وكالة مهر للأنباء - رامين حسين آبديان: أقل من 10 أيام باقية على الانتخابات البرلمانية المبكرة في العراق. من المقرر إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في 9 أكتوبر، وسط تكهنات كثيرة حول إعادة الجدولة. لكن في النهاية، أعلنت الحكومة العراقية، التي كانت قد أجلت الانتخابات مرة واحدة في السابق، أن هذه المرة ستجرى الانتخابات في نفس الموعد المقرر.
إن قوات الأمن العراقية والحشد الشعبي على استعداد لأن تكون قوية بما يكفي لمنع أي تدخل التكفيريين في الانتخابات البرلمانية". مضيفا أن: "المسيرة الشعبية لن تسمح بأي تعطيل للعملية الانتخابية".
وفي هذا الصدد، قال يحيى رسول المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية معلنا عن "إطلاق خطة أمنية خاصة للانتخابات العراقية". وأضاف:" أنه عشية الانتخابات النيابية المبكرة، أصبحت القوات العسكرية في مختلف المناطق على أهبة الاستعداد". وقال المسؤول العسكري العراقي الكبير: "إن القوات الأمنية بذلت قصارى جهدها لضمان إجراء انتخابات برلمانية مبكرة. ولن نسمح لأي طرف بتعطيل أمن الانتخابات".
في غضون ذلك، تلعب قوات "الحشد الشعبي" العراقية دورًا مهمًا في تأمين الانتخابات. وقال "أيوب الربيعي" عضو مجلس النواب العراقي: "إن قوات الأمن العراقية والحشد الشعبي على استعداد لأن تكون قوية بما يكفي لمنع أي تدخل التكفيريين في الانتخابات البرلمانية". مضيفا أن: "المسيرة الشعبية لن تسمح بأي تعطيل للعملية الانتخابية".
الحقيقة هي أنه في الفترة التي سبقت الانتخابات العراقية، باعتبارها أعظم رمز للديمقراطية في البلاد، وضعت الولايات المتحدة مشروع انعدام الأمن على جدول أعمالها.
يفعل الأمريكيون ذلك من خلال دعم العناصر التكفيرية لداعش. وقيامهم بسلسلة أعمال إرهابية في أجزاء من محافظتي كركوك والأنبار في الأسابيع الأخيرة وحدها دليل على هذا الادعاء. وأحد الأسباب الرئيسية لإصرار المسؤولين السياسيين الأمريكيين على بقاء الجيش الأمريكي على المدى الطويل في العراق هو استمرار سيناريو دعم العناصر التكفيرية لداعش.
مؤخرا، استهدف السفير الأمريكي في العراق "ماثيو تولر" في خطاب تدخلي تمهيد الطريق لتأجيل الانتخابات البرلمانية العراقية زاعمًا أن الانتخابات قد لا تجرى في موعدها! وقد فاجأ هذا البيان التدخلي الأوساط السياسية العراقية، لأن الأمريكيين في الأساس ليسوا في وضع يسمح لهم بالتعليق على التطورات والأحداث السياسية في العراق.
والواضح أن الأمريكيين يسعون لزعزعة استقرار العراق من خلال تفعيل أوكار داعش في مناطق متفرقة من العراق، خاصة في محافظات كركوك والأنبار وصلاح الدين وديالى، لتكون قادرة علة احداث خلل و فوضى في الانتخابات في هذه الأيام القليلة المتبقية لبدء الانتخابات.
من أسباب تخريب واشنطن للانتخابات البرلمانية العراقية أن المسؤولين الأمريكيين يدركون جيداً أن ظهور حكومة جديدة مدتها أربع سنوات قد يؤدي إلى تفعيل طرد قواتهم من العراق.
من الطبيعي أن يكون تأجيل الانتخابات العراقية أو إجرائها في جو غير آمن ومتوتر يخدم مصالح واشنطن. من أسباب تخريب واشنطن للانتخابات البرلمانية العراقية أن المسؤولين الأمريكيين يدركون جيداً أن ظهور حكومة جديدة مدتها أربع سنوات قد يؤدي إلى تفعيل طرد قواتهم من العراق.
هذا بالضبط ما يقلق السلطات الأمريكية، فبعد اغتيال سليماني والمهندس،أصدر مجلس النواب العراقي قرارًا بطرد القوات الأمريكية من البلاد، ورفض مسؤولو واشنطن الانصياع للقرار ومواصلة تواجدهم المحتل في العراق. لذلك، تشعر واشنطن بقلق عميق من أن عملية سحب القوات الأمريكية من العراق يمكن أن تكون أساسية إذا فاز البيت الشيعي في العراق بشكل حاسم ووصول رئيس وزراء جديد إلى السلطة.
هناك قضية أخرى تقلق الولايات المتحدة وهي إرساء الاستقرار السياسي في العراق بعد الانتخابات البرلمانية المبكرة. الأمريكيون أنفسهم يدركون جيدًا أنه في ظل استمرار الإدارة المؤقتة الحالية في العراق، من الصعب جدًا على البلاد الاقتراب من شواطئ الاستقرار السياسي. ومع ذلك ، فإن ظهور حكومة تستمر لمدة أربع سنوات في العراق يمكن أن يمهد الطريق للاستقرار السياسي في البلاد.
يرى مسؤولون أميركيون أن استمرار الأزمة الاقتصادية في العراق هو العامل الأهم في استمرار اعتماد الاقتصاد على دعم واشنطن.
في غضون ذلك، يمكن أن يكون لتشكيل حكومة عراقية جديدة لمدة أربع سنوات أخرى تأثير كبير على حل المشاكل الاقتصادية للبلاد. هذا ، بالإضافة إلى ما قيل من قبل، أثار مخاوف بين مسؤولي البيت الأبيض، حيث أن استمرار المشاكل الاقتصادية للعراق هو في مصلحة واشنطن. ويرى مسؤولون أميركيون أن استمرار الأزمة الاقتصادية في العراق هو العامل الأهم في استمرار اعتماد الاقتصاد على دعم واشنطن.
ومن القضايا الأخرى التي أثارت مخاوف واشنطن بشأن إجراء انتخابات برلمانية مبكرة، دعم الحكومة المقبلة لقوى الحشد الشعبي في العراق. وشن الأمريكيون في الأشهر الأخيرة هجمات إجرامية وغير قانونية على مواقع الحشد الشعبي لتمهيد الطريق لانهيار هذه المجموعة المقاومة، لكنها باءت بالفشل. إنهم يخشون الآن أن يضع رئيس الوزراء العراقي المقبل الدعم الكامل للانتفاضة الشعبية على جدول أعماله.
أدت مجموعة العوامل المذكورة أعلاه إلى قلق القادة السياسيين والقادة العسكريين الأمريكيين بشأن إجراء الانتخابات البرلمانية في بيئة هادئة ومستقرة. على الرغم من كل التخريب الذي قامت به انتخابات واشنطن، يبدو أن التخريب لن يذهب إلى أي مكان مع الإجراءات التي اتخذتها قوات الأمن العراقية والاستراتيجية التي تتبناها الجماعات السياسية الشيعية.
/انتهى/