وكالة مهر للأنباء؛ كان محمد مهدي الجواهري يعرف بارتجاله للشعر العمودي ارتجالا في لحظة إلقاء كما يحفظ شعره عن ظهر قلب كما يقال.
ولد في 26 يوليو/تموز عام 1899 في مدينة النجف وكان أبوه عبد الحسين عالما من علماء النجف، وعائلته من العوائل المعروفة وقد ألبسه أبوه العمامة الإسلامية ليكون عالم دين. وكان نابغا في حفظ الشعر منذ صغره وقد أطلق عليه لقب الجواهري نسبة إلى جده الشيخ محمد حسن صاحب الجواهر، الذي ألّف كتابا في الفقه وحمل عنوان (جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام).
وقد تأثر الجواهري بما كانت تقيمه العائلة من مجالس الأدب والفقه، حتى أن والده كان حريصا على إرساله إلى المدرسة وأن يدرس على أساتذة كبار يعلمونه أصول النحو والصرف والبلاغة والفقه، ولذا نبغ بسن مبكرة وأصدر أول مجموعة شعرية وهو في الـ25 من العمر وحملت عنوان (خواطر الشعر في الحب والوطن والمديح). وشارك الجواهري في ثورة العشرين ضد السلطات البريطانية.
سَیّدی أیّها الأعز الأجَل
أنتَ ذو مِنّة وَأنتَ المدِل
عَجَزُ الحرف أن یُوفّی عظیماً
کُل ما قیل فی سِواه یَقِل
أیّها الشامِخ الذی شاءَهُ اللهُ
زَعیماً لِثَورَةِ تَستَهِل
لَکَ فی ذِمّة الإله یَمینٌ
یَدٌ مَن مَسّها بِسوءِ تَشِل
لَکَ فی السّلم مِنبَرٌ لا یُجارى
لَکَ فی الحرب مِضرَب لا یَفِل
لَکَ أهلٌ فَوقَ الذرى وَمَحَل
لَکَ بَعدَ المکرُمات وَقَبل
فإغتَفِر لی ما جاءَ فی ذِکریاتی
یا عَطوفاً عَلى خُطى مَن یَزِل