وكالة مهر للأنباء - د. حسين علي حسني حمية: تشكلت حكومة ميقاتي في الوقت الذي كان الجميع يراهن على صعوبة التشكيل وإستحالته في ظل إصرار فريق التعطيل على المراوحة وكسب الوقت وتعميق الأزمة لأهداف إنتخابية معروفة وأهمها إنهاء المسيرة السياسية لفريق رئيس الجمهورية (هدف محلي) وإحداث شرخ بين المقاومة وجمهورها ( هدف خارجي ).
ولكن بعض المتغيرات الحاصلة على الساحة اللبنانية سرعت تشكيل الحكومة وأهمها كسب فريق المقاومة أربع نقاط إنتخابية مزدوجة برأيهم وهي :
1- إضافةً للمساعي الجادة التي بذلها الفريق المقاوم بهدف تسهيل ولادة الحكومة ومساعيه الحثيثة مع الأطراف المتنازعة فإنه قام بفتح تعاونيات النور لكسر إحتكار المواد الغذائية في حين يمتلك الفريق الثاني معظم كارتلات المواد الغذائية.
قال المحلل السياسي العجز الأمريكي الصهيوني عن التعرض لهذه القوافل أتى كخيبة أمل كبرى لهذا الفريق الذي فقد وجمهوره الصورة النمطية للقوة الأمريكية
2- إستيراد النفط من إيران بشكل مباشر وكسر الحصار المفروض على اللبنانيين في حين لم يسعى الفريق الثاني للحصول على نفط من الدول المحسوب هو عليها ولا عبر الكارتيلات التي يمتلكها. ويأتي العجز الأمريكي الصهيوني عن التعرض لهذه القوافل كخيبة أمل كبرى لهذا الفريق الذي فقد وجمهوره الصورة النمطية للقوة الأمريكية.
3- تعاون إيران مع فريق المقاومة في تسليم النفط والمواد الغذائية والدواء على الليرة اللبنانية في حين ظهر للعيان بعد تصريح السفيرة الأمريكية بالسماح للبنان بإستيراد الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سوريا بعد مقاطعة دبلوماسية لبنانية وفرض عقوبات أمريكية على سوريا لسنوات طويلة، ثم دعوة لبنان الرسمي للذهاب الى سوريا بعد طول نهي ومنع وهذا أظهر من هو المتورط بشكل مباشر في هذا الحصار وأظهر أهمية العلاقة الحيوية مع سوريا.
4- فضح مسألة قيام فريق التعطيل بعمليات تجفيف الاسواق عبر سحب بعض المواد الحيوية من السوق وإخفائها بهدف تعميق الأزمة كمارون الصقر وغيره ثم إقترن هذا الملف بإكتشاف كميات من النيترات المخزنة لدى هذا الفريق والتي قد تكون مسروقة من مرفأ بيروت مما يشكل تهديد للسلامة العامة من جهة ويسحب من أسيادهم ورقة إبتزاز سياسية مهمة وهي إتهام فريق سياسي محدد بالوقوف وراء تفجير المرفأ وكشف الفاعل الحقيقي.
وهكذا كان لا بد بحسب رأيهم من بدأ العمل إنتخابياً كي لا يكون فريق المقاومة وحيداً في ميدان حصد النقاط الإنتخابية وهذا لا يكون الا عبر البوابة الحكومية وكما توقعنا تشكيلها في مقال سابق فإننا نتوقع أن تقوم هذه الحكومة بالعمل مع المجتمع الدولي للتخفيف من حدة بعض الأزمات الداخلية والتخفيف من وطأة الحصار الى حد ما وذلك تمهيداً للإنتخابات القادمة في حين نعول كثيراً على بعض الوجوه الوزارية خاصة تلك التابعة لفريق المقاومة كوزارة الأشغال العامة.
نتوقع عملاً جاداً رغم صعوبة الظروف والمرحلة لتقديم نماذج عمل مثمرة وهادفة للإرتقاء بالمجتمع اللبناني، وقد نرى هنا بصمات إيرانية واضحة إما عبر الدعم المباشر أو عبر استنساخ النموذج الإيراني للنهوض في بعض المفاصل
ونتوقع عملاً جاداً رغم صعوبة الظروف والمرحلة لتقديم أنموذج عن العمل الوزاري المثمر والهادف للإرتقاء بالمجتمع اللبناني وسيكون هذا العمل منسجم مع أخلاقيات المقاومة وليس من أهدافه الحصد الإنتخابي ولكن لا بد أن ينعكس ذلك إيجاباً على موقف الفريق المقاوم إنتخابياً بشكل مباشر. وقد نرى هنا بصمات إيرانية واضحة إما عبر الدعم المباشر أو عبر استنساخ النموذج الإيراني للنهوض في بعض المفاصل.
إذا حكومة ميقاتي هي حكومة تمثل تنوعاً سياسياً كبيراً ولكل فريق حصة يهدف من خلالها لتعزيز موقفه إنتخابياً الى حد ما وهكذا سيكون نتاج هذه الحكومة متنوعاً كون كل فريق سياسي سيعمل على تأمين الدعم لوزرائه بشكل أو بآخر حتى يعزز النتاج الحكومي المحسوب عليه وهكذا ننتظر في الفترة القادمة بعض الخطوات والقرارات الشعبوية وإن كانت قصيرة المدى والجدوى كمرحلة من الترقب السياسي إلى أن تظهر نتائج الإنتخابات النيابية والتركيبة الدستورية القادمة والتي سيبنى عليها الكثير.
وحده الفريق المقاوم سيكون مؤمن بالعمل الجماعي من أجل الشعب اللبناني بكافة أطيافه وسيمد يد العون للجميع كما في الحكومات السابقة سواء للحريري أو دياب ولكنه هذه المرة سيصر على فتح الآفاق ولن يستسلم بسهولة للرفض الحكومي لما فيه مصلحة اللبنانيين.
ومن الجدير ذكره أنه وفي ظل القانون الإنتخابي الموجود لن نرى تحولات جذرية وعميقة إنما قد نرى إعادة توزيع للمقاعد على القوى الموجودة وظهور كتل نيابية جديدة صغيرة الحجم على حساب الكتل الكبرى./انتهى/