يحاول الإعلام الاحتلال إظهار موضوع انضمام السفير الأمريكي السابق لدى الكيان الصهيون، دان شابيرو، المنحدر من عائلة امريكية يهودية، إلى فريق إيران في وزارة الخارجية الامريكية، بانه ورقة ضغط اخرى ستمارسها ضد ايران بشأن المفاوضات النووية.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه يحاول الاعلام الاحتلال ان يضخم العلاقة الشخصية التي تربط شابيرو بالعديد من "المسؤولين الإسرائيليين"، بمن فيهم رئيس الوزراء نفتالي بينيت، واستخدامها كورقة قوة لديها داخل الفريق الامريكي الخاص بإيران، من اجل التأثير على سير المفاوضات النووية مع ايران، بهدف الوصول الى "اتفاق معدل" توقعه واشنطن مع إيران، لا يشمل برنامجها النووي فقط، بل قضايا اخرى، مثل برنامج ايران الصاروخي، ودورها الاقليمي. وفي حال فشلت في تحقيق ذلك عبر الدبلوماسية، يمكنها ان تضغط، من خلال شابيرو، على ادارة بايدن، من اجل مناقشة "الخطة باء" في التعامل مع ايران.

الخبر الذي نقله موقع "اكسيوس" الاخباري، عن انضمام دان شابيرو الى الفريق الامريكي الخاص في ايران بوزارة الخارجية، لا تاثير له على سير المفاوضات النووية، بين ايران ومجموعة 4+1، فإيران ليست في وارد التفاوض مع امريكا اصلا، وكل ما تطلبه ايران هو رفع الحظر الامريكي الاحادي الجانب وغير القانوني عن الشعب الايراني، وهذا الامر لا يحتاج الى مفاوضات، فامريكا التي خرجت من الاتفاق دون مفاوضات عليها ان تعود اليه ايضا دون مفاوضات، واذا كانت ادارة بايدن تفتح حسابا على الحظر الذي تفرضه على ايران، بهدف تغيير مواقف ايران في لاتفاق النووي، فهو حساب خال من الاساس، فإيران ليست بالبلد الذي يتنازل عن مصالحه ومبادئه بمجرد ضغوط اقتصادية، فإذا كان الزمن سيفا ذا حد واحد بالنسبة الى ايران، فانه ذو حدين بالنسبة الى امريكا، وهذ ما يفسر استجداء امريكا للمفاوضات، رغم ان ايران كانت مشغولة بالانتخابات وتشكيل الحكومة الجديدة برئاسة السيد ابراهيم رئيسي.

اذا كانت الاحتلال تبني على "يهودية" شابيرو، فهي مخطئة، فليس هناك من ينكر دور اليهود داخل المؤسسات الامريكية، ومنها وزارة الخارجية، فرئيس الفريق الامريكي المفاوض روبرت مالي، الذي اختار شابيرو كخبير ضمن فريقه، هو ايضا ينحدر من عائلة يهودية، وليس هذا فقط، فوزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن، الذي اختار روبرت مالي كرئيس للوفد الامريكي المفاوض، هو ايضا ينحدر من عائلة يهودية، وهذه الحالة ليست جديدة في امريكا، فهي موجودة في ادارة بايدن كما كانت موجودة في ادارتي ترامب واوباما وبافي الادارات الامريكية الاخرى، ورغم كل ذلك، لم تتمكن هذه الادارات من الحصول على اي تنازل من ايران، يمكن ان يضر بمصالحها المشروعة، وكذلك بحقها في امتلاك برنامج نووي سلمي، وبرنامج صاروخي دفاعي، ودور اقليمي مبني على قرار كامل السيادة.

حتى شابيرو هذا الذي هللت الكيان الصهيوني لانضمامه الى فريق روبرت مالي، يعرف هذه الحقيقة، فقد انتقد في مقابلة أجرتها معه صحيفة "يديعوت أحرونوت" "الاسرائيلية" مؤخرا، سياسة العقوبات الأمريكية على إيران في عهد ترامب والتي لم تغير، وفقا لشابيرو، الواقع على الارض فحسب، بل انها جعلت امريكا أكثر عزلة في العالم.

نفس شابيرو هذا، يؤكد في تلك المقابلة:"إذا كانت إيران مستعدة للعودة إلى التزاماتها في الاتفاق، فسيكون بايدن أيضا على استعداد للعودة، ولكن بشرط الامتثال المتبادل من كلا الجانبين، وهذه هي البداية فقط على أي حال".. فهدف بايدن هو "استخدام الاتفاقية الأولى كأساس يمكن من خلاله التفاوض على اتفاق أطول وأقوى بكثير وأوسع نطاقا من شأنه أن يمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية ویتناول أيضا قضايا أخرى".

الرجل يعلم ان الاتفاق النووي، خاص بالقضية النووية، ولا علاقة له بالبرنامج الصاروخي الردعي الايراني ولا بدورها الاقليمي، وهو ما ترفضه "اسرائيل"، لذا هو يعلم ايضا ان على ادارة بايدن ان تمتثل بالاتفاق اولا، وهذا الامتثال يعني بالضرورة، رفع العقوبات الامريكية غير القانونية عن الشعب الايرني اولا، وعندها يمكن الحديث مع ايران في قضايا اخرى، كما يقول شابيرو، وان كنا نعتقد جازمين ان ايران لم ولن تسمح للاخرين في الحديث عن قوة ردعها و دورها الاقليمي.

/انتهى/