قال السفير اليمني لدى سوريا، عبدالله علي صبري، انه لن نُفاجأ اذا قرر التحالف الانسحاب من اليمن وترك مرتزقته في العراء كما فعل الأمريكان في أفغانستان مؤخرا، فالسعودية خسرت الحرب وفشلت وانتهى الأمر شاءت أم أبت.

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: حققت المقاومة اليمنية مؤخرا انجازات جديدة في القتال ضد المرتزقة السعوديين في "مأرب"، وما تعرض له تحالف العدوان من هزائم وانتكاسات رغم العدة والعتاد وحالة الشلل والتخبط التي أصابت أدواته من المرتزقة نتيجة أفعالهم والجرائم التي اقترفتها أياديهم الآثمة في التكسب بالدماء والأرواح والمتاجرة بالسيادة والكرامة، اصبحوا في موقف لا يُحسد عليه.

وعلى ما يبدو أن اليمنيين اصبحوا اقرب من اي وقت مضى قريبين من الانتهاء من معركة "مأرب" وتحرير المحافظة بشكل كامل، ويتخذون الخطوات الأخيرة للسيطرة الكاملة على المدينة، مما جعل الولايات المتحدة تدعو إلى إنهاء فوري لحرب "مأرب" لمساعدة التحالف السعودي لخروجة من هذا الموقف.

وفي هذا الصدد أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء "وردة سعد" حوارا صحفيا مع السفير اليمني لدى سوريا "عبدالله علي صبري"، وتمت الاشارة الى عدة نقاط كان اهمها ما يلي:

** الانسحاب من الحديدة

تضارب تصريحات تحالف العدوان ومرتزقته في الداخل بشأن الانسحاب الأخير من الجانب الجنوبي للساحل الغربي لليمن بمحافظة الحديدة دليل مضاف على حالة التخبط التي يعيشها العدوان بالتوازي مع تنامي الانتصارات العسكرية والميدانية للجيش واللجان الشعبية اليمنية، ولا غرابة في ذلك فالعدوان قد فشل عسكريا في اليمن، بات العدو يبحث عن مبررات واهية وذرائع زائفة لشرعنة الاستمرار في الحرب والحصار، زاعما أن ما يسميه بإعادة تموضع قواته إنما يأتي في إطار التهيئة لتوازنات عسكرية مستقبلا.

وهذا ادعاء كاذب لأن الهزيمة هي حقيقة ما يتعرض له العدوان، خاصة أن مرتزقته ظلوا يخسرون معركة بعد أخرى خلال العامين الماضيين، حتى بات الحديث عن الانسحاب التكتيكي هنا وهناك محل سخرية وتندر داخل أطراف تحالف العدوان ومرتزقته.

** البعد الاستراتيجي لمعركة مأرب

معركة مأرب تعد الفاصلة عسكريا وسياسيا، فهي الجبهة الأهم منذ بدء العدوان على اليمن، حيث حشد لها المرتزقة غالبية قواتهم وإمكاناتهم، وقد كانوا يراهنون عليها في خطة الهجوم على العاصمة صنعاء، لكنهم وجدوا أنفسهم بعد ذلك في موقع دفاعي عن آخر معاقلهم.

وما نراه من استماتة دفاعية يكشف عن الأبعاد الأخرى لأهمية المعركة، فالمنطقة الجغرافية المتبقية من المحافظة تستحوذ على الثروة النفطية والغازية التي يتهالك عليها أمراء ولصوص الحرب من الإخوان المسلمين وغيرهم، ولأجل الحفاظ عليها استقدموا عشرات الآلاف من المقاتلين وقاموا بتوطينهم في المدينة حتى أصبح أبناء محافظة مأرب كالغرباء في بلادهم، ثم باتوا يشتغلون على الورقة الإنسانية والزعم أن المدنيين في مأرب يتعرضون للحصار، في خطوة تجاوب معها الأمريكي والبريطاني، وهم يذرفون دموع التماسيح محذرين صنعاء من دخول المدينة.

وقد أدرك السيد القائد عبدالملك الحوثي حفظه الله اللعبة الجديدة فعرض مبادرة للسلام خاصة بمأرب وذلك عبر الوساطة العمانية، وبرغم أن الكفة باتت لصالحنا ميدانيا إلا أن المبادرة لم تسحب بعد.

** ماذا بعد مأرب

هي معركة فاصلة وما بعدها سيكون لصالح صنعاء عسكريا وسياسيا، ونستطيع القول أن الانتصار في هذه المعركة يعني فشل مشروع الاقاليم سيء الصيت الذي حاول العدو فرضه بقوة السلاح، كما سيعني هزيمة كبرى للتنظيمات الإرهابية وأذرعها الفكرية والسياسية.

وسنفاوض بعدها من موقع القوة والاقتدار، إضافة إلى المعالجات الاقتصادية التي سينعم بها المواطن وقد عادت مأرب وثرواتها إلى حضن الدولة والوطن، كذلك فإن فرصة السلام العادل ستكون متاحة أكثر من أي وقت مضى.

** ماذا تبقّى من شرعية هادي بعد كل هذه التطورات

ما يسمى بالشرعية كانت وما تزال مجرد قميص أو فزاعة استخدمها تحالف العدوان السعودي الأمريكي في حربه القذرة على اليمن.

وهذه الشرعية الشكلية تتآكل يوما بعد آخر ومعها يتآكل تحالف العدوان نفسه، ولن نستغرب إذا جاء اليوم التي تعلن فيه السعودية تخليها عن هؤلاء المرتزقة، بل إن الصراعات فيما بينهم باتت منشورة على الملأ، وكل طرف يتهم الآخر بالتآمر والخذلان، وقد رأينا كيف أن السفير السعودي لدى اليمن هو من يقرر بالنيابة عن هادي وحكومته، وحتى الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا أصبح في الحضن السعودي.

ولن نفاجأ أيضا أن يقرر التحالف الانسحاب من اليمن ويترك مرتزقته في العراء كما فعل الأمريكان في أفغانستان مؤخرا.

** هل ستقبل السعودية بالهزيمة والخسارة في اليمن

السعودية خسرت وفشلت وانتهى الأمر شاءت أم أبت، وتداعيات هذه الهزيمة لن تتوقف على اليمن، بل سنرى مفاعيلها على مستوى الإقليم والمنطقة، وبالنسبة لأمريكا ألا تبدو غائبة عن المسرح اليمني في الآونة الأخيرة ؟.

اطلاقا.. أمريكا لم تغب عن مشهد الحرب العدوانية على اليمن، فهي من خطط وشجع ودعم ما يسمى بعاصفة الحزم وقدم للتحالف الغطاء السياسي، وزود السعودية بكل أنواع السلاح في صفقات خيالية وغير مسبوقة.

وهي التي عطّلت كل الحلول السياسية في جنيف والكويت وما بعدهما، وحتى إدارة بايدن التي زعمت أنها مع إحلال السلام في اليمن لم تتقدم خطوة عملية، بقدر ما حاولت المراوغة والتذاكي، والمقايضة بالملفات، بل وشددت من الحصار ووسعت دائرة العقوبات، ولو أرادت واشنطن إيقاف هذه الحرب لفعلت ذلك، فلا السعودية ولا الإمارات ولا المرتزقة يمكنهم المضي في الحرب بمعزل عن الرغبة الأمريكية.

** آفاق العلاقات السياسية والدبلوماسية لليمن

على وقع الانتصارات العسكرية الميدانية نتطلع إلى انفتاح دبلوماسي دولي على صنعاء، التي أثبتت أنها الدولة والشرعية والممثل الحقيقي للشعب اليمني الذي صمد على نحو أسطوري طوال سبع سنوات وقدم التضحيات واجترح المعجزات، وانتصر للحرية والكرامة والسيادة.

وعليه لا يمكن للمجتمع الدولي أن يتجاهل هذه الوقائع، وإذا كانت بعض الدول تفضل نسج علاقات من تحت الطاولة، فعما قريب ستظهر هذه العلاقات إلى العلن، وكما أن الفراغ الديبلماسي جاء كخطة أمريكية في إطار التهيئة للعدوان على اليمن، فإن الانفتاح الديبلماسي سيواكب النصر المرتقب بإذن الله. /انتهى/