اكدت الاعلامية، عبير سلمان، على ان امريكا وتركيا منذ سنوات طويلة تسعيان لتفتيت المنطقة، كما اقتصر القوات الامريكية على الشمال الشرقي السوري الممتد الى الاراضي العراقية في محاولات عديدة لاستمالة العشائر العربية.

وكالة مهر للأنباء - القسم العربي: بين صراعات سياسية متعددة الاطراف، كل منها يريد شد الحبل لناحيته وتحقيق اهدافه، هناك شعب متهالك يدفع ثمن هذه الصراعات، يستمد القوة من اصالته وتاريخه الطويل، يحاول تخطي الصعوبات او على الاقل محاولة التأقلم معها ليعيش حياته اليومية باقل الامكانات او بلا امكانات حتى.

عانى الشعب السوري من هذه الازمات سنوات وسنوات، آمل ان ينتهي هذا العذاب، حتى اتت امريكا وتركيا بعروضها السافرة البخسة، لتحقيق مآربها الوضعية في الشرق السوري، لكن الجواب من ابناء تلك المنطقة هو الرفض القاطع والاعتراض على هذه الاقتراحات ومحاولة التدخل من قبل تركيا وأمريكا، من يعلم؟ لعل تلك الدول في النهاية تفهم وتعي اصالة وعراقة تلك الارض.

وفي هذا الصدد أجرت وكالة مهر للأنباء، حوارا صحفيا مع الكاتبة والباحثة والاعلامية الدكتورة "عبير سلمان"، واتى نص الحوار على الشكل التالي:

* ما هي اسباب رفض العشائر لتدخل القوات الامريكية في سوريا ؟، وهل لذلك تأثير على تحرير آبار النفط والغاز ؟

ان المشروع الامريكي الذي يستهدف المنطقة منذ عقود من الزمن تجلى على الساحة العربية وعلى العالم كله بشك واضح سيما وإن جوهر ذلك المشروع يقوم على تفتيت المنطقة واستكمل من خلال حجم المؤامرة على سوريا واستدامتها الى إحدى عشر عاماً ومن قبلها العراق.

لقد اقتصر وجود القوات الامريكية على الشمال الشرقي السوري الممتد الى الاراضي العراقية في محاولات عديدة لاستمالة العشائر العربية (لأنها تشكل أكثر من 80 في المئة من تركيبة المجتمع السوري، إن كانت العشائر عربية أو كردية أو تركمانية أو سريانية ) وذلك من خلال تقديم الدعم على كافة المستويات الا ان معظم تلك العشائر مع وجهاء القبائل رفضت تلك العروض رفضاً قاطع بعد ما وضحة الغاية والهدف من التواجد الامريكي في الشرق.

وظهر الموقف الوطني لتلك العشائر من خلال البيانات التي صدرت عن أبناءها حيث أكّدوا على انتِمائهم الوطني للدّولة السوريّة، والوقوف في خندقها في مُواجهة الاحتِلال الأمريكي وعُملائه ورفض اي وجود او دخول قوات عسكرية من اي دولة كانت الى الاراضي السورية دون موافقة الدولة السورية والتنسيق معها، واعتبارها دولة معادية. واقترن ذلك الرفض ايضاً بتشكيل وحدات المقاومة العشائرية الشعبية لطرد الدخلاء المحتلين من القوات الامريكية والتركية و دول اخرى من الاتحاد الاوروبي.

ونتيجة لوجود تلك المقاومة العشائرية يتم حماية بعض التوريدات من النفط والغاز لإيصالها الى الدولة السورية.

* ماهي مساعي واهداف التدخل التركي والامريكي في سوريا ؟

بالنظر الى الخراطة السياسية للمنطقة نرى ان حدودها الشرقية مع الجمهورية الاسلامية الايرانية اذا هناك ترابط بين ديمغرافي، وهذا بذاته يشكل خطر على المشروع الامريكي الذي يعمل على التفتيت ويمنع اي تقارب بين شعوب المنطقة.

وحسب ما جاء على لسان وزير الخارجية الامريكي ريكس تليرسون في معهد هوفر التابع لجامعة ستانفورد الامريكية يوم 17 يناير/كانون الثاني 2018 يمكن تلخيص الاستراتيجية الامريكية الجديدة في سوريا بما يلي: وجود امريكي في شرقي سوريا الى اجل غير مسمى لمواجهة النفوذ الايراني ومنعها من اقامة ممرها البري الذي يربط بين ايران ولبنان، وهذا سبب غير مباشر بالنسبة للتواجد الامريكي اضافة الى محاولة السيطرة على منابع الطاقة الموجودة في الشمال الشرقي بسورية.

اما التدخل التركي الذي حاول اعادة بناء إمبراطوريته التي مر عليها الزمن مستغلاً الاحداث التي انتجت فصائل كردية بما تشكل من خطر مباشر على الامن القومي التركي، وقد تحدثت تركيا كثيراً عن مشروعها الذي يقتضي جعل منطقة غربي نهر الفرات منطقة آمنة وخالية من الإرهاب.

* كيف تقيمين تطور العلاقات بين ايران وسوريا والتعاون الثنائي بينهما ؟

هذه العلاقات ليست وليدة اللحظة، انها علاقات تاريخية ذات بعد انساني و استراتيجي عميق. إن هذا التعاون بين البلدين يشكل قوة اقليمية لها ثقلها الدولي، ومن جانب اخر تعطي هذه العلاقة وصور التعاون شكلاً راقياً للعلاقات الدولية بما يتناسب مع كلا البلدين وما يحقق لهما من حضوراً دولياً ليس بالهين وبدوه يخلق جواً اماناً بين الشعبين.

وارى ان خير الكلام ما قل و دل: ان جار قريب يستأمن خير من اخ يستأجر!./انتهى/