة وأقلدك إياها فما رأيك في ذلك؟
فأنكر الرضا عليه السلام هذا الأمر وقال له: أعيذك بالله من هذا الكلام وأن يسمع به أحد. فرد عليه الرسالة: فإذا أبيت ما عرضت عليك فلا بد من ولاية العهد من بعدي فأبى عليه الرضا إباء شديدا فاستدعاه إليه وخلا به ومعه الفضل بن سهل ذو الرئاستين ليس في المجلس غيرهم وقال له: إني قد رأيت أن أقلدك أمر المسلمين وأفسخ ما في رقبتي و أضعه في رقبتك فقال له الرضاعليه السلام: الله الله إنه لا طاقة لي بذلك و لا قوة لي عليه.
قال له: إني موليك العهد من بعدي! فقال له: اعفني من ذلك فقال له المأمون كلاما فيه كالتهدد له على الامتناع عليه وكان مما قال فيه: إن عمر بن الخطاب جعل الشورى في ستة أحدهم جدك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وشرط فيمن خالف منهم أن تضرب عنقه ولا بد من قبولك ما أريده منك فإنني لا أجد محيصا عنه!!.
فقال له الرضا عليه السلام: فإني أجيبك إلى ما تريد من ولاية العهد على أنني لا آمر ولا أنهى ولا أفتي ولا أقضي ولا أولي ولا أعزل ولا أغير شيئا مما هو قائم. فأجابه المأمون إلى ذلك كله.
وهكذا بايع المأمون الإمام على ولاية العهد في يوم الإثنين لسبعٍ خلون من شهر رمضان سنة 201 وأمر الناس بلبس الخضرة بدلاً من السواد (وهو لباس أبي مسلم الخراساني وأصحابه تقليداً للون راية النبيّ صلى الله عليه وآله وسلمأو حزناً على شهداء أهل بيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم)... وكتب بذلك إلى الآفاق وأخذ البيعة للإمام الرضا عليه السلام وخطبوا بإسمه على المنابر وضربوا الدرهم والدينار ولم يبق أحد إلاّ ولبس الأخضر إلّا إسماعيل بن جعفر بن سليمان بن علي الهاشميّ.
قضية استشهاده
جاء في تاريخ اليعقوبي،إنطلق المأمون في عام 202 للهجره من مرو الى العراق مصطحباً معه وليّ عهده الرضا عليه السلام ووزيره الفضل بن سهل ذا الرئاستين . ولما صار إلى طوس توفي الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بقرية يقال لها النوقان أول سنة 302 ولم تكن علته غير ثلاثة أيام، فقيل إن علي بن هشام أطعمه رمانا فيه سم، وأظهر المأمون عليه جزعا شديدا. واضاف اليعقوبي: حدثني أبو الحسن بن أبي عباد قال: رأيت المأمون يمشي في جنازة الرضا عليه السلام حاسرا في مبطنة بيضاء، وهو بين قائمتى النعش يقول: إلى من أروح بعدك، يا أبا الحسن! وأقام عند قبره ثلاثة أيام يؤتى في كل يوم برغيف وملح، فيأكله، ثم انصرف في اليوم الرابع .
قال الإمام الرضا (ع): «مَا زَارَنِي أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيَائِي عَارِفاً بِحَقِّي إِلَّا شُفِّعْتُ فِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ».
تناول الباحثون قضية استشهاد الإمام الرضا عليه السلام وذهبوا الى جملة أسباب أدّت إلى مقتله على يد المأمون ومن أهمها أولا: انتصاره وتغلبه على علماء عصره في حلقات المناظرة. ثانيا: ما حصل من وقائع أثناء صلاة العيد حيث أنّ المأمون شعر بالخطر الشديد مما حدث في تلك الحادثة فجعل عليه عيوناً تراقبه خشية أن يقوم بما يعدّ مؤامرة ضدّ المأمون،يذكر أن الإمام الرضا (عليه السلام) لم يكن ليخشى المأمون بل كان كثيراً ما يردّ عليه بطريقة تثيره وتُؤذيه الأمر الذي زاد من غضب المأمون وعدائه للإمام رغم عدم بوح المأمون بذلك. وقد روي أنّ المأمون جاء يوماً إلى الإمام الرضاعليه السلام فرحاً مسروراً بإحدى فتوحاته العسكرية فقال له الإمام : إتق الله في أمّة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وما أوكلك الله تعالى به! لقد ضيّعت أمور المسلمين و...
/انتهى/