وأفادت وكالة مهر للأنباء - بيمان يزداني: بالنظر إلى قوة الصين وتطورها الكبير في مختلف المجالات، لا سيما في المجال الاقتصادي، مما جعلها منافسًا رئيسيًا للولايات المتحدة، في السنوات الأخيرة أصبحت السيطرة على الصين أحد مبادئ السياسة الخارجية الأمريكية وستكون في المستقبل نقطة التركيز الاساسية لسياسة واشنطن الخارجية.
يشير الانسحاب الأمريكي من أفغانستان إلى فشل السياسات الأمريكية في المنطقة وانفاق مبالغ هائلة، ولكن بالنظر إلى أهمية ضبط الصين من قبل واشنطن وأهمية أفغانستان الجيوسياسية بما يتماشى مع هدف واشنطن، يمكننا تصور أهداف أخرى من خروج أمريكا من أفغانستان
سيطر الأمريكيون بشكل مباشر على الحدود الغربية للصين اضافة الى وجود عسكري كبير في أفغانستان وإنفاق مبالغ ضخمة من المال. لكن يبدو أن الولايات المتحدة تنوي تغيير استراتيجية وسياسة الاحتواء للصين وروسيا وإيران من خلال مغادرة أفغانستان وتقليل تكاليفها والاستفادة من المساحة الاجتماعية التي أنشأها الأمريكيون في العقدين الماضيين.
ظهور تنظيم داعش في المنطقة وأفغانستان بدعم أمريكي وغربي في السنوات الأخيرة، وخلافات المجموعة الإرهابية الكبيرة مع حركة طالبان التي تسيطر الآن على معظم أفغانستان، فضلاً عن بعض الخلافات بين طالبان ومنطقة بنجشير، وكذلك الانقسامات المحتملة في المستقبل بين تنظيم طالبان. يمكن ان يتسبب بحدوث فوضى عارمة في أفغانستان وانعدام الهوية وهذا ماتريده واشنطن.
ظهور الفوضى و عدم الاستقرار على حدود الصين في افغانستان و احتمال انتشارها في آسيا الوسطى يمكن أن تتحدى استثمارات بكين في مشروع "حزام واحد -طريق واحد" وتؤثر على حلم الصين بالاستيلاء على النظام التجاري العالمي في المستقبل.
يمكن أن يؤثر عدم الاستقرار في أفغانستان وانتشاره إلى آسيا الوسطى أيضًا على الأمن القومي لروسيا لصالح الولايات المتحدة والغرب، ويقلل بشكل كبير من نفوذ روسيا في المنطقة.
يمكن القول إن الولايات المتحدة غادرت أفغانستان بشكل غير مسؤول بعد فشل سياساتها في العقدين الماضيين. وهي تنوي هذه المرة خلق فوضى هادفة في أفغانستان، ليس فقط لتقليل تكاليفها بل لتوفيرالفرصة من أجل تقييد الصين وروسيا وإيران
كما أن أي عدم استقرار في أفغانستان يمكن أن يلقي بظلاله على المصالح الاقتصادية الإيرانية، ويحد من وصول إيران إلى أسواق آسيا الوسطى، ويزيد تعاون الهند مع إيران في مشاريع مشتركة مثل تشابهار وخط سكك حديد تشابهار الأفغانستان الذي يتصل بين ايران و دول آسيا الوسطى.
تضاعف أهمية هذا العمل الأمريكي بالنسبة لإيران عندما جعلت حكومة رئيسي من تطوير العلاقات مع الدول المجاورة أولوية في السياسة الخارجية الإيرانية، والتي تحظى فيها أفغانستان ودول آسيا الوسطى بأهمية خاصة.
يمكن القول إن الولايات المتحدة غادرت أفغانستان بشكل غير مسؤول بعد فشل سياساتها في العقدين الماضيين. وهي تنوي هذه المرة خلق فوضى هادفة في أفغانستان، ليس فقط لتقليل تكاليفها بل لتوفيرالفرصة من أجل تقييد الصين وروسيا وإيران.
/انتهى/