ان وصول صهاريج تحمل وقود تابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى لبنان دون استهداف من قبل أطراف معادية بما في ذلك واشنطن وتل أبيب خلق معادلة رادعة جديدة للمقاومة.

وكالة مهر للأنباء- المجموعة الدولية : دخلت لبنان يوم السبت قافلة تحمل وقود أرسلتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وقد لقي وصول صهاريج الوقود إلى الأراضي اللبنانية ترحيباً واسعاً من الشعب اللبناني. وردد اللبنانيون هتافات مناهضة للولايات المتحدة والنظام الصهيوني، شاكرين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسيد حسن نصرالله على حضورهم معبر ناقلة الوقود.

أثار وصول صهاريج الوقود إلى الأراضي اللبنانية ردود فعل عديدة داخل البلاد وخارجها. وفي هذا الصدد، أعلن تجمع علماء "عكار" اللبنانيون في بيان: "وصول قافلة من ناقلات الوقود من الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى لبنان عطل حسابات الولايات المتحدة وكسر الحصار الاقتصادي الذي تفرضه واشنطن على بيروت". وواصلت هذه المؤسسة الدينية في لبنان بيانها بالشكر والتقدير للسيد حسن نصر الله لاستيراد الوقود من إيران، قائلة: "السيد حسن نصرالله أثبت مرة أخرى أنه شخص قوي ويفي بوعوده".

وجاء في البيان "نحن نقدر مساعدة الجمهورية الإسلامية الإيرانية وكذلك سوريا على المساعدة في وصول قافلة صهاريج الوقود إلى لبنان وكسر الحصار الاقتصادي على بيروت". وشدد وزير الشؤون العامة والنقل اللبناني "علي حمية" على أن "القرار اللبناني باستيراد المحروقات من إيران هو قرار مستقل للحكومة اللبنانية ينطلق من هموم ورغبات مواطني هذا البلد وكل لبنان. "

ووصف "نصر الشمري" نائب الامين العام لحركة النجباء الاسلامية في العراق وصول الوقود الايراني الى الاراضي اللبنانية بأنه "انجاز جديد"، واضاف: "لقد تعود شعب لبنان الصامد على الانتصار مدى الأربعين سنة الماضية بقيادة السيد المقاومة وحزب الله". وأكمل مؤكدا: "إن الأمة اللبنانية أذلّت أعداءها وخيبت آمالهم. وبهذه الطريقة فإن الكفاح وغسيل الأموال ليس لهما نتيجة سوى الندم على اقتراف هذه الأخطاء، وقد أثبتت إيران مرة أخرى أنها حليف قوي وصادق".

الحقيقة أنه لا أحد يشك اليوم في أن وصول قافلة تحمل ناقلات وقود إيرانية إلى لبنان قد خرق العقوبات الاقتصادية الأمريكية والغربية ضد هذا البلد

والحقيقة أنه لا أحد يشك اليوم في أن وصول قافلة تحمل ناقلات وقود إيرانية إلى لبنان قد خرق العقوبات الاقتصادية الأمريكية والغربية ضد هذا البلد. وكان هدف الولايات المتحدة من فرض عقوبات اقتصادية شديدة خلال العامين الماضيين على لبنان هو إجبار الحكومة اللبنانية على الوقوف في وجه حزب الله.

لكن إرسال قافلة صهاريج الوقود إلى لبنان عطل كل الحسابات والمعادلات الأمريكية. وعلى الرغم من الضغوط الاقتصادية على اللبنانيين، خاصة خلال العامين الماضيين، فإنهم لم يعادوا حزب الله واليوم يشكرون المقاومة على استيراد الوقود من إيران. وهكذا، فإن العقوبات المفروضة على لبنان لم تضعف حزب الله فحسب، بل أصبحت أيضًا فرصة لزيادة شعبيته في جميع أنحاء لبنان.

وفي المقابل، أرسى وصول قافلة الوقود الإيرانية إلى لبنان مجددًا معادلة ردع المقاومة ضد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني. والسبب في ذلك أن الأمريكيين والصهاينة، رغم تهديداتهم السابقة، لم يجدوا الشجاعة لمهاجمة قافلة الوقود في أي مرحلة من مراحل نقلها إلى لبنان.

وفي المقابل، أرسى وصول قافلة الوقود الإيرانية إلى لبنان مجددًا معادلة ردع المقاومة ضد الولايات المتحدة والكيان الصهيوني

على الرغم من أن بعض وسائل الإعلام الغربية، وكذلك بعض وسائل الإعلام العربية، زعمت أن واشنطن وتل أبيب ستمنعان دخول ناقلات الوقود من سوريا إلى لبنان، إلا أن هذا لم يحدث.

وهدد السناتور الأمريكي "كريس مورفي"، أثناء سفره إلى لبنان والاجتماع بمسؤولين لبنانيين، في الآونة الأخيرة، بيروت بأنه إذا دخل الوقود إلى الأراضي اللبنانية، فإن واشنطن ستتخذ بعض الإجراءات العقابية. وقال مورفي: "واشنطن تحاول حل أزمة الوقود في لبنان، وبيروت ليست بحاجة الى استيراد وقود من ايران".

وعلى الرغم من هذه التهديدات، فإن عجز الولايات المتحدة والنظام الصهيوني عن منع وصول قافلة الوقود الإيرانية إلى لبنان أدى إلى استقرار المعادلة الرادعة لصالح المقاومة. وكان الأمين العام لحزب الله اللبناني "السيد حسن نصر الله" قد قال في وقت سابق إن دخول الوقود المرسله من إيران إلى الأراضي اللبنانية سيخلق معادلة ردع جديدة.

في غضون ذلك، اعترف حتى الصهاينة أنفسهم بأنهم لا يجرؤن على مهاجمة قافلة الوقود المرسلة إلى لبنان. وفي هذا الصدد، قال "نير ديفوري" الخبير في الشؤون السياسية للنظام الصهيوني، في كلمة: "دخلت شحنات تحتوي على وقود من إيران إلى لبنان فيما كانت تمر سابقًا عبر سوريا، لكن اسرائيل ما زالت ترفض استهداف الشحنات ".

/انتهى/