عقد برنامج "الحوار السياسي" على إذاعة "الحوار" الذي يتمحور حول أفغانستان وآفاق التطورات في هذا البلد، بمشاركة وكالة مهر للأنباء وبحضور الدكتور "ظهره وند" السفير الإيراني السابق في أفغانستان.

وأفادت وكالة مهر للأنباء - المجموعة الدولية: تم عقد برنامج "الحوار السياسي" على الهواء مباشرة الذي بثته إذاعة "الحوار" ويتمحور حول أفغانستان وآفاق التطورات في هذا البلد، بمشاركة وكالة مهر للأنباء وبحضور الدكتور "ظهره وند" السفير الإيراني السابق في أفغانستان، و"سيد رضا صدر الحسيني" الأخصائي الإقليمي و"مهدي عزيزي" مدير القسم الدولي لوكالة مهر للأنباء.

خروج أمريكا من أفغانستان

وفي هذا الصدد قال أبو الفضل ظهره وند: "إن طالبان كانت تخدم الأمريكيين كمتغير تابع، وأضاف: "لو لم تكن هناك طالبان، لما كان للأمريكيين أي عذر للتواجد في أفغانستان".

ووصف أبو الفضل ظهره وند الهروب الفاضح للأمريكيين من افغانستان بأنه جزء من خطة واستراتيجية الولايات المتحدة التي حققوها في عهد ترامب.

وأشار إلى أنه خلال اتفاق الدوحة في قطر، تعهدت طالبان للأمريكيين بعدم إلحاق الأذى بأي من جنود الدولة، وخلال 18 شهرًا بعد اتفاق الدوحة لم يصب أي جندي أمريكي. لكن خلال نفس الفترة، استشهد أكثر من 8000 شخص في أفغانستان من بينهم مدنيون على أيدي طالبان وأمريكا. وقيم الخبير الأفغاني في مقابلة مع راديو أفغانستان الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بأنه فشل ذريع للولايات المتحدة في متابعة استراتيجياتها الإقليمية، وأضاف: "الولايات المتحدة لم تفشل في أفغانستان فحسب، بل تمت هزيمتها في العراق وسوريا واليمن".

وأردف قائلا: "لو لم تفر الولايات المتحدة من أفغانستان ولم تتوصل إلى اتفاق مع طالبان، كانوا سيقعون في مشاكل أخرى وسيغرقون في مستنقع أفغانستان. كان على الأمريكيين أن يحولوا هذه الهزيمة إلى نصر جديد لأن هدفهم من التواجد في المنطقة لم يكن أفغانستان بالأساس،خاصة وأن الحكومة الأفغانية وشعبها لم يكن لديهم مشكلة مع الوجود الأمريكي، وبموجب الاتفاق، دفع الأمريكيون نصف ميزانية البلاد".

وقال: "من أجل مغادرة الولايات المتحدة لأفغانستان، انهار هيكل هذا البلد". وأردف "مع انهيار هذا الهيكل بعد الأمريكيين، لا يمكن لأحد اعادة بنائه وإحيائه من جديد".

وصرح ظهره وند: "أن أفغانستان اليوم تختلف عن أفغانستان قبل 20 عامًا من حيث الهياكل الحضرية والمدنية والإدارية وحتى شخصية الشعب وطريقة حياتهم"، وتابع: "للأسف، في هذه السنوات العشرين، لم يتم بناء الحكومة والأمة في أفغانستان". وأشار السفير الإيراني السابق في كابول إلى أن "الحكومة التي وصلت إلى السلطة في أفغانستان بقيادة المجتمع الدولي و على رأسهم الولايات المتحدة أطاح بها الأمريكيون أنفسهم.

تسعى إيران إلى تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان

وبشأن دور إيران في المعادلات الأفغانية، قال السيد رضا صدر الحسيني: "إن جهود الجمهورية الإسلامية في المحادثات المباشرة وغير المباشرة مع طالبان هي تشكيل حكومة شاملة". ووضح حول توقعات طالبان في أفغانستان التي لم تتحقق: "كان من المتوقع أن تتعاون طالبان أكثر مع القبائل والجماعات المختلفة، لكن هذا لم يحدث".وشدد السيد رضا صدر الحسيني على أن قضية التعددية العرقية للمديرين في أفغانستان يجب أن يتم النظر إليها في إطار الوزراء فقط، وقال: "سيتم توظيف ما يقرب من ألفي مدير في 34 مدينة أفغانية".

وقال خبير الشؤون الدولية إن الوزراء في أفغانستان ينقلون السياسات العامة: "ليس من المتوقع ما إذا كانت طالبان ستتبع سياسة الشمول والتعاون مع جميع الجماعات العرقية في انتخاب المدراء".

وانتقد طالبان قائلا: "أولئك الذين يجلسون خارج أفغانستان ويتخذون قرارات لهذا البلد ويعتقدون أن طالبان ستفوز بكل شيء، هم مخطئين للغاية". وأضاف صدر الحسيني عن دور إيران : "إن جهود الجمهورية الإسلامية في المحادثات المباشرة وغير المباشرة مع طالبان لتشكيل حكومة شاملة تشمل جميع الجماعات العرقية من اهم اهداف ايران.

وشدد صدر الحسيني على أنه ينبغي منح فرصة لطالبان بدون اصدار حكم، قائلا: "دون الرغبة في تدمير طالبان وتهيئة الظروف لعناد طالبان، يجب أن نعلن أننا نعترف بحكومة طالبان في حالة تكون فيها الجماعات العرقية الأخرى في البلد ويكون لهم حضورهم في حكم أفغانستان". وقال الخبير في الشؤون الأفغانية حول مطالب الشعب الأفغاني: "إن مطالب الشعب الأفغاني من حكومته هي فقط أمنية وليس لديهم توقعات أخرى؛ أي أنهم لا يريدون لا ماء ولا كهرباء ولا طرقًا ولا صحة ويمكن لطالبان تلبية هذه المطالب".

وسائل الإعلام الغربية تتستر على هزيمة أمريكا

وتحدث "مهدي عزيزي" عن مساعي وسائل الإعلام الأجنبية الناطقة باللغة الفارسية والأمريكية لخلق انقسام بين طالبان وبنجشير، قائلا: "إنهم يريدون تهميش القضية الرئيسية وهي هزيمة الأمريكيين كما أنفق الأمريكيون أكثر من تريليون ونصف تريليون دولار في الولايات المتحدة دون تحقيق أي نجاح".

وأضاف إن الأمريكيين غادروا أفغانستان بعد هزائمهم في دول مثل سوريا والعراق واليمن لتفادي هزيمة أكبر. وقال: "صحيح أن الأمريكيين غادروا أفغانستان باتفاق غير مكتوب، لكن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة غادرت بنجاح لأنها غادرت البلاد لمنع المزيد من الضرر".

وقال مدير القسم الدولي لوكالة أنباء مهر، مشيرا: "الى العشرين عاما من الوجود الأمريكي في أفغانستان وتضحيات مواطنيها، غادرت الولايات المتحدة الأمريكية دون تحقيق أي نجاح، وهذا يعني هزيمة الأهداف الأمريكية". وأضاف: "في الأيام القليلة الماضية، أثارت وسائل الإعلام مثل "الجارديان" سؤالا عن سبب وجوب دفع الشعب الأفغاني ثمن أحداث 11 سبتمبر، في حين لا تزال هناك غموض وتساؤلات حول العوامل الكامنة وراءها والتي لم يتم طرحها. في الواقع، دفع الشعب الأفغاني ثمن حادثة تورط فيها الأمريكيون أنفسهم بشكل مباشر أو غير مباشر".

وقال عزيزي إن "الدول التي أنفقت الأموال في منطقة غرب آسيا لا علاقة لها أساسا بالقاعدة"، مضيفا ذكرت صحيفة إسرائيلية أن الولايات المتحدة حاولت غزو أفغانستان بعد 11 سبتمبر من خلال خلق تقارب في أوروبا ومشاعر معادية للمسلمين". وأشار المدير الدولي لوكالة مهر للأنباء: "إن وسائل الإعلام العامة في المنطقة، حتى أولئك الذين يقفون إلى جانب الولايات المتحدة، اعترفوا بأنه على الرغم من أن الولايات المتحدة لم تحقق شيئًا بعد 20 عامًا . وأن الولايات المتحدة قد فشلت في بناء الدولة، وكذلك في تدريب الجيش الأفغاني، حتى أنه مع ظهور طالبان، انهارت بنية الجيش الأفغاني.

وأشار إلى دول المنطقة متورطة في أفغانستان وقال: "على الرغم من أن طالبان بعثت برسائل إلى دول الجوار لتهدئة مخاوفهم، إلا أن هذه المخاوف ما زالت قائمة".

اكتساب المشروعية، محور المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية الأفغاني

وقال "بهنام يزداني" مراسل الاذاعة و التفزيون الايراني في كابل: "إن محور خطاب وزير الخارجية الأفغاني في المؤتمر الصحفي كان كسب الشرعية من المجتمع الدولي، مشيرًا إلى أن "هذا الموضوع أعلنه وزير الخارجية مباشرة".

وأشار"بهنام يزداني" خلال حضوره في المؤتمر الصحفي لوزير خارجية أفغانستان: "إن القائم بأعمال وزير الخارجية في حكومة طالبان ركز أكثر على عدة قضايا؛ كانت القضية الأولى التي ذكرها هي اعادة اللاجئين الى أفغانستان. وتشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من 3.5 مليون نازح، ودعا مختلف الدول لمساعدة أفغانستان في مجالات الصحة والعلاج والتغذية".

وقال حول تصريحات وزير خارجية أفغانستان بشأن السفارات، موضحا: "إن حكومة طالبان لديها علاقات مع جميع السفارات باستثناء عدد قليل من السفارات والتأشيرات الصادرة لهم. كما تم الإعلان عن عدم وجود عوائق أمام عودة موظفي الخارجية إلى العمل".

وأشار مراسل وكالة الإذاعة والتلفزيون في مقابلة مع راديو "الحوار" إلى رد وزير الخارجية على إدراج أو عدم شمول مجلس الوزراء الأفغاني وقال: "لا نفعل شيئاً ضد الإسلام". وأضاف يزداني: "أعلن وزير خارجية أفغانستان أن أراضي هذا البلد لن تستخدم كتهديد ضد أي دولة ونعتزم إقامة علاقات جيدة مع جميع دول العالم ولن نضر بأي دولة. "

وقال: "إن محور كلمات وزير خارجية أفغانستان في هذا الاجتماع كان كسب الشرعية من المجتمع الدولي"، مضيفا: "أن هذا الموضوع أعلن عنه مباشرة وزير الخارجية". وفي هذا الصدد، التقى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، وسفير الصين وكابل لدى أفغانستان، مع القائم بأعمال وزير خارجية طالبان".

/انتهى/