شهدت علاقة إيران بدول العالم في الأعوام الماضية تقلبات کثیرة في جميع المجالات وخاصة في الملفات السياسية والأمنية والإقتصادية واما حاليا بعد مجيء الرئيس المنتخب الإيراني الى سدة الحكم يبرز هذا السؤال وهو كيف ستكون هذه العلاقات؟

وكالة مهر للأنباء -وداد زادة بغلاني: الرئيس المنتخب الإيراني، السيد إبراهيم رئيسي باعتباره الرئيس الثالث عشر للرئاسة الإيرانية أعرب خلال بياناته في العديد من المؤتمرات عن جميع برامجه داخلياً كانت ام خارجياً ليوضح رؤيته للتعامل مع الجميع، مؤكدا على الشفافية في جميع الملفات ويمكن تسليط الضوء عليها كما يلي:

القضايا الداخلية:

تعهد الرئيس الإيراني المنتخب إبراهيم رئيسي، في أول مؤتمر صحفي له بالعمل على "إعادة ثقة الشعب بالحكومة" و"تحسين الأوضاع المعيشية"، مؤكدا على خدمة أبناء الشعب وفتح الطريق لحلحلة مشاكل البلاد والاستمرار في هذا الطريق لتحقيق العدالة. معلنا انه سنعمل على زيادة الإنتاج وإجراء الإصلاحات الاقتصادية. وبالإضافة الى ذلك أكد ان الإحصاءات والأرقام متوفرة في البلاد وهي ليست خافية على الشعب وأننا سنقدم تقريرا للشعب عن الوضع الموجود وسنسعى إلى تغييره إلى ما هو منشود.

قال رئيسي ان إعادة ثقة الشعب بالحكومة وتحسين الأوضاع المعيشية وخدمة أبناء الشعب وفتح الطريق لحلحلة مشاكل البلاد والاستمرار في هذا الطريق لتحقيق العدالة من أهم أولوياتي الداخلية

القضايا الإقليمية:

وفيما يخص القضايا الإقليمية فان الرئيس المنتخب صرح بان أولوية حكومتي ستكون تحسين العلاقات مع جيراننا في المنطقة. العلاقات الإيرانية مع دول الجوار خاصة الكويت، قطر، سلطنة عمان، الإمارات تعتبر انها على مستوى علاقة جيدة ومتينة ولا يوجد امامها الكثير من المعوقات للقيام بمزيد من المساعي لتطويرها نحو الاحسن، حيث كان تركيز السيد رئيسي أساسا منصبا على إزالة المعوقات لتطوير هذه العلاقات مع العراق والسعودية نحو الأفضل لتكون علاقات شاملة وواسعة على جميع الأصعدة.

حيث ان السيد رئيسي صرح بان العراق دولة جارة وتربطنا به علاقات حميمة والعلاقات بين البلدين مستمرة في جميع المجالات ومصير العراق يؤثر على إيران ولهذه العلاقات أهمية كبيرة بالنسبة لإيران، كما ان العراق الشقيق كان اول بلد عربي هنأ الرئيس الإيراني بعد فوزه في الانتخابات. حيث ان إبراهيم رئيسي دعا مصطفى الكاظمي لزيارة إيران والحضور في مراسم التحليف لمناقشة العلاقات الثنائية بين البلدين التي تشمل القضايا الأمنية والسياسية والإقتصادية.

اما التركيز الثاني فكان من قبل الرئيس إبراهيم رئيسي تجاه المملكة العربية السعودية والتي انقطعت العلاقات مع البلدين منذ مطلع 2016 حيث انه قال بانه لا مانع من الجانب الإيراني لاستعادة العلاقات بين إيران والسعودية وحتى إعادة فتح السفارتين، مضيفا بانه من الضروري ان توقف السعودية وحلفاءها الحرب على اليمنيين وان يتيحون الفرص لليمنيين لإختيار مصير بلادهم بأنفسهم حتى يعود الامن والاستقرار للمنطقة بعد أعوام من الحرب على اليمن.

وفيما يخص العلاقات بين إيران وأفغانستان باعتبارها دولة جارة لها جذور من العلاقات التاريخية مع إيران، فان خروج القوات الأمريكية من أفغانستان وحل الأزمة الأفغانية بين الجيش الأفغاني وحركة طالبان تعتبر ذات أهمية خاصة بالنسبة لإيران والرئيس المنتخب.

تركيز السيد رئيسي على إزالة المعوقات لتطويرالعلاقات مع العراق والسعودية نحو الأفضل لتكون علاقات شاملة وواسعة على جميع الأصعدة

العلاقات مع محور المقاومة:

أشار الرئيس المنتخب الى أن القضية الفلسطينية بقيت حية على مدى عقود طويلة، وستبقى كذلك حتى ازالة الاحتلال الغاصب واحقاق حقوق الشعب الفلسطيني المظلوم، وان الشعب الفلسطيني واحرار العالم والعديد من دول العالم ستفشل كل المشاريع الغربية الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية مثل صفقة القرن.

كما ان إيران مستمرة في دعمها لفلسطين، وثابتة في دعم شعبها حتى تحرير القدس والكيان الصهيوني سيبقى عدو ولا يمكن اعتباره "دولة" من دول العالم. ومن الواضح جدا فان العلاقات الوطيدة بين إيران ومحور المقاومة في لبنان وسوريا واليمن ستبقى مستمرة في عهد الرئيس المنتخب كما هي الحال بل على الأرجح فإنها مرشحة لمزيد من التطور لتحقيق تطلعات الشعوب ومن بينها التخلص من الاحتلال وهزيمة الإرهاب في المنطقة.

العلاقات الدولية:

من المفترض ان الرئيس المنتخب يتوجه شرقاً ويميل لتعميق العلاقات مع روسيا والصين ويمكننا القول إن العلاقات قد تتطور إلى حد ما بشكل أفضل هذه المرة في عهد الرئيس المنتخب لان التجربة الماضية اثبتت بان الثقة بالدول الغربية تؤدي الى الفشل ولا يمكن التركيز على الدول الغربية والاعتماد على وعودهم خاصة بعد العديد من المفاوضات التي جرت بين إيران وهذه الدول مؤخرا في فيينا والتي لم تكلل بالنجاح بسبب التعنت الأمريكي والتبعية الأوروبية لأمريكا.

وذلك بالرغم من ان إبراهيم رئيسي صرح بانه لا يمانع لاستئناف المحادثات في فيينا لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بشرط ضمان المصالح الوطنية. معتقدا أن الاتفاق النوويّ ليس أولوية إيرانية، وهو أمر جيد إن عادت الأطراف الأخرى الى التزاماتها خاصة أمريكا بلا شروط، موضحا ان الفريق المفاوض سيتابع مهامه ويقدم لنا تقاريره، وعلى أمريكا إلغاء كل إجراءات الحظر الظالمة.

صرح رئيسي بان اختبار المصداقية سيكون محور سياستنا الخارجية، وعلى أمريكا والأوروبيين الالتزام بتعهداتهم وسنتابع ذلك بجدية

وتابع بالقول: "اختبار المصداقية سيكون محور سياستنا الخارجية، وعلى أمريكا والأوروبيين الالتزام بتعهداتهم وسنتابع ذلك بجدية". كما انه أكد على أن برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني "غير قابل للتفاوض. "

من جهة اخرى، يتهم الاعلام الغربي الرئيس المنتخب بالتبعية الكاملة لقائد الثورة الإسلامية في إيران وانه سيتعامل مع جميع الملفات الاستراتيجية وفق نظرة قائد الثورة، بالإضافة الى ان الاعلام الغربي يحاول اتهام الرئيس المنتخب بالتشدد للضغط على إيران وعرقلة برامجه في الداخل والخارج.

/انتهى/