وكالة مهر للأنباء - رامين حسين آباديان: اعلنت ايران الاربعاء الماضي عن مواجهة الحرس الثوري لمحاولة قرصنة امريكية لسرقة النفط الايراني في بحر عمان. حيث قامت الولايات المتحدة بمحاولة سرق النفط الايراني في بحر عمان، ونقله إلى سفينة أخرى.
ونفذت البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني عمليات انزال على سطح الناقلة الامريكية وحولتها إلى المياه الإقليمية الإيرانية واستعادت النفط الايراني المسروق. واكد مسؤول بوزارة الدفاع الامريكية، بعد ساعات، على ان القوات الايرانية احتجزت ناقلة نفط امريكية قبالة بحر عمان. واشار المسؤول الى ان القوات الامريكية اكتفت بمشاهدة ما قامت به قوات الحرس الثوري دون حدوث اية مشاحنات.
وكما انتشرت قصة محاولة الأمريكيين سرقة النفط الإيراني على نطاق واسع في وسائل الإعلام العالمية، وكانت هذه القضية في مقدمة الأخبار العاجلة.
وكان لاقتدار قوات الحرس الثوري الايراني في استرداد النفط قبضة القراصنة الامريكيين صدى واسع على الساحتين السياسية والاعلامية ليس في منطقة الخليج الفارسي فحسب بل على مستوى العالم، مما اثار ردود فعل متباينة للمحللين السياسين في العالم.
وفي هذا الشأن عقدت وكالة مهر للأنباء، وبالتعاون مع راديو "الحوار" جلسة خاصة حول إيران والتطورات الاخيرة في المنطقة. وتحدث في هذه الجلسة الخبير في شؤون المنطقة "سيد رضا صدر الحسيني"، والاعلامي والخبير الاستراتيجية "علي رضا داوودي"، والمحلل السياسي العراقي "محمد الياسري".
وقال سيد رضا صدر الحسيني خلال هذا الاجتماع: إن ما حدث في بحر عمان كان عرضا بحريا لقوات الحرس الثوري الايراني، وقد أثبتت الجمهورية الاسلامية خلال الـ 44 سنة الماضية أنه لم يتمكّن احد من التعرض لمصالحها.
واضاف: "بما أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتهاون بالرد على اي تجاوز يستهدف مصالحها، لذلك لم تترك قوات الحرس الثوري محاولات القرصنة الامريكية في بحر عمان دون رد"، ولم تتمكن القوات الامريكية من مواجهة قوات الحرس الثوري على الرغم من امتلاكهم لاسلحة ومعدات متطورة.
اثبتت عملية الحرس الثوري مرة اخرى للعالم أن مساعي الولايات المتحدة الامريكية في ضرب المصالح في المنطقة لا جدوى لها مع ايران مؤكدا ان ايران بيّنت للعالم اجمع قدرتها على حماية مصالحها بحراً وجواً
واردف: "ربما لم ترغب القوات المسلحة الايرانية بالكشف عن جميع جوانب عملية استعادة النفط الايراني في بحر عمان لاسباب عسكرية وأمنية مختلفة، وذلك لاننا حاليا في صدد حرب غير معلنة مع الولايات المتحدة".
مشيرا الى ان الامريكيون ادركوا بعد قيام الحرس الثوري بعمليته النوعية في بحر عمان ان الجمهورية الاسلامية الايرانية لن تتواني ابدا عن اتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية مصالحها.
وتابع: "شهدنا مرة اخرى فشل الجهود الامريكية في تعريض مصالح الجمهورية الاسلامية الايرانية للخطر، خلال العملية في بحر عمان. واثبتت عملية الحرس الثوري الايراني مرة اخرى للعالم أن مساعي الولايات المتحدة الامريكية في ضرب المصالح في المنطقة لا جدوى لها مع ايران مؤكدا ان ايران بيّنت للعالم اجمع قدرتها على حماية مصالحها بحراً وجواً.
واستطرد صدر الحسيني: "ما حدث في بحر عمان كان مبعثاً للافتخار، مشيراً الى دور الاعلام الوطني الممتاز في تغطية هذه العملية الجبارة التي اظهرت ضعف وانكسار غطرسة الاستكبار المتمثة في امريكا.
وتابع قائلا: يمكننا القول ان ماجرى في بحر عمان سيساهم بشكل كبير في دعم الدبلماسية الايرانية بالمطالبة بحقوقها بصوت عال في محادثات فيننا (المفاوضات النووية).
وبشأن تأثير عملية الحرس الثوري على المفاوضات النووي، قال الصدر الحسيني: "عملية الحرس الثوري سوف تمنح المفاوضين ثقة كاملة للدخول بشكل قوي في محادثات فيينا ".
واضاف: بعد هزيمة الامريكيين في بحر عمان على كافة المستويات دفع الاستراتيجيين الأمريكيين إلى التحدث عن تراجع قوة واشنطن. وكشفت عملية الحرس الثوري في بحر عمان مرة أخرى عن وجه جيش الرسوم الكاريكاتورية الامريكي.
وتابع: "لقد كان لعمل الحرس الثوري في بحر عمان تداعيات إقليمية". بعد عملية الحرس الثوري، ستتباطأ بالتأكيد عملية تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني من قبل دول المنطقة. لذلك، ستقل رغبة دول المنطقة في ركوب قطار تطبيع العلاقات.
وأضاف: " حرب اليوم هي حرب إرادة وليست حربا بالسلاح ويجب عدم تجاهلها". عندما ترى أن السعودية وكل حلفائها الإقليميين والدوليين لم يحققوا شيئا ضد اليمنيين خلال السنوات السبع الماضية باستخدام أسلحة ومعدات عسكرية متطورة فهذا يدل على أن حرب اليوم حرب إرادات.
وتابع: " الحصار الكامل الذي تم فرضه على اليمنيين، زادهم قوة بمرور السنين". أود أن أشير إلى أن عملية الحرس الثوري في بحر عمان لها آثار روحية، إن هذا الإنجاز الكبير سيعزز إرادة فصائل المقاومة في المنطقة ويقوي عزمها على مواجهة المعتدين.
وعقب الاجتماع، أشار "علي رضا داوودي" إلى بعض النقاط، قائلا: "بعد عملية الحرس الثوري في بحر عمان، حاولت وسائل إعلام أجنبية التحرك ضد طهران بشكل خاص". ما حدث في بحر عمان لم يكن أمرا عاديا.
وأضاف: "وسائل الإعلام الأجنبية، وخاصة البريطانية، التزمت الصمت لمدة 5 إلى 6 ساعات بعد الإعلان عن عملية الحرس الثوري في بحر عمان". حيث كان الهدف الرئيسي من هذا الصمت هو خلق فراغ. بعدها، بدأت وسائل الإعلام المذكورة مشروع جعل أحداث بحر عمان تبدو غير ذات أهمية وتظاهرت أنه لم يحدث شيء مميز.
وقال: "هذه الوسائل الإعلامية بذلت قصارى جهدها لتلمح للجمهور بأن شيئًا لم يحدث". بالطبع وبعد نشر الصور وملفات الفيديو، حاولت وسائل الإعلام الأجنبية التشكيك في صحة الصور المنشورة.
وتابع: "المهم في مجال التغطية الإعلامية لمثل هذه الأحداث الكبرى هو الانتقال من مرحلة رد الفعل إلى مرحلة الفعل". فيما أظهرت الطريقة التي غطت بها وسائل إعلامنا حادث بحر عمان أننا ندخل مرحلة العمل.
واضاف:"ما يبدو أنه مهم هو خلق مفاهيم للسلطة في أسس الحركة الإعلامية". إذا كانت مفاهيم السلطة راسخة في أسس الحركة الإعلامية، فبغض النظر عن عدد الأجانب ووسائل الإعلام التابعة لهم الذين يحاولون تقويض جوهر الأحداث، فإنهم لن ينجحوا.
قال المحلل السياسي العراقي ان الحرس الثوري كسر هيمنة الامريكيين، مؤكدا ان الجيش الايراني استطاع ان يلحق بامريكا هزيمة نكراء
وقال المحلل السياسي العراقي "محمد الياسري": " الحقيقة أن عمل الحرس الثوري ضد قرصنة الولايات المتحدة في بحر عمان حظي بتغطية واسعة في وسائل الإعلام العراقية وشبكات التواصل الاجتماعي".
واكمل الياسري: "في الحقيقة يجب أن نقول إن الحرس الثوري كسر هيمنة الأمريكيين، مؤكدا ان الجيش اللايراني استطاع أن يلحق بها هزيمة نكراء في بحر عمان".
وتابع: ما قام به الحرس الثوري في بحر عمان عزز الروح المعنوية لفصائل المقاومة. هذا العمل سيكون له أثر كبير على معنويات فصائل المقاومة في العراق وفي المنطقة. ومما لا شك فيه أنه من الآن فصاعدا ستعمل فصائل المقاومة العراقية بتصميم أكثر من ذي قبل لطرد قوات الاحتلال الأمريكية من أراضيها./انتهى/