تورط حاكم مصرف لبنان المركزي، الرجل الأول في هذا البلد وعميل الدول الغربية، في قضايا فساد مختلفة وهو السبب الرئيسي في انهيار قيمة العملة الوطنية اللبنانية.

وكالة مهر للأنباء - رامين حسين آباديان: ان لبنان يواجه حاليا أزمة اقتصادية حادة. وقد اشتدت هذه الأزمة بعد الانفجار الرهيب لـ "مرفأ بيروت" خلال العام الماضي. في خضم الوضع الاقتصادي المذري في لبنان، تراجعت قيمة الليرة اللبنانية على مدى العقود القليلة الماضية وقضية أدت إلى استياء شعبي واسع النطاق.

في الوقت نفسه فان "رياض سلامة" حاكم مصرف لبنان المركزي، يحاول عمداً تصعيد أزمة الاقتصاد في لبنان من خلال اتباع سياسات خاطئة. على سبيل المثال، القرار الأخير لمحافظ مصرف لبنان بإلغاء دعم الوقود الذي أدى إلى موجة من الاحتجاجات في لبنان.

والحقيقة أن قرار رياض سلامة جاء بمثابة صدمة كبيرة للبنانيين لأنهم لم يتوقعوا مثل هذا القرار من البنك المركزي في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وعلى الرغم من الاحتجاجات الشعبية، أكد رياض سلامة أنه لا يستطيع التراجع عن قرار إلغاء دعم الوقود.

ان قرار رياض سلامة الأخير مع الانخفاض لقيمة العملة الوطنية اللبنانية جعلته المتهم الرئيسي بأزمة العملة في لبنان. كما ان قيمة 19 ألف ليرة اللبنانية الآن تعادل دولاراً واحداً فقط بسبب سياسات رياض سلامة المضللة والمتعمدة. وهذه القضية لم يسبق لها مثيل على مدى الثلاثين عاما الماضية.

ذكرت وسائل الإعلام الإخبارية، أن رياض سلامة قد قام بدعوة السفير الأمريكي "دورتي شيا" على الغداء في منزله عندما ذهب الى لبنان في أبريل / نيسان الماضي، وذلك كان كافياً لوسائل الإعلام لتكشف عن العلاقة الودية بين رياض سلامة والمسؤولين الأمريكيين وتعبر على دعم واشنطن علنًا له.

وفي هذا الصدد، شدد السفير الأمريكي في لبنان بتاريخ حزيران / يونيو 2020، في ذروة الأزمة المالية والمصرفية اللبنانية، على أن واشنطن تدعم رئيس مصرف لبنان المركزي، وأنه لا يوجد اي مبرر لعزله. هذا الموقف الرسمي لواشنطن فضح علاقة رياض سلامة الودية مع الأمريكيين، وأظهر أنه يعمل على تنفيذ مهام أميركية في لبنان.

اتهم المدعي العام السويسري "رياض سلامة" في أوائل فبراير بالقيام بعملية "غسيل الأموال" بأكثر من 300 مليون دولار. ووجهت النيابة العامة السويسرية رسالة رسمية إلى وزارة العدل اللبنانية تطلب الشفافية بشأن تحويل هذه الأموال من قبل رياض سلامة وشقيقه إلى البنوك السويسرية.

كما اتهم مؤخرًا بتهريب أموال من لبنان إلى فرنسا. وفي هذا الصدد قام رياض سلامة بنقل مبالغ طائلة من لبنان إلى فرنسا دون علم أي جهة رسمية أو حكومية.

و قبل أيام قليلة تم العثور على مبلغ كبير من المال في أمتعة الرياض سلامة في أحد المطارات القريبة من باريس. كما تم تغريمه 2700 يورو لنقله الأموال إلى فرنسا بشكل غير قانوني. وبحسب تحقيق فرنسي، كان رياض سلامة يحمل أكثر من 84 ألف يورو، بالإضافة إلى أكثر من 7 آلاف دولار بشكل غير قانوني في حقيبته الشخصية.

رياض سلامة متهم حاليا بالاختلاس وغسيل الأموال في فرنسا. كما سينظر القضاء الفرنسي في قضية محافظ البنك المركزي اللبناني. ويبدو أننا يجب أن نرى في المستقبل أيضًا إجراءات قضائية ضد رياض سلامة داخل لبنان. وفي وقت سابق، قدرت قوات الأمن في أوروبا ثروة رياض سلامة بأكثر من ملياري دولار. وقال الجهاز إن سلامة اختلس مبالغ كبيرة من البنك المركزي اللبناني بين عامي 2001 و 2015.

/انتهى/