وكالة مهر للأنباء - القسم العربي: انفجرت وسائل الاعلام بمقالاتها وبمحلليها لمحاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، وبحثوا اسباب محاولة الاغتيال الفاشلة التي استهدفته متسائلةً: من المستفيد الحقيقي من استهداف الكاظمي ؟.
فبلغة التحقيقات فان المعيار والمبدأ الاول في اي تحقيقات جنائية هو البحث عن المستفيد، وانطلاقا من هذا المبدأ يمكن البحث عن الجهة التي تقف وراء هذه المحاولة.
وفي هذا السياق أجرت وكالة مهر للأنباء حوار مع رئيس مركز الرفد للاعلام والدراسات الاستراتيجية الدكتور "عباس الجبوري"، وفيما يلي نص الحوار:
* لماذا لم تكن صافرات الانذار تعمل عندما تم استهداف بيت الكاظمي في المنطقة الخضراء في حين ان جهاز الانذار الامريكي يتفاعل مع ادنى حركة في سماء العاصمة العراقية ؟
في الحقيقة هذا السؤال المُحيّر، فهل من المعقول ان تمر هذه الطائرات دون ان تقوم اجهزة الانذار بالتحذير؛ فأين الانذار والباتريوت والدفاعات التي كانت تُطلق عندما يمر اي صاروخ بالجو؛ وهذا ما شكل ريبة كبيرة لدى الكثير من المتابعين، وقد ذكرنا هذا عبر وسائل التواصل وعلى الشاشات وقلنا: لماذا تعطلت صافرات الانذار ولم تُطلق ؟.
ولم يكن هناك اي تفاعل سوى ان وزارة الخارجية الامريكية اعلنت ان هذا العمل عمل ارهابي؛ حالها كحال جميع الدول التي ادانت هذا العمل.
اعتقد ان الامريكان لديهم القدرة على اكتشاف اي طائرة تدخل الى اجواء بغداد او المنطقة الخضراء؛ اذا السؤال المُحير الذي لا بد ان تجيب عليه السفارة الامريكية هو لماذا لم يتم اكتشاف هاتين الطائرتين ؟.
* من هو المستفيد من استهداف العراق وشعبه وامنه واستقراره وارجاعه لحالة ودوامة الفوضى والفراغ السياسي ؟
المستفيد من هذا العمل هو خلط الاوراق، واكيد العامل الخارجي الاحتلال الامريكي والكيان الصهيوني والمُطبعين كلهم يريدون الفوضى والفراغ السياسي للعراق لانهم لا يريدون ان يكون هناك امن واستقرار في البلاد باعتبار ان هذه الدول لم تقم اية انتخابات وليس لديها نظام ديمقراطي؛ فعندما رأت العراق اليوم يمتلك نظاما ديمقراطيا حاولوا التدخل في شؤون العراق لافشال هذه المحاولة.
* هذا العمل الارهابي تطور خطير يهدد امن البلاد والمنطقة، ما هي العواقب الوخيمة لهذا العمل الاجرامي ؟، ولماذا في هذا التوقيت بالذات ؟
هذا العمل الارهابي تطور خطير جدا وستكون نتائجه وعواقبه وخيمة لانه اليوم عندما تُستهدف السيادة العراقية في رمز رئيس وزرائها، ليس الموضوع الكاظمي، انما الكاظمي هو شخص بحد ذاته ولا يتمحور الموضوع حوله، اليوم يأتي وغدا يذهب، ويأتي غيره، لكن طالما هو الان في مركز رئيس وزراء العراق، اذا فمن يستهدف رئيس الحكومة العراقية بهذه الطريقة فهو يستهدف العراق.
وهذا يدعو القادة السياسيين في العراق واصحاب القرار والقوى الفاعلة والمرجعيات والعقلاء وكل الذين يمتلكون القرار الذين ادانوا هذا القرار واستهجنوه عليهم ان يقفوا ويعيدوا النظر في الكثير من الامور، وان تكون هناك تنازلات من اجل البلاد ومن اجل الشعب العراقي.
اعتقد ان الصدامات التي حصلت منذ ايام كان لها تأثير سلبي على المشهد العراقي، لذلك نحن نقوم اليوم بالتهدئة. طبعا كثير من الدول رفضت هذا العمل الارهابي بما فيها الجمهورية الاسلامية الايرانية وكثير من الدول التي رفضت رفضا قاطعا ان يُستهدف.
اليوم علينا ان نقول وان نسلم الامر ونقول ان هذا العمل لا يجب ان يتكرر مرة اخرى، فعلى السياسيين ان يتحدثوا بصراحة وان يكون هناك ضبط للنفس وان يكون هناك تهدئة، وحل الامور من خلال الطرق الدستورية والقانونية وعدم اللجوء للقوة لان القوة ربما تُفقد الكثير وربما ونقد الكثير من الاشياء المهمة في العراق.
* هل هي محاولة لخلط الاوراق نظرا لمجيئها بعد يوم واحد على الجريمة الواضحة بقتل المتظاهرين والاعتداء عليهم ؟
بالطبع ونحن قلنا وكرننا في الاعلام قبل اكثر من خمسية ايام، قلنا انه سوف يتدبر امر لضرب المنطقة الخضراء وضرب مكان حساس في الدولة حتى تُتهم الفصائل ويُتهم الحشد الشعبي، لذلك يُفترض اليوم ان يعي الجميع الى ان هذه الجريمة خصوصا في هذا التوقيت ذات حساسية شديدة وصعبة، وستؤدي الى تفكك المجتمع وتُهدد السلم الاهلي، لذلك كان توقيتها في الحقيقة توقيت خبيث الغرض منه زعزعت امن العراق وخلط الاوراق.
/انتهى/