يصادف يوم 22 آب /أغسطس في إيران يوم احياء الذكرى السنوية لمیلاد الطبيب والفيلسوف الإيراني ابن سينا المعروف باسم الشيخ الرئيس وأمير الأطباء وأبو الطب الحديث.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قد ولد ابوعلي حسين بن عبد الله ابن سينا المعروف بـ ابو علي سينا الطبيب والعالم والفيلسوف الايراني البارع عام 359 للهجرة في بخارى وتوفى عام 416 للهجرة في همدان. وبسبب كتبه القيمة يحظى بموقع مميز في فلسفة ارسطو والطب في تاريخ ايران العريق. ويعتبر كتاب "القانون" في الطب لابن سينا من اشهر كتب تاريخ الطب في العالم والذي استخدم في العصور الوسطى كأحد اهم الكتب المراجع في الطب في الغرب.

وكان ابن سينا قد تعلم جميع العلوم التي لم تكن سائدة في تلك الفترة واشتهرت فيما بعد عندما كان في الثامنة عشرة من عمره. واحرز تقدما لاحقا في العلوم المختلفة. ولم تمر ليلة على هذا العالم الكبير لم يسهر فيها في القراءة وكان يمضي النهار في القراءة ايضا. وحسبما يذكر التاريخ فانه كان يكتب حتى الهزيع الاخير من الليل وكان يفرط في هذا الامر.

وبما ان العربية كانت اللغة العلمية السائدة في تلك الفترة، فان ابن سينا وسائر العلماء الايرانيين كانوا يؤلفون كتبهم باللغة العربية. وتم لاحقا ترجمة بعض هذه الاعمال الى اللغات الاخرى بما فيها الفارسية. ومنها "القانون" في الطب ترجم الى الفارسية على يد عبد الرحمن شرفكندي.

ويرى جورج سارتن في كتاب "تاريخ العلم" ان ابن سينا هو احد اكبر العلماء في الطب. كما يعتبره اشهر عالم ايراني واحد اشهر العلماء على مر الازمنة والامكنة والاعراق.

ان مؤلف كتابي "القانون في الطب" و "الشفاء" الذي يعد موسوعة علمية وفلسفية شاملة، له 450 كتابا في مختلف المجالات عدد كبير منها في الطب والفلسفة. وثمة اعمال كثيرة عن ابن سينا او منسوبة اليه يوجد فهرس كامل عنها في فهرس مصنفات ابن سينا. وهذا الفهرس يشتمل على 131 كتابا اصيلا لابن سينا و 111 كتابا منسوبا اليه.

ومن مصنفاته يمكن الاشارة الى "المجموع" في جزء واحد والحاصل والمحصول في 20 جزءا و الاثم في جزئين والشفاء في 18 جزءا والقانون في الطب في 18 جزءا والارصاد الكلية في جزء واحد والانصاف في 20 جزءا والنجاة في ثلاثة اجزاء والهداية في جزء واحد والاشارات في جزء واحد والمختصر الاوسط في جزء واحد والعلائي في جزء واحد والقولنج في جزء واحد ولسان العرب (في اللغة) في 10 اجزاء والمعاد في جزء واحد والمبدأ والمعاد في جزء واحد.

ورسائل هذ العالم الكبير هي القضاء و‌القدر، فی‌الآلة‌ الرصدیة، عرض قاطیغوریاس، المنطق بالشعر، قصائد فی‌العظة و‌الحکمة، فی نعوت ‌المواضع‌ الجدلیة، في اختصار اقلیدس، في مختصر ‌النبض باللغة الفارسیة، في ‌الحدود، فی ‌الاجرام‌ السماویة، الاشارة في علم ‌المنطق، کتاب اقسام ‌الحکمة، کتاب النهایة، کتاب عهد کتبه لنفسه، کتاب حی بن یقطان، کتاب فی ان ابعاد ‌الجسم ذاتیة له، کتاب الخطب، کتاب عیون ‌الحکمة، کتاب في انه لا یجوز ان یکون شئ‏ واحد جوهریا و عرضیا، کتاب ان علم زید غیر علم عمرو، رسائل اخوانیة و سلطانیة و مسائل جرت بینه و بین بعض ‌العلماء.

ومن الاعمال الاخرى لهذا العالم الايراني البارع يمكن الاشارة الى کتب‌ الزاویة، اقلیدس، الارتماطیقی، علم الهیئة، المجسطی و جامع البدائع في الریاضیات، کتب‌ ابطال احکام ‌النجوم، الاجرام العلویة واسباب‌ البرق والرعد، الفضاء والنبات والحیوان في العلوم الطبیعیة وکتب‌ القانون في‌ الطب، الادویة ‌القلبیه، دفع مضار‌الکلیه عن الابدان ‌الانسانیة، القولنج، سیاسة ‌البدن و فضائل الشراب ومنافعه و مضاره، تشریح‌ الاعضاء والفصد والاغذیه والادویة في الطب.

وكان يملك ابن سينا رؤية موسيقية ايضا. ويظن ان ابن سينا والفارابي هما من اُرسيا الاسس الاولى لعلم الايقاع الموسيقي. ومن اعماله الموسيقية هي "جوامع علم الموسيقى والمدخل الى صناعة الموسيقى" في خمسة اجزاء.

وكان لابن سينا باع طويل في الادب الفارسي. ونسب اليه اكثر من 20 كتابا فارسيا منها "دانشنامة علائي" و "رك شناسي" (علم العروق) او رسالة النبض. وقد كتبت اعمال ابن سينا الفارسية كما سائر الكتب المنثورة العلمية في زمانه بايجاز واختصار كاملين.

وكتاب "القانون في الطب" هو موسوعة طبية تحتوي على كل مبادئ الطب بما فيها الطب التقليدي. كما يتطرق الكتاب الى مبادئ التشريح واعراض المرض وعلم الادوبة وصناعتها وكتابة الوصفات الطبية.

وكان كتاب القانون الذي ترجم على يد المرحوم شرفكندي (ماموستا هجار) عام 1981 من العربية الى الفارسية، يدرس في الجامعات الاوروبية والامريكية حتى قبل قرنين وترجم الى معظم اللغات في العالم. وبعد الانجيل من اكثر الكتاب اصدارا في العالم.

وقد عكف ابن سينا واضافة الى تأليفه هذا الكم الهائل من الكتب على اعداد تلامذة اصبحوا علماء شهيرين في زمانهم بمن فيهم ابوعبيد جوزجاني وابوالحسن بهمنيار وابومنصور طاهر اصفهاني وابوعبد الله محمد بن احمد المعصومي.

وتكريما للخدمات القيمة التي قدمها هذا العالم الكبير تم تسمية يوم "31 شهريور في التقويم الايراني" المصادف 22 اب/اغسطس بيوم الطبيب في ايران وذلك في ذكرى ميلاد ابن سينا.

وفي عام 2005 اقدم الدكتور "ياشار بيلغين" وعدد اخر من زملائه على تأسيس جمعية تسمى "اويسنا برايز" في مدينة فرانكفورت الالمانية لكي تقدم سنويا "جائزة ابن سينا" للاشخاص او المؤسسات التي تعمل على طريق بناء التفاهم بين الشعوب. وهذه الجائزة تبلغ 100 الف يورو.

/انتهى/