شهدت إيران يوم أمس هجوم رقمي استهدف نظام توزيع الوقود أدى إلى توقف تزويد المواطنين بالوقود لمدة 3 ساعات قبل بدء عودة الأمور لطبيعتها، وهو أحدث اعتداء على المصالح الإيرانية بعد آخر هجوم عسكري نفذه محور المقاومة في التنف المحتلة.

وكالة مهر للأنباء نقلاً عن صحيفة "رأي اليوم": الهجوم الالكتروني والسيطرة على عدد من لوحات الاعلانات أمر قد لا يكون طبيعياً ولكنه ليس بالأمر الخارق ولا يعتبر هجوماً نوعياً، خاصة عندما نتذكر أن الولايات المتحدة الامريكية دخلت حالة طوارئ بسبب هجوم الكتروني استهدف خط أنابيب كولونيال الذي ينقل 2.5 مليون برميل يوميا، وهي نحو 45 في المئة من إمدادات وقود الديزل والغاز ووقود الطائرات في الساحل الشرقي للولايات المتحدة.

الولايات المتحدة التي أسست شبكة الانترنت والتي تدعي التفوق السيراني، اضطرت لدفع فدية للمهاجمين بعد 6 أيام من استمرار فقدان السيطرة، ثم قامت بسحب نسبة من الفدية فقط، في حين أن الهجوم جاء من "دارك سايد" أو الجانب المظلم ولم يأت من قبل حكومة أو تحالف من عدة دول، في حين أن ايران استطاعت التعامل مع هذا الهجوم بقدراتها وانهاء سيطرة المهاجمين واعادة الأوضاع إلى المسار الطبيعي.

الكيان الصهيوني الذي يبيع خدمات الأمن السيبراني وبرامج التجسس لبعض دول المنطقة عانى من هجمات أطاحت بالكهرباء والشركات الأمنية أكثر من مرة، وأدت الهجمات إلى سرقة معلومات عن الشركات المعدات الأمنية والمزودين لها.

ايران شهدت يوم أمس نوعاً من الدهشة بين المواطنين بسبب فقدان السيطرة على نظام توزيع الوقود لمدة 3 ساعات، في حين أن ايران قبل 4 عقود من الزمن فقدت السيطرة على عشرات الكيلومترات عندما اجتاحها صدام، ثم استجمعت قواها لتصبح اليوم البلد الأقوى في المنطقة وتكرس معادلة ردع مقابل أعدائها.

هذا يعني أن الحكومة الإيرانية على مدى 40 عاماً نجحت في رفع المستوى الأمني للبلاد ومستوى توقعات المواطن إلى درجة أن 3 ساعات تثير دهشته رغم أن الأمر يحصل في الدول الأخرى أيضاً في ظل تطوير التقنيات الرقمية وصعوبة الدفاع مقابل الهجمات.

الهجوم جاء بعد هجوم نفذه محور المقاومة ضد قاعدة التنف المحتلة في سوريا، وأدى الهجوم على التنف إلى مغادرة أرتال من المحتلين من القاعدة ونسبة تدمير عالية في القاعدة، بينما الرد لو كان الهجوم السيبراني الأخير يعتبر رداً على ذلك الهجوم، جاء على مستوى خلل لمدة 3 ساعات، بالتالي زمام المبادرة يبقى بيد محور المقاومة.

بقلم: الكاتب الصحفي ياسر الخيرو

/إنتهى/