وأفادت وكالة مهر للأنباء-المجموعة الدولية: انه منذ فترة بدأت السلطات التركية تنتهج سياسة جديدة تجاه الدول العربية. وعليه، يسعى المسؤولون في أنقرة إلى مراجعة سياساتهم السابقة لتحسين علاقاتهم مع الدول العربية، كما أن السعودية والإمارات ومصر من الدول العربية التي تحاول أنقرة تغيير علاقاتها معها.
وفي هذا الصدد قام الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان مستشار الأمن الوطني بدولة الإمارات العربية، منذ شهرين برفقة وفد رفيع المستوى بالذهاب الى تركيا ومقابلة رئيس الجمهورية التركية "رجب طيب اردوغان". ويعتبر هذا اللقاء كافيا لتقوية العلاقات بين أنقرة وأبوظبي وبالطبع فإن سابقة مسؤولي الشعب الإماراتي وحضور إرسال إشارات إيجابية تختلف عن العلاقات الثانوية.
وفي هذا الصدد، كان وزيرا الخارجية التركية والاماراتية قد أجريا مكالمة قصيرة قبل بضعة أشهر. فيما أكد وزير الخارجية التركي"مولود تشاووشو أوغلو" انه تلقى رسائل إيجابية من الإمارات، وأعرب عن أمله في أن تكون لهذه الرسائل نتائج ملموسة وعلنية. الحقيقة أن تركيا قطعت العلاقات مع أبو ظبي في السنوات الأخيرة بسبب موقف الإمارات من تطورات في مصر وقطر وليبيا.
لذلك فان أحد الأسباب التي دفعت المسؤولين الاتراك الى اعادة النظر في علاقاتهم مع الامارات اليوم هو تخفيف الازمات في مصر و قطر وليبيا. لا شك في ان التسوية بين قطر ودول الحصار الأربع (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) لعبت دورًا مهمًا في تخفيف التوترات بين تركيا والإمارات.
ومن جهة أخرى، يبدو أن حكومة أنقرة تسعى أيضًا لتحقيق أهداف اقتصادية من خلال تحسين علاقاتها مع الإمارات العربية المتحدة. كما ان التصريحات الأخيرة لرئيس تركيا في هذا الصدد هي دليل على ذلك. وأضاف "رجب طيب أردوغان: "إن الإمارات ستقوم قريباً باستثمارات كبيرة في تركيا. واكمل قائلا: "تم إجراء جميع الدراسات اللازمة لاستثمار الشركات الإماراتية في تركيا".
في حال أن وزارة الخارجية المصرية أعلنت في بيان قبل أيام أن نائب وزير الخارجية "محمد لوزا" سيزور أنقرة في تاريخ 7 و 8 سبتمبر. والغرض من هذه الزيارة عقد الجولة الثانية من المحادثات بين مصر وتركيا. ومن المتوقع أن يستعرض الجانبان العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية.
لكن منذ الإطاحة بالرئيس المصري المنتخب محمد مرسي، أدانت الحكومة التركية العمل العسكري ووصفت حكومة القاهرة الجديدة برئاسة عبد الفتاح السيسي بأنها حكومة انقلابية. علما بان العلاقات بين القاهرة وأنقرة قد توترت منذ 2013. لكن يبدو أن الزيارة القريبة لمسؤول مصري رفيع المستوى إلى أنقرة ستفتح صفحة جديدة في العلاقات الثنائية بين أنقرة والقاهرة.
بالإضافة إلى ان تركيا تنوي تحسين علاقاتها مع السعودية. بعد اغتيال الكاتب والصحفي السعودي الناقد "جمال خاشجي" في القنصلية السعودية باسطنبول، ألقى الرئيس التركي باللوم على ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان". ومن ثم توترت العلاقات بين أنقرة والرياض منذ ذلك الحين.
وأُعلن مؤخرًا أن السفير التركي لدى السعودية التقى عددًا من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية بالبلاد. يظهر الخبر أن تركيا، إلى جانب الجهود المبذولة لتحسين العلاقات مع مصر والإمارات، وضعت استئناف العلاقات مع السعودية على جدول أعمالها.
/انتهى/