يرى المشاركون في المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين الافتراضي للوحدة الاسلامية المنعقد في طهران تحت عنوان "الاتحاد الاسلامي، السلام واجتناب الفرقة والنزاع في العالم الاسلامي "، انه من الضروري بناء حوار جاد وفاعل بين المراكز الدينية من جهة وضرورة العودة الى تعاليم القران وسيرة الرسول الاكرم (ص).

وأفادت وكالة مهر للأنباء، أن اية الله عليرضا اعرافي، مدير الحوزات العلمية في ايران يدعو الى حوار بناء وتفاعل جيد وهادف بين علماء الامة والمؤسسات الدينية، واستعداد الحوزة العلمية في قم لاجراء حوارات اكثر جدية مع سائر المؤسسات الدينية في العالم الاسلامي، مشددا على الحفاظ على الهوية الاسلامية والعناصر التي تشكل هذه الهوية وهي عبارة عن المبادئ الاسلامية والاخلاق والحضارة والتاريخ ، وهذا يعني ان المسلمين لهم نظام فكري موحد.

حسيني ندوي: يتسائل لماذا وصل حال المسلمين الى هذه الدرجة من التبعية والخنوع امام الاجنبي وطلب العون من المنظمات الاستكبارية والتنازع والحروب فيما بينهم بينما لديهم مشتركات عقائدية وتاريخية وحضارية . ويرى هذا العالم الديني ان المخرج الوحيد لهذه الحالة المزرية هو العودة الى القران والسنة النبوية.

الدكتور عماد حمروني بدوره يرى لا مفر من العودة الى الاخوة الدينية التي أسسها الرسول الكريم (ص) في عصره عندما اخا بين المهاجرين والانصار، ولكن من بعده تشكلت جماعات فكرية وطوائف مذهبية باسم الاجتهاد. ويرى ان الامة الاسلامية اليوم تعاني من عدة تحديات: التشتت والتنازع من جانب وهجوم الجماعات التكفيرية والغرب الوحشي على بعض البلدان الاسلامية مثل العراق وسوريا وافغانستان من جانب اخر. ويؤكد ان مجئ هذه الجماعات الارهابية من البلدان الاسلامية الى هذه المنطقة دليل على فشل الجهود لتحقيق الاخوة الاسلامية.

ولهذا يدعو هذا المفكر الاسلامي ولكي نتجاوز الخلافات والنزاعات والقضاء على الفكر التكفيري ان نترجم الاخوة الدينية والوحدة الاسلامية على ارض الواقع من خلال الحوار البناء بين كافة المكونات الاسلامية وتأسيس منظمات عملانية اجتماعية اقتصادية ثقافية مشتركة بين كافة المذاهب الاسلامية.

*مفتي كرواتيا: العالم الإسلامي أرض الصداقة والمحبة

قال مفتي كرواتيا انه يجب أن نعلن بصوت عالٍ أن العالم الإسلامي هو أرض الصداقة والمحبة ويجب ألا نسمح بإحداث انقسامات بين المسلمين.

واشار مفتي كرواتيا  عزيز حسنوفيش اليوم الثلاثاء في حفل افتتاح المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للوحدة الإسلامية إلى شخصية الراحل آية الله التسخيري في تقريب المذاهب وقال : إن هذا العالم النبيل بذل الكثير من الجهود من أجل خلق تفاهم بين المذاهب  وعامة الناس ولقد كان صديقا ومعلما  في العديد من الاجتماعات والمؤتمرات العالمية التي حضرناها معًا. أسأل الله عز وجل أن يضعه في أسمى جناته.

وتطرق حسنوفيتش إلى عنوان المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للوحدة الإسلامية والسلام والتجنب عن الانقسام والفرقة في العالم الإسلامي و قال : "إن الموضوع الذي تم اختياره للمؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للوحدة الإسلامية هو موضوع جيد ومهم للغاية  ولكن يجب أن يقال إنه طالما أن دماء المسلمين الأبرياء تُراق على الأرض ، فلا يمكننا أن نتشدق بالوحدة الحقيقية.

وتابع مفتي كرواتيا في هذا الصدد: "نشهد اليوم جماعات متورطة في الحرب والجريمة في العالم الإسلامي  تردد شعار" أشهد لا إله إلا الله "وترتكب جرائم جسيمة. اليوم من واجبنا مواجهة هذه الجماعات ونرفع أصواتنا بأن العالم الإسلامي هو أرض الصداقة والمحبة.

واضاف: "واجبنا اليوم كمسلمين هو تعزيز  وحدتنا قدر الإمكان والعمل على اخراج العدو المتغطرس من أرض المسلمين".

*النخالة: الخلافات الحالية بين المسلمين، نتاج مشاريع استخبارية غربية / ايران تقف الى جانب الشعب الفلسطيني بدون حدود

أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة خلال مؤتمر الوحدة الاسلامية ان الخلافات والصراعات الحالية بين المسلمين، نتاج مشاريع أمنية واستخبارية غربية.

وقال الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي "زياد النخالة"، في حفل افتتاح المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للوحدة الإسلامية، مهنئاً المولد النبوي الشريف، نتذكر "آية الله التسخيري" الذي بذل جهودا كبيرة لعقد هذا المؤتمر نظرا لأهمية ودوره في التقارب والوحدة بين الأمة الإسلامية.

وكما شكر نخالة، أمين المجمع العالمي للتقارب بين المذاهب الإسلامية حجة الإسلام "حميد شهرياري"على عقد هذا المؤتمر، وتابع : بالنيابة عن أعضاء حركة الجهاد الإسلامي والشعب الفلسطيني، أقدم شكري لأمة إيران العزيزة والمسلمة والقائد العظيم للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله السيد علي الخامنئي.

وفي إشارة إلى التحديات العديدة التي يواجهها المسلمون ان الخلافات والصراعات الحالية بين المسلمين، تعود الى مشاريع أمنية واستخبارية غربية منوها ان الهجمة الغربية المعادية تستهدف جميع مكونات أمتنا مؤكدا على ضرورة مواجهة رأس حربة هذا المشروع في فلسطين، المتمثل في الكيان الصهيوني.

وأشار النخالة إلى أن الدين الإسلامي العظيم هو الدين الوحيد الذي يسمح لمعارضيه أن يعيشوا بين المسلمين وأن يتمتعوا بحرية ويكون لهم دينهم ومعتقداتهم.

ومضى يقول من واجبي أن أشكر  الجمهورية الإسلامية الإيرانية لدعمها الشعب الفلسطيني، لما له من أهمية في استمرار مقاومة الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني.

واكد ان المقاومة الفلسطينية على اهبة الاستعداد للدفاع عن الاسرى والدفاع عن حقوقهم باذن الله.

وقال: نحن اليوم في مؤتمر الوحدة الاسلامية نقدم نموذجا لكل الحركات الاسلامية في العالم ان نتقدم باتجاه بعضنا البعض من اجل حماية الاسلام ورفعة الاسلام ومن اجل تحرير فلسطين والقدس، اليوم القدس هي عنوان رئيسي عند كل الامة الاسلامية وكل الحركات الاسلامية، ونحن نعمل جميعا من اجل تحريرها انشاءالله، وهنا من طهران اقول ان ايران تقف الى جانب الشعب الفلسطيني بدون حدود، وكل القوى الاسلامية شيعية وسنية تقف صفا واحدا لمساندة الشعب الفلسطيني لتحرير القدس انشاءالله.

واضاف: نحن نعتبر ايضا ان العراق والشعب العراقي والقوى العراقية والحشد الشعبي في العراق هم قوى يقفوم الى جانب الشعب الفلسطيني، ولكل الشعب العراقي تحية طيبة من طهران ومن فلسطين ومن القدس.

*خليل الحية: الأمة مدعوة اليوم لوحدة فكرية وسياسية

قال رئيس مكتب العلاقات الاسلامية والعربية في حركة المقاومة الاسلامية حماس، خليل الحية، انه يجب على الامة الاسلامية رفض التطبيع وتعزيز الوحدة الاسلامية وتعزيز الافكار والشرائع الاسلامية وحماية الاسلام والدين الاسلامي الوسطي من التطرف الذي يحاول ان يقتحم الساجد لجهل وتطرف وغلو، لذلك الامة مدعوة اليوم لوحدة فكرية وسياسية نغتنم فيها الفرص اما التراجع الاسرائيلي والامريكي.

واضاف: وبلا شك ان الامة جمعاء من غربها الى شرقها ومن المغرب العربي بكافة دولة الى افريقيا والشام والعراق وايران واليمن المتعاطفة مع القضية الفلسطينية، وفي بعض الاحيان تحدث اهتزازات وتراجعات ولكن الشعب اليمني ظل اصيلا لحبة لفلسطيني وللشعب الفلسطيني رغم محنه.

واكد ان احتضان ايران لؤتمر الوحدة الاسلامية على مدار 35 مرة يدل على اصرار الجمهورية الاسلامية على اقامة الوحدة الاسلامية، وما انعقاد هذا المؤتمر بكافة تلاوينه ومذاهبة الفكرية الاسلامية الا دليل على ان هذه خطوة على طريق الوحدة الاسلامية التي بدأها علماؤنا ومفكرونا من بدايات القرن الماضي.، لذلك نحن نشكر الاخوة في ايران على احتضانهم لهذه الوحدة وبثهم المزيد من الجهد في تثبيت الوحدة الاسلامية للوصول الى اهدافنا.

*خالد القدومي: يجب علينا تحويل مفهوم الوحدة من مفهوم خطابي الى مفهوم عملي

قال ممثل حركة حماس في طهران: بداية كل عام وانتم بخير بحلول عيد ميلاد النبي الاكرم سيدنا محمد (ص)، لهذه المؤتمرات في العالم الاسلامي دور استراتيجي، حيث تلتقي قيادات من العالم الاسلامي والعربي لتناقش مسألة استراتيجية "وحدة الامة".

واكد ان التحدي الحقيقي الان هو كيف نحول هذا النفهوم من مفهوم خطابي الى مفهوم عملي، اليوم نحن رأينا ولمسنا اننا جميعا نعاني من خسائر مشتركة، هذا بحد ذاته وحدة وصحيح انه ليس بوضعة المثالي يجب ان ننتقل الى مستوى المصالح المشتركة الا انه اليوم الخسار المشتركة توحدنا.

واضاف: فلقد رأينا ان العدو الصهيوني لا يفرق بين سني وشيعي عندما يريد ان يضرب الاسلام، ولا يفرق بين الاسلام في العراق وافغانستان وفلسطين ولا بأي مكان في المنطقة، بل يقوم بضرب الاسلام لكي لا يتسلح المسلمون بالعلم والتطور، بل ايضا لا يريدون ان يكون للمسلمين اي دور في المنطقة، لذلك فان هذا المؤتمر مهم في هذا السياق، وكيف نناقشش برامج عملية على مستوى الوحدة وكيف ننشئ شبكة مشتركة على المستوى الثقافي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي على مستوى المنطقة فيما بيننا.

وتابع: الامة تحتاج الى تظافر الجهود، فكلما ذهبنا الى مناقشة امورنا ومسائلنا من منطلق زاوية لن نصل الى الحلول، فكلٌ له وجهة نظر ان كانت سنية او شيعية او كردية ولذلك لن نصل لحل، لكن في حال جميع الزوايا شكلت صورة واحدة وصعدنا فوق الآلام والجراح ونظرنا الى الصورة الكلية سنصل الى حلول سريعة ومجدية وفعالة.

ونوه قائلا: نحن جيمعا مستهدفون في سوريا والعراق وفلسطين واليمن ولبنان وايران، لماذا لا يرفع الحصار عن الشعب الايراني، فالشعب الايراني شعب مثقف وواعي وله حضارة، ولماذا الشعب العراقي الى الان يعاني من الفقر على الرغم من ان لديه البترول والغاز والثروات النفطية، ولماذا الشعب اللبناني يعاني من المشاكل. ان كل ما يقال عن انعدام الموارد وشحّها باعتقادي انها نظرة رأسمالية استكبارية. فهناك احتكار لهذه الموارد لدى جهة دون جهة اخرى، واحتكار للقرار السياسي لدى جهة دون جهة اخرى.

والمطلوب منا ومن كل العقلاء والنخب والمفكرون ان يلبوا نداء شعوبهم وليس هناك اي حل اخر الا بالتفاهم، فالعدو واحد هو العدو الصهيوني.

/انتهى/