لم يكن ميسرا اللقاء به وهو منهمك في ترتيبات استلام الرئيس الايراني المنتخب ابراهيم رئيسي اضافة الی انشغاله بوضع اللمسات الاخيرة علی التشكيلة الوزارية المرتقبة مع الفريق المحيط بالرئيس ناهيك عن التحديات الكثيرة التي تواجه الحكومة العتيدة بعد الوعود التي اعطاها الرئيس المنتخب لناخبيه ومناصريه.

وكالة مهر للأنباء، محمد صالح صدقيان: الرئيس المنتخب سيؤدي اليمين الدستورية يوم الخميس القادم 5 اب اغسطس بعد موافقة القائد علی تنفيذ نتائج الانتخابات الرئاسية التي جرت في 18 يونيو حزيران الماضي .

لم يتحدث صديقي كثيرا ولم اطلب منه الحديث عن سياسة الرئيس المنتخب في المجال الداخلي لتعقيداتها وهي تموج في امواج التيارات والشخصيات الحزبية والرسمية ؛ لكني كنت مهتما بشان سياسته الخارجية وعلاقات ايران مع المحيط الاقليمي والدولي .

كنت اعرف الاطر العامة لهذه السياسة لكني رغبت ان اعرف اكثر خصوصا وان الكثير من التحديات الخارجية تواجه الحكومة الايرانية الجديدة والجميع ينتظر ما ستؤول اليه التطورات وما هو برنامج الرئيس الجديد بشان الوضع في الاقليم .. محور المقاومة ... "اسرائيل" ... الولايات المتحدة ... الاتفاق النووي ... مفاوضات فيينا .... الصين ...

صديقي يعرفني جيدا ويعرف ما اريد ؛ ويعرف ايضا اني سأنشر تصوراته ناهيك عن دخولها في ماكنة نشاطاتي الاكاديمية والاعلامية والتحليلية ؛ ولذلك كان دقيقا فيما يقول .

قال ان السياسة الخارجية للرئيس المنتخب يمكن تلخيصها في اربع محاور اساسية .

المحور الاول ؛ وهي السياسة الخارجية مع الدول الغربية التي تعتبر من التحديدات الاساسية باعتبارها ترتبط بشكل او بآخر مع مسار فيينا وعملية إحياء الاتفاق النووي . هذه السياسة سوف يتم فصلها عن "الاتفاق النووي" بمعنی ان الحكومة الجديدة ستستمر في مباحثات فيينا لكنها سوف لن تتوقف عند نتائجها ؛ وهذا يعني بأنها ستصر علی الشروط الايرانية في ضرورة إعطاء ضمانات لدعم اي اتفاق يحدث مع المجموعة الغربية لاحياء "الاتفاق النووي" مع عدم قبول اضافة اي بند للاتفاق الذي وقع عام 2015 . وبعبارة اخری ان حكومة الرئيس رئيسي سوف لن تبدأ الحوار مع المجموعة الغربية ولن تنتهي به كما فعلت حكومة الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني. اما الولايات المتحدة فإن حكومة الرئيس المنتخب لن تستسلم لها وستنتهج "سياسة الردع" من اجل تحقيق مصالحها الوطنية والقومية التي تستند علی "الحكمة" و "العزة" و "المصلحة" .

المحور الثاني ؛ الاولوية في العلاقات الخارجية ستكون مع دول المنطقة تحديدا والشرق بشكل عام وتحديدا الصين . وهذا المحور فيه دائرتين . الاولی دائرة دول محور المقاومة والدائرة الثانية دول المنطقة . اما الاولی - يقول صديقي – فهي تسير باتجاه دعم هذه الدول وتعزيز قوة وقدرة محور المقاومة ضد "اسرائيل" باعتبار ان "الكيان الاسرائيلي" هو جوهر المشكلة في المنطقة وستقف مع هذه الدول امام اي اعتداء تتعرض له من قبل "اسرائيل" او ادواتها . اما دول المنطقة فإن حكومة الرئيس المنتخب سترسل رسالة واضحة لهذه الدول وهي رسالة المودة والمحبة والصداقة في اطار مبادرة "هرمز للسلام" وربما اضيفت لها عناصر ايجابية اخری تستطيع ان تفتح افاق التعاون والتنسيق والامن والاستقرار في المنطقة . واشار صديقي الى ان الفريق المحيط بالرئيس المنتخب يعكف علی وضع برنامج مشروع لدعم الثقة مع دول المنطقة .

المحوران الثالث والرابع ؛ العراق وافغانستان . صديقي يعتقد ان الولايات المتحدة تحاول خلط الاوراق في هاذين البلدين من اجل ممارسة المزيد من الضغط علی ايران لاجبارها تقديم المزيد من التنازلات والقبول بالمقاسات الامريكية . هاذان الملفان من الملفات الحساسة في المنطقة . واذا كانت الولايات المتحدة عازمة على السير بهذا الاتجاه فانها ستتعب وتٌتعب الاخرين معها في ظل خيارات متعددة موضوعة علی الطاولة لمواجهة اية تطورات محتملة . يعتقد صديقي ان الولايات المتحدة تريد إغراق ايران في مستنقعات امنية مجاورة لها . ايران لا تريد التدخل لا في العراق ولا في افغانستان . ايران تقف مع ارادة الشعوب في هذه المنطقة وهي لا تريد مواجهة التطورات خارج ارادة هذه الشعوب . واذا ارادت التعاطي مع اية تطورات فان تعاطيها سيكون مسؤولا ويخدم شعوب المنطقة وارادتها السياسية .

/انتهى/