وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه رفضت الجزائر إعادة بيع غازها إلى المغرب بأي شكل من الأشكال، مشددةً على الشركاء الأوروبيين، وخاصة إسبانيا وإيطاليا، بضرورة الالتزام الحرفي بالعقود طويلة الأمد التي تجمعها بمجمع "سوناطراك" العمومي الجزائري، والذي ينص على منع إعادة بيع الغاز الجزائري لأي طرف ثالث.
التحركات الجزائرية جاءت بعد نشر تقارير مغربية وإسبانية تفيد بمباشرة الرباط باتصالات مع مدريد لإعادة توريد كميات من الغاز الجزائري الذي يصل أوروبا عبر أنبوب "ميدياغاز" الجزائري، العابر لحوض المتوسط.
وفي هذا الصدد، قال موقع الشبكة الجزائرية للأخبار، اليوم الثلاثاء، إن "الشركة الإسبانية لتوزيع الوقود والغاز، تلقت برقية من وزارة الطاقة الجزائرية تمنع مدريد من إعادة بيع الغاز الجزائري للرباط، بأي شكل من الأشكال"، بعد أن أعربت السلطات المغربية رغبتها في الحصول على الغاز الجزائري بطريقة أو بأخرى عن طريق الشركات الإسبانية.
البرقية التي تلقتها شركة توزيع الوقود والغاز الإسبانية تفيد بأنّه "استناداً إلى قرار رئيس الجمهورية الجزائرية عبد المجيد تبون، الرافض إمداد إسبانيا بالغاز عن طريق الأنبوب المغاربي الذي يمر عبر المغرب، منذ 31 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تعرب سونطراك عن رفضها المطلق لإعادة بيع الغاز الجزائري إلى الرباط، أو إعادة تحويله إليها عن طريق نفس الأنبوب، أو عن طريق المؤسسات الخاصة التي تقوم بنقل الغاز المميع عن طريق السفن".
قرار وزارة الطاقة في الجزائر يأتي استناداً لبنود الاتفاقية طويلة الأجل الموقعة مع الدول الأوربية مثل فرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، إذ يحق للجزائر بموجب هذه الاتفاقية الاعتراض ومتابعة شبكات التوزيع.
وتنص الاتفاقية أيضاً على أنّه لا يحق لأي بلد إعادة البيع إلاّ في حالة استغلال "الغاز المميع"، الموجه للاستهلاك المتوسط. غير ذلك، فإن قرار الإمداد يستوجب أن تكون "سونطراك" طرفاً في العقد، وأي إخلال بالبنود يعطي "سونطراك" حق الاعتراض بأي شكل من الأشكال التجارية، شرط عدم الامتناع عن التزويد.
يذكر أنّ المغرب كانت تستفيد من أكثر من مليار متر مكعب من الغاز الجزائري كمستحقات العبور، والذي قطع عنها بقرار رئاسي في 31 تشرين الأول/أكتوبر الماضي رداً على "الأفعال العدائية المتصاعدة" وفق ما ذكرته الجزائر.
ورأى المكتب الوطني المغربي للكهرباء والماء الصالح للشرب، أنّ القرار الجزائري القاضي بعدمِ تجديد اتفاق ضخِّ الغاز عبر الأنبوب "المغاربي الأوروبي" الذي يمرُّ بأراضيه سيكون له تأثيرٌ ضئيلٌ في أداء نظامِ الكهرباء في البلاد.
يشار إلى أنّ المغرب أغلقت سفارتها في العاصمة الجزائرية في آب/ أغسطس الماضي، بعدما قطعت الجزائر العلاقات معها بسبب ما وصفته "بأعمال عدائية".
/انتهى/