قال رئيس مركز الرفد للإعلام والدراسات الاستراتيجية الدكتور، عباس الجبوري، ان الشارع العراقي اليوم انتقد كثيرا قيام مثل هذا المؤتمر في مثل هذا الظرف الراهن الذي من شأنه تمزيق وحدة العراق.

وكالة مهر للأنباء - القسم العربي: اجتاحت موجة غضب شعبية ومطالبات جماهيرية واسعة، المحافل العراقية وسط دعوات للنخب الوطنية والزعامات الدينية الى الوقوف بوقفة صارمة وشجاعة ضد ما يسمى "مؤتمر السلام" الذي عقد يوم في أربيل بحضور زعماء عشائر من غرب العراق، للتطبيع مع الكيان الصهيوني.

وفي تصعيد خطير للغاية ووسط ترحيب إعلامي صهيوني، نظمت منطقة كردستان العراق يوم أمس، عقد مؤتمر "السلام والاسترداد" في أربيل، والذي دعا إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني بحضور شخصيات عشائرية وقيادات بعثية سابقة في النظام البائد.

ويأتي انعقاد مؤتمر اربيل للتطبيع مع الكيان الغاصب في وقت يتواصل فيه توافد الزوار من مختلف محافظات العراق الى كعبة الاحرار في مدينة كربلاء المقدسة لإحياء ذكرى اربعينية استشهاد الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه.

فيما أكدت حكومة كردستان أن مؤتمر اربيل لا يمثل موقفها الرسمي. وأوضحت وزارة الداخلية في حكومة الإقليم، بشأن اجتماع عُقد يوم أمس في أُربيل تحت عنوان (السلام والاسترداد)، بحسب بيان لها، أن "الاجتماع عُقد من دون علم وموافقة ومشاركة حكومة الإقليم، وهو لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن موقف حكومة إقليم كردستان".

وأعربت الحكومة العراقية بوقت سابق اليوم، عن رفضها "القاطع للاجتماعات غير القانونية، التي عقدتها بعض الشخصيات العشائرية المقيمة في مدينة اربيل باقليم كردستان، من خلال رفع شعار التطبيع مع اسرائيل".

وفي هذا الشأن اجرت وكالة مهر للأنباء، حوارا صحفيا مع مدير مركز الرفد للدراسات الإستراتيجية في العراق الدكتور "عباس الجبوري"، واتى نص الحوار على الشكل التالي:

* ما الهدف من اقامة مثل هذا المؤتمر في مثل هذه الظروف ؟

ان عقد هذا المؤتمر في اربيل في هذا الوقت بالتحديد له دلالات كثيرة، فقد كنا دائما نقول ونتحدث في الاعلام؛ ان اقليم كردستان فيه كثير من الذين يؤمنون بالصهيونية وضرورة التطبيع مع اسرائيل، وحتى ان هناك قنصلية اسرائيلية، وهناك شركات تدّعي انها شركات استثمارية ولكن هي بالحقيقة شركات اسرائيلية، وموظّفيها هم اسرائيليون ولديهم اهداف كبيرة.

كان يُفترض من حكومة كردستان ان لا تسمح بانعقاد مثل هذه المؤتمرات؛ خاصة وهي شريكة في العملية السياسية، وعليها ان تحترم اراء الاخرين، فعندما افصل الاقليم وقام الاستفتاء الاداري لينفصل؛ فان اول من دعم هذا الانفصال هو الكيان الصهيوني، في انه لم تعترف به اية دولة. فلذلك هذه الحلقات المتواصلة ليس بغريب عليها.

* كيف كانت ردة فعل الشارع العراقي على اقامة هذا المؤتمر ؟

الشارع العراقي يؤمن بالقضية الفلسطينية، فالشعب العراقي لا يمكن له ان يرضخ، والعجيب في ذلك ان بعض الشخصيات العراقية رأيناها اليوم تتباكى على المشروع الاسرائيلي، وتتباكى على تقسيم العراق

بخصوص الشارع العراقي فهو ناقم، فالعراقييون لا يؤمنون باسرائيل ولا يؤمنون بالصهاينة. الشارع العراقي يؤمن بالقضية الفلسطينية، فالشعب العراقي لا يمكن له ان يرضخ، والعجيب في ذلك ان بعض الشخصيات التي تتمتع بمكاسب وامتيازات من الدولة العراقية، رأيناها اليوم تتباكى على المشروع الاسرائيلي، وتتباكى على تقسيم العراق.

واني اقول لهؤلاء الذين يريدون التطبيع مع الكيان الغاصب محتل الاراضي، ان التاريخ لن يرحمكم يا من تتناسون قيمتكم الدينية وعقيدتكم ومبادئكم الاسلامية التي ترفض رفضا قاطعا التطبيع مع الكيان الصهيوني.

فالشارع العراقي اليوم انتقد كثيرا قيام مثل هذا المؤتمر في مثل هذا الظرف الراهن الذي من شأنه تمزيق وحدة العراق. ولا استغرب عندما يُقام في اقليم كردستان، فكثير من القادة السياسيين الذين اليوم يتصدون في مناصب مهمة في بغداد ذكروا اكثر من مرة ( عندما كان الانفصال ) قالوا: "نحن لسنا من العراق حتى ننفصل".

/انتهى/