وکالة مهر للأنباء - وداد زادة بغلاني: يمرالعراق منذ عام 2003 وبعد دخول القوات الامريكية في العراق بحالة من عدم الاستقرار والامن، كل يوم يصحى الشعب العراقي ويتفاجأ بمؤامرة جديدة من قبل أعدائه، كما حصل خلال الساعات الأولى من فجر اليوم الأحد والذي تمثل في محاولة فاشلة لاغتيال رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة العراقية، بواسطة طائرة مسيرة مفخخة حاولت استهداف مكان إقامته في المنطقة الخضراء ببغداد، الا أن الكاظمي لم يصب بأي أذى وهو بصحة جيدة، وكتب مصطفى الكاظمي عبر تغريدة له أنا بخير والحمد لله، وسط شعبي، وأدعو إلى التهدئة وضبط النفس من الجميع، من أجل العراق.
وذكرت وسائل الاعلام أن خمسة على الأقل من طاقم حراسة الكاظمي أصيبوا في الهجوم. ولم تعلن حتى الآن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم. وهذه القضية اثارت ردود فعل من قبل البعض الشخصيات المهمة العراقية كما قال في هذا الصدد:
الرئيس العراقي برهم صالح أن استهداف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تجاوز خطير وجريمة نكراء بحق العراق.
وأضاف صالح في تغريدة له على تويتر، "لانقبل بجر العراق إلى الفوضى والانقلاب على النظام الدستوري"، داعيا إلى وحدة الموقف بمجابهة الأشرار المتربصين بأمن هذا الوطن وسلامة شعبه".
كما علق زعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، الأحد، على الهجوم الذي استهدف منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي فجر اليوم.
وقال الخزعلي في بيان "بعد مشاهدتنا لصور الانفجار الذي حصل في منزل رئيس الوزراء، وملاحظة عدم وقوع ضحايا، فاننا نؤكد على ضرورة التحقق منه من قبل لجنة فنية متخصصة وموثوقة، للتأكد من سببه وحيثياته".
وأضاف "اذا لم يكن الانفجار عرضيا او ما شابه، وكان استهدافا حقيقيا، فاننا ندين هذا الفعل بكل صراحة، ويجب البحث بجد عن منفذي هذه العملية ومعاقبتهم وفق القانون".
وأكد أنها "محاولة لخط الأوراق لمجيئها بعد يوم واحد على الجريمة الواضحة بقتل المتظاهرين والاعتداء عليهم وحرق خيمهم".
وفي هذا السياق ايضا وصف زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر ان محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي فجر اليوم بأنها عمل إرهابي استهدف الجهة العليا في البلاد.
وقال الصدر في تغريدة له على حسابه الشخصي على موقع تويتر، إن محاولة اغتيال رئيس الحكومة العراقية هو استهداف للعراق وشعبه وأمنه واستقراره وإرجاعه لحالة الفوضى لتسيطر عليه قوى اللادولة ليعيش العراق تحت طائلة الشغب والعنف والإرهاب.
ودعا الصدر الجيش العراقي والقوات الأمنية إلى الأخذ بزمام الأمور على عاتقها حتى يتعافى العراق ويعود قويا.
وايضا ادان رئيس إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزاني محاولة الاغتيال التي تعرض لها رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
وقال بارزاني في تدوينة له، "ادين واستنكر المحاولة الفاشلة لاغتيال رئيس الوزراء السيد مصطفى الكاظمي التي جرت عن طريق مسيرة استهدفت محل اقامته في بغداد فجر اليوم والحمد لله على سلامته".
وأضاف أن "هذا العمل الارهابي تطور خطير يهدد الامن والاستقرار في البلاد وينذر بعواقب وخيمة، داعيا الجميع الى ضبط النفس والتهدئة".
هنا يطرح عدة سؤالات منها ما هو الهدف الرئيسي من هذه المحاولة؟ ولماذا في هذا الوقت تحديدا؟
التطورات التي أعقبت الانتخابات التشريعية في العراق واحتجاج مجموعة من أبناء الشعب العراقي على نتائجها، لا سيما الأحداث الدامية التي شهدتها بغداد يوم الجمعة الماضية، من بين القضايا التي تجعل موضوع هجوم الطائرات المسيرة على منزل رئيس الوزراء العراقي أكثر إثارة للشكوك. الكل يعلم ان جميع المحتجون في العراق ارادوا تغير نتائج الانتخابات بشكل سلمي.
الهجوم على منزل رئيس الوزراء العراقي أدى بالتأكيد إلى تهميش أحداث يوم الجمعة وتجاهل مطالب المحتجين
الهجوم على منزل رئيس الوزراء العراقي أدى بالتأكيد إلى تهميش أحداث يوم الجمعة الماضي وتجاهل مطالب المحتجين، حيث ان عناصر من قوات الأمن هاجمت وقتلت وجرحت مجموعة من الأشخاص خلال مظاهرات يوم الجمعة، وكشف الامر ان لا أحد يستمع إلى الاحتجاج السلمي والرد سيكون بإطلاق النار وفق اعتقاد البعض.
وفي الوقت الذي تسعى فيه لجنة تقصي الحقائق في العراق إلى تحديد العقول المدبرة ومرتكبي عمليات قتل المتظاهرين، فإن الهجوم على منزل رئيس الوزراء العراقي أدى بالتأكيد إلى تهميش أحداث يوم الجمعة وتجاهل مطالب المحتجين .
كما ان الرد السريع من قبل بعض العناصر ووسائل الإعلام والجماعات الموالية للغرب على غارة الطائرات بدون طيار على منزل الكاظمي واتهام جماعات المقاومة بالتورط في هذا العمل هو موضوع آخر يثير غموض هذا الحدث المشبوه، خاصة وأن مثل هذه التصريحات و التعليقات في وسائل الإعلام الإقليمية والدولية انعكست على نطاق واسع.
تعزيز مكانة البيت الشيعي والتخطيط البناء له، هو المطلب الأهم الذي لا بد منه لتجاوز الوضع المقلق في العراق اليوم
بالإضافة إلى ما سبق، فإن عدم سماع صوت صافرات الانذار في السفارة الامريكية ببغداد هو أحد القضايا التي تزيد من الغموض في هذه الحادثة. كما ان هذا الجهاز نشط ويتفاعل مع أدنى حركة في سماء العاصمة العراقية.
لاشك ان القوات الامريكية لم تسكت على قرار البرلمان العراقي لاجبار القوات الامريكية على مغادرة العراق وستبقى القوات الأمريكية تستخدم كل ادواتها السياسية والأمنية والعسكرية لزعزعة استقرار العراق، ولا شك ان الولايات المتحدة لها يد في هذه القضية.
وفيما يخص الاتهامات التي توجهها وسائل الاعلام المعادية لمحور المقاومة يجب ان نقول انه أي انعدام للأمن وعدم الاستقرار في العراق يتعارض بالتأكيد مع مصالح التيارات السياسية المتعاطفة مع الحشد الشعبي وجماعات المقاومة التي ضحت بعشرات الشهداء لتوفير الأمن في هذا البلد.
وإن الوعي واللباقة والاهتمام بضرورة الحفاظ على التماسك السياسي والوطني وتعزيزه، ولا سيما تعزيز مكانة البيت الشيعي والتخطيط البناء له، هو المطلب الأهم الذي لا بد منه لتجاوز الوضع المقلق الذي يمر به العراق اليوم.
/انتهى/