شدد ممثل إقليم كردستان العراق على ضرورة مراجعة قواعد عقد المؤتمرات والاجتماعات في الإقليم، مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجنة لتقصي الحقائق في إطار مؤتمر "أربيل" الأخير.

وكالة مهر للأنباءسميه خمار باقي: أدى لقاء بعض الراغبين في تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني في إقليم كردستان العراق الى رد فعل قوي من شخصيات ومسؤولين وأحزاب عراقية. وبحسب مصادر عراقية، دعا أكثر من 300 شخص في اجتماع عقد في مدينة أربيل إلى تطبيع علاقات العراق مع الكيان الصهيوني.

ووفقا لتقرير نشرته مصادر صهيونية، انتهزت تل أبيب على الفور الفرصة للتعبير عن دعمها لمثل هذا المؤتمر في العراق.

في رد على مؤتمر أربيل بعنوان "السلام والعودة"، أصدرت وزارة الداخلية في إقليم كردستان العراق السبت 25 أيلول بيانا ذكرت فيه: "أن هذا المؤتمر عقد دون علم وموافقة ومشاركة حكومة إقليم كردستان ولا يعكس بأي حال من الأحوال موقف حكومة إقليم كردستان، كما سيتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لمتابعة كيفية عقد هذا المؤتمر. وفي هذا الصدد أجرينا حديثاً مع "ناظم الدباغ" ممثل إقليم كردستان العراق في إيران.

هاكم نص الحوار:

* اعلنت وزارة داخلية اقليم كوردستان عدم علمها باجتماع القبائل العربية المتمركزة في اربيل وستتعامل مع الذين نظموا الاجتماع، كيف يمكن أن يعقد رؤساء القبائل العربية في عاصمة إقليم كوردستان لقاء سياسيًا لإسرائيل (خاصة في هذا الوضع الحساس في العراق والمنطقة) ويريدون تطبيع العلاقات مع إسرائيل وحكومة إقليم كردستان تجهل ذلك؟

في الوضع الحالي وفي حكومة اقليم كوردستان هناك قدر من الحرية والدعم لمن يدخل الاقليم، وكل من يعقد اجتماع او مؤتمر في قاعة يحصل على تصريح لكن تفاصيل هذه الاجتماعات والمؤتمرات لم يكن معروفا من قبل. ولا يمكن معرفة كل التفاصيل في اطار الحرية، ولكن عندما تصدر وزارة الداخلية في إقليم كوردستان العراق بيانًا وتؤكد عدم علمها بالاجتماع، فهذا يعني أنها ليست على دراية بالتفاصيل أو أنها غير موافقة على مضمون الاجتماع وأنها يجب أن تلتزم بالقانون العراقي والحكومة المركزية لأنها بالنهاية تابعة لبغداد في السياسة الخارجية والدفاع والامن.

اعلنت وزارة الداخلية في اقليم كوردستان العراق في بيانها اليوم عن تشكيل لجنة لتقصي الحقائق للتعرف على رؤساء هذا الاجتماع واستنكرت الاجتماع مما يعني ان مثل هذا الاجتماع عقد مخالفا لسياسات كردستان العراقخاصة أن جميع الضيوف كانوا عراقيين، ونوقش موضوع حساس مثل طلب تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

* هل اهداف هذا اللقاء والقضايا المطروحة فيه والتي تدور حول محور العلاقات مع الكيان الصهيوني تؤثر على عملية الانتخابات العراقية؟

نعم، ربما يكون من اهداف عقد هذا الاجتماع التأثير على موضوع الانتخابات العراقية، واجتذاب اصوات انتخابية لصالح بعض المرشحين مثل المرشحين الاكراد.

* لماذا تم اختيار أربيل لهذه الاجتماعات وما هي سبل منع تكرار مثل هذه الأحداث؟

لأن أربيل هي عاصمة المنطقة وهناك قدر معين من حرية الحركة في هذه المنطقة وخاصة للضيوف الذين يأتون إلى هذه المنطقة ولكن بشكل عام سلسلة من القضايا مثل وصول الضيوف وعقد الاجتماعات داخلها. في إطار تنظيمات المناخ، الذي عقدته وزارة الداخلية، وأصدر المناخ بيانًا يدين مثل هذا الاجتماع، مما يعني أننا عارضنا عقده.

إن السبيل لمنع تكرار مثل هذه الحوادث هو الإشراف على تفاصيل الاجتماعات والمؤتمرات، وإبلاغ الجهات المختصة المسؤولة عن عقد مثل هذه الاجتماعات، وتحديد البرامج السياسية والاجتماعية والثقافية لها. نحن بحاجة إلى التفكير في طرق لمنع مثل هذه الأشياء من الحدوث مرة أخرى. كما تعلم فإن إقليم كردستان العراق يتمتع بموقع جغرافي خاص وحساس بين جيرانه وكمجتمع إسلامي لا يمكن أن يتعارض مع الفكر والمصالح الإسلامية.

اقتراحي لمنع مثل هذه الحوادث هو أن تكون على دراية بالتفاصيل الدقيقة لهذه الاجتماعات ومن يدخل المنطقة من الخارج، وأن تعرف بالتفصيل ما سيتم مناقشته في الاجتماعات. بالطبع، يجب أن يكون المرء على دراية بالغرض من الاجتماعات والمؤتمرات، والوعي السياسي والثقافي والاجتماعي ضروري لمنع مثل هذه الأحداث.

*في حين أن العديد من الدول الصديقة والحلفاء في العراق والمنطقة الكردية هم أعداء لإسرائيل، وهذه القضايا حساسة للغاية؟ أليس تخريب العقلاقات بين الاقليم و ايران هو احدى اهداف هذه الاجتماعات؟

أعتقد أن أي شيء يتعارض مع سياسة الحكومة العراقية واقليم كردستان، ولا يأخذ بعين الاعتبار دولة العراق والدول المجاورة والصديقة، سيلحق ضررا خطيرا بمستقبل إقليم كردستان العراق.

في بعض الحالات، يتطلع بعض الناس دائمًا إلى الصيد في المياه الموحلة ومحاولة إحداث فوضى في المنطقة، لكننا ندين أي عمل يهدف إلى تعطيل العلاقات بين طهران وأربيل. ونحن بحاجة إلى أن نكون أكثر يقظة وأن نعلم من هو الصديق ومن العدو، ونحدد العوامل الكامنة وراء مثل هذه الاجتماعات، وأن نكون أكثر حرصًا بشأن إصدار التصريحات.

لا ينبغي اتخاذ أي عمل يضر بمشاعر الدول الإسلامية الصديقة والمجاورة للعراق وإقليم كردستان العراق، وأعتقد أن الشعب الفلسطيني يجب أن يقرر مصيره وحمايت حقوهم المشروعة بعيدًا عن أي تدخل أجنبي، لكن العملاء الأجانب يمكنهم تحقيق ذلك.

فيما يتعلق بتطبيع العلاقات مع النظام الصهيوني، يخضع إقليم كردستان العراق لإطار السياسة الخارجية للحكومة المركزية في بغداد، وبشكل عام تخضع أربيل للحكومة المركزية في بغداد من حيث الدفاع والسياسة والمالية و السياسة الخارجية.

كانت العلاقات بين جمهورية إيران الإسلامية وإقليم كردستان العراق جيدة عبر التاريخ، على الرغم من تقلبها في بعض الظروف، لكنها لم تنقطع أبدًا. العلاقات بين طهران وأربيل استراتيجية وقوية لأن أمن وراحة المنطقة وإيران بشكل عام مرتبطان ببعضهما البعض وتعتقد جميع المجموعات السياسية في المنطقة أنه يجب الحفاظ على العلاقات مع إيران.

العلاقات الاقتصادية بين طهران واقليم كردستان جيدة ويجب تعزيزها في المستقبل في مجال الاستثمار والصادرات والواردات.

/انتهى/