وكالة مهر للأنباء-القسم العربي: معانات انهكت ارواح الشعب السوري بمختلف اعمارهم على مدى عشر سنوات متتالية، حاولوا خلال هذه السنوات وعبر صمودهم وعزيمتهم كبح جماح الاعداء و تحمّل اصعب الظروف في حرب ذهب ضحيتها آلاف الشهداء والمصابين وحتى احيانا عوائل باكملها.
ولم يلبث شبح الاعداء ان يختفي تدريجيا حتى ظهر مرة اخرى بشكل مفاجئ مطلاّ بوجهه القبيح، مصطحبا معه نواياه الخبيثة، واغراءات مالية مغرضة، وخططا سافرة يريدون من خلالها انتهاك حرمة الشعب السوري.
ولكن اين المفر من الاصالة والكرامة والعروبة المتجذرة بالشعب السوري، بعد ان قامت كل من امريكا وأشباهها بتقديم عروضها، محاولين بها شراء ذمم ذلك الشعب الاصيل، وبادلها العشائر بالرفض القاطع مشددين على عدم التدخل مرة اخرى، وانهم واعين لمآربهم الخفيفة الخبيثة.
وفي هذا الصدد أجرت وكالة مهر للأنباء حوار صحفي مع الدكتور "دحام الطه" مدير عام جامعة الامم العربية وسفير عالمي للسلام ومدرب التنمية البشرية وعضو مكتب تنفيذي للاتحاد العربي
وفيما يلي نص الحوار:
* ما اسباب رفض العشائر لتدخل القوات الامريكية في سوريا ؟ وهل لذلك تأثير على تحرير آبار النفط والغاز ؟
قبل الحديث عن موقف العشائر ودورهم يجب فهم تركيبة الساحة الجغرافية لشرق الفرات والجزيرة السورية بشريا لتتضح الصورة.
فالجزيرة السورية تتألف من مزيج بشري متعدد المشارب هناك العشائر العربية وقبائل بدو والارمن والشركس والسريان والتركمان والماردل والايزيديين والكورد.
الموقع الجغرافي لسوريا والثروات الموجودة و التنوع البشري، يثير اطماع الدول المعادية لسوريا ويجعلها لقمة شهية لهم كتركيا وامريكا، لكن وعي الشعب السوري سيحول دون ذلك.
اما اقتصاديا فان الجزيرة السورية وشرق الفرات تمثل خزان الاقتصاد السوري حيث القمح والشعير والقطن والخضروات الموسمية اضافة الى النفط والغاز والملح والفوسفات.
هذه الثروات جعلت المنطقة لقمة شهية لاعداء سوريا سواء الامريكي او التركي.
وهذا التنوع البشري سهل على هذه القوى المعادية اختراق المنطقة.
في البداية روجوا لانشاء قسد كقوى سورية ديموقراطية تتكون من كل مكونات الطوائف والاعراق في المنطقة ثم بدأت تتكشف كقوة ترعاها امريكا وتدعمها كوردستان العراق ليذوب فيها المكون العربي من القبائل والعشائر.
وكان دور قسد الظاهر منه "داعش" من دخول المنطقة ليتضح لاحقا ان التنسيق كامل بين البي كي كي وقيادة قسد مع داعش بوساطة امريكا.
هنا بدأت صحوة العشائر والقبائل العربية وشعروا انهم بين مطرقة قسد والسندان الامريكي في الوقت الذي تقلص فيه الوجود الحقيقي للقوى الحكومية وخاصة اثناء انشغال الجيش السوري والقوى الصديقة بمعارك القضاء على داعش المدعومة امريكيا والفصائل المتطرفة الاخرى المدعومة سعوديا وقطريا.
العشائر تدرك الدور الاستعماري للقوات الامريكية التي اوصلت قسد الى مصادر النفط والغاز في الجزيرة واطلقت يدها في متابعة استخراج النفط وبيعه لكردستان وامريكا وتركيا بوساطة امريكية
وتبين خطر استمرار الوجود الامريكي الذي اصبح واضحا للعيان ممارساته الاستعمارية وسرقة النفط والثروة الحيوانية فبدأت انسحابات المكون العربي العشائري من قسد وبدأت حركات التمرد العشائري البسيطة بسبب قوة السلاح الامريكي بيد قسد الكوردية.
فبدأ القتال بين العشائر من جهه وبين قسد والامريكي من جهة ثانية.
فلجأ الامريكي الى زرع الالغام في كل المواقع النفطية مما اصبح عائقا امام قوات العشائر من مهاجمة المواقع النفطية لانها ستتحول الى ارض محروقة وسيحدث انفجار كلي للمنطة بسبب المتفجرات والالغام التي زرعتها قسد بامر ودعم وتوجيه الامريكي.
* ماهي اسباب واهداف التدخل التركي والامريكي في سوريا ؟ وماذا تقولون عن رفض هذا التدخل في سوريا ؟
بطبيعة الحال هناك تناغم بالاهداف بين الامريكي والتركي، فكلاهما يحملان العداء لسوريا والنظام السوري بحكم علاقته مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وكلاهما لديه مطامع بالنفط والغاز السوري المتركز بكثافة في الجزيرة السورية وشرق الفرات، وكلاهما يسعى لاضعاف سوريا والجيش السوري المحاد لاسرائيل، وكلاهما يسعى لارغام سوريا للقبول بخط الغاز القطري، وكلاهما يسعى لافشال مشروع طريق الحرير،
لذا كلاهما يسعى لان يكون له تأثير على القرار السوري والسيادة السورية والمواقف والعلاقات السورية.
وكان الشعب السوري في قمة الوعي للعبة التقاء المصالح الامريكية التركية الغازية ورافضا لاي تدخل امريكي او تركي في سيناريو الحرب على سوريا و حرب سوريا ضد الارهاب الذي تقاسمت امريكا وحلفائها من جهة وتركيا واصدقائها الاسرائيلي والسعودي والقطري من اخرى تقاسموا دعم المجموعات الانفصالية والاحزاب التكفيرية من جند الشام والنصرة وداعش التنظيم القاعدي الجهادي وقسد وبعض المجموعات المعارضة المسلحة ودعمتها وغذتها بالمال والسلاح والغطاء الدولي تحت غطاء المساعدات الدولية من جهة وغطاء العقوبات احادية الجانب على الشعب السوري من جهة ثانية ممازاد كره الشعب السوري وحنقه على الامريكي والتركي الراعيين للارهاب وزاد تمسك الشعب بحكومته ودولته.
* ماذا تقولون عن تطور العلاقات بين ايران وسوريا والتعاون الثنائي بينهما ؟
كل هذه الاحداث اوضحت انقسام العالم الى معسكرين؛
ظهرت الجمهورية الاسلامية الايرانية كدولة مجابهة ومقاومة للمشروع الامريكي وكزعيمة لمحور المقاومة الذي ضم الدول ذات العداء مع التطبيع والعداء للاستكبار الامريكي العالمي ليتبلور مبدأ المحورين المتصارعين ولتظهر ضرورة اتخاذ الدول لقرارها المصيري الحتمي بالالتحاق باحد المحورين
معسكر ارهابي توسعي ارهابي متطرف برعاية امريكية تركية تقاسمه الطموحات والاهداف دويلات الخليج ذات التوجه الوهابي او التوجه الاخواني وبعض دول اوروبا التي لا تستطيع الخروج من العباءة الامريكية.
ومعسكر مقابل يسعى للتعددية الفكرية والاعتدال الديني والنهج التحرري والسلوك المقاوم للتيار الامريكي التركي في المنطقة.
وظهرت الجمهورية الاسلامية الايرانية كدولة مجابهة ومقاومة للمشروع الامريكي وكزعيمة لمحور المقاومة الذي ضم الدول ذات العداء مع التطبيع والعداء للاستكبار الامريكي العالمي ليتبلور مبدأ المحورين المتصارعين ولتظهر ضرورة اتخاذ الدول لقرارها المصيري الحتمي بالالتحاق باحد المحورين.
لذا كانت سوريا امتدادا هاما لمحور المقاومة سواء بحربها ضد الارهاب او التزامها مبدأ ممانعة التطبيع مع الكيان الصهيوني المحادد لها جغرافيا.
ولذلك كان حق وواجب للسوري والايراني على السواء تقوية كل اشكال التواصل والعلاقات والتعاون المشترك في حربهم المشتركة ضد الارهاب والتكفير والتطرف الديني سواء في سوريا او العراق او لبنان و فلسطين او اليمن.
/انتهى/