رفعت المقاومة الفلسطينية منسوب تهديداتها للعدو، تزامناً مع إعلائها درجة الاستعدادات الميدانية لمواجهة عسكرية جديدة.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان فصائل المقاومة الفلسطينية اتفقت خلال اجتماعاتها الأخيرة، وبعد اتصالات مع الوسطاء في الأيام الماضية، على بدء الاستعداد لتجدّد المواجهة في حال استمرّ الاحتلال في سياسته الحالية.

وأكد مصدر من المقاومة أن المقاومة شرعت بالفعل في تلك الاستعدادات، تحسّباً لجولة قد لا تبدأ بشكل تدريجي من غلاف غزة كما يتوقّع العدو الصهيوني، بل "قد تكون مدن المركز في الكيان عنواناً مباشراً لها".

وأشار إلى تزايد التهديدات الإسرائيلية بشنّ عملية ضدّ القطاع، معتبراً أن هذه التهديدات تستهدف "ردع المقاومة عبر الإعلام كي لا تبادر إلى إشعال مواجهة عسكرية، وكذلك إطالة أمد الوضع الحالي".

ويدأب الاحتلال، منذ أيام، على تصعيد تهديداته لغزة، في محاولة لدفع المقاومة إلى التراجع عن رفضها لشروطه المتمثّل أبرزها في ربط ملفَّي الإعمار والتهدئة بملفّ الجنود الأسرى. لكن المصدر جزم بأن "المقاومة الفلسطينية ليس لديها ما تخسره، وهي مستعدة لدخول مواجهة عسكرية لكسر تلك المعادلة"، مُحذراً رئيس وزراء العدو، نفتالي بينت، من "أن مثل هذه المواجهة كفيلة بإسقاط حكومته وإظهار عجزها وفشلها في مختلف الملفّات".

المقاومة الفلسطينية تَعدّ الأيام للعودة إلى المواجهة بهدف كسر المعادلة التي يحاول العدو فرضها

وأشار إلى أنه "بخلاف توقّعات الاحتلال، فإن المقاومة الفلسطينية تَعدّ الأيام للعودة إلى المواجهة، بهدف كسر المعادلة التي يحاول العدو فرضها، لكنها تعطي فرصة للوسطاء لدفع الاحتلال إلى التراجع عن خطواته الحالية"، مضيفاً أن "التقدّم لا يزال مرهوناً بموقف الحكومة الإسرائيلية الجديدة".

وفي الإطار نفسه، نفى المصدر خشية المقاومة من تنفيذ الجيش الإسرائيلي عملية برّية مفاجئة في غزة، لافتاً إلى أن "وحداتها العسكرية كانت تنتظر اقتراب القوات، وليس توغّلها فقط داخل حدود القطاع"، متابعاً أن "جيش العدو هو الذي يخشى هذه العملية، بعدما تجنّبها خلال معركة سيف القدس، تحسّباً لوقوع خسائر كبيرة لديه وأسر مزيد من الجنود".

وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية حذّرت، في بيان رسمي أوّل من أمس، عقب اجتماع لها في غزة، سلطات الاحتلال من "الاستمرار في ارتكاب الجرائم ضدّ الشعب الفلسطيني"، مُنبّهة إلى أن "ذلك سيؤدي إلى الانفجار"، في وقت أكدت فيه حركة "حماس" أن جناحها العسكري، "كتائب القسام"، يراكم القوة لـ"معركة تحرير فلسطين".

وشدّدت الفصائل على أن "جرائم التهجير الصهيونية في سلوان والقدس، والتي تستهدف استئصال الوجود الإسلامي والعربي، لن تفلح في ثني أهلنا المقدسيين عن حقهم في أرضهم".

وأنذرت العدو من المماطلة في تطبيق إجراءات كسر الحصار، وممارسة الضغوطات لوقف المنحة القطرية عن غزة، داعية الوسطاء إلى "الضغط على الاحتلال لإزالة القيود المفروضة على المعابر والتسريع في عملية إعادة الإعمار"، مؤكدة أنها "ترصد جرائم الاحتلال"، وأن تلك الجرائم "ستنفجر في وجهه إن لم تتوقّف"./انتهى/