وأفادت وكالة مهر للأنباء، أنه في حديث اذاعي، أوضح الشيخ نعيم قاسم: أن حالة الالتفاف حول المقاومة أوسع من حادثة جزئية أُريد لها أن تتضخم، وواقع المقاومة لا يُقيّم من حادثة جزئية من بعض الأفراد، مشيرًا إلى أن المعترضين على المقاومة قسمان، قسم له آراء سياسية تعتبر أن المقاومة ليست حقًا على قاعدة أنها لا تمثل الجميع، وفئة من المعترضين تعمل ليلًا نهارًا ليكون المشروع الأميركي "الإسرائيلي" هو المسيطر.
وعن رد المقاومة على قصف الاحتلال، قال: "ما قمنا به مشروع تمامًا وضمن ضوابط دقيقة جدًا ونحن حريصون على الناس ولا نستخدهم متاريس ولا مطية سياسية، ونحن نعمل بدقة في العمل المقاوم والجميع يشهد بذلك، والفتنة التي أرادوها ذهبت مع الريح".
وذكّر الشيخ قاسم بأنه عقب الاجتياح "الإسرائيلي" عام 1982، فوجئت "إسرائيل" بانطلاق المقاومة في لبنان ونموها السريع، وهذه المقاومة استطاعت أن تخرجها من دون قيد أو شرط. وأضاف: "منذ اللحظة الأولى لانطلاق المقاومة عملنا على التكافل الاجتماعي والأخلاقي والسياسي ورعاية البيئة التي تحضن هذه المقاومة في مسائلها المختلفة".
وتابع "فكرتنا كانت أن هذه المقاومة يجب أن تعمل عسكريًا في مواجهة "إسرائيل" وأن تحمل النتائج المباشرة لهذا العمل في إيجاد حالة التكافل، وهذا جزءٌ من خطتنا العملية، والثمن الذي يدفعه لبنان له علاقة بالعمل لإعادته إلى دائرة السيطرة الأميركية - "الإسرائيلية"، ونحن علينا أن نتصدى.
الشيخ قاسم قال إنه عقب عدوان تموز 2006، قمنا بعملية تكافل كاملة تقريبًا، من الإيواء إلى رعاية الجرحى والقيام بكل الإجراءات التي تساعد في نهضة الناس، ونعتبر أن هذا واجب علينا، مؤكدًا أننا لا نستطيع أن نقوم مقام الدولة في تلبية حاجات الناس، فهم تحت مسؤولية الدولة، يدفعون لها الضرائب، وترعى شؤونهم، ونحن كجزء من تركيبة الدولة في الحكومة والمجلس النيابي نقوم بدورنا ضمن هذه التركيبة، ولكن بإمكاننا أن نخفف الأعباء.
واعتبر أن توجه الناس إلى حزب الله هو ثقة منهم بهذا الحزب وبأنه لن يتركهم، فنحن متصدون للمساعدة بأعلى الإمكانات التي نوفّرها ولكن ليس بإمكاننا حل أزمة بلد، ولا يمكن تحميلنا هذه الأزمة بأكملها بعيدًا عن الدولة. وقال إننا في حزب، نقوم بأقصى ما نستطيع من مساعدة، وتقديم الأفراد سهلٌ بالنسبة إلينا، ولدينا إمكانات مادية محدودة، ولكن نحن لسنا مسؤولين نيابةً عن الدولة.
وأشار الشيخ قاسم إلى أنه في عملية ضبط الاحتكار، هناك حاجة إلى سلطةٍ ومحاسبة، ولكن السلطة هي الدولة اللبنانية، ونحن لا نستطيع أن نكون بديلًا عن القوى الأمنية التي من واجبها ضبط الاحتكار، أو أن نكون إدارة ذاتية.
وشدد الشيخ قاسم على أننا نعمل على توفير بنزين ومازوت إيراني، وهذا يتطلب بعض الوقت، وإن شاء الله الثمار تظهر في الوقت المناسب حين تتوفر كل المقومات.
في سياق آخر، لفت الشيخ قاسم إلى أن حزب الله مقتنع بأن التحقيق في انفجار المرفأ يجب أن يتمّ ويصل إلى نتيجة، وقال: "نحن لسنا مستهدفين في قضة تفجير المرفأ من خلال تحقيق المحقق مباشرة، إنما من خلال الضخ الإعلامي السياسي من قبل البعض في لبنان ومن خلال الأميركيين و"الإسرائيليين"، والنيترات ليس في محل استخدامنا".
وعن كمين خلدة، قال الشيخ قاسم إن من يرتكب جرمًا يتحمّل المسؤولية، مشيرًا إلى أن حزب الله يتابع الموضوع مع الأجهزة الأمنية لاستكشاف الخلفيات ومحاسبة المعنيين.
وفي الملف الإيراني، اعتبر الشيخ قاسم أن الاتفاق النووي الإيراني لو حصل، فهو منفصل تمامًا ليس فقط عن لبنان بل عن كل قضايا المنطقة.
وعن زيارته الأخيرة لطهران، أكد الشيخ قاسم أن الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي يعتبر أن المقاومة تشكل نموذجًا استثنائيًا في لبنان والمنطقة، وشدد على أن الجمهورية الاسلامية ستبقى إلى جانبها دائمًا بكل استطاعتها.
/انتهى/