وكالة مهر للأنباء - عُقدت جولة من المحادثات بين إيران والقوى العظمى حول الملف النووي الإيراني، وهي الجولة السابعة في عهد الإدارة الأميركية برئاسة جو بايدن الذي تولى منصبه منذ نحو عام. ويعتبر العدو الإسرائيلي أن إيران مصمّمة على تطوير قدراتها العسكرية وتنويعها.
ان سلوك رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو تجاه الإدارة الأميركية في عهد الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، اتّسم بالمعارضة العلنية لسعيها إلى عقد اتفاق مع إيران، ولجأ نتنياهو في حينه إلى الوسائل كافة، لعرقلة توقيع هذا الاتفاق، منها تحريك اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأميركية، واللجوء إلى الكونغرس الأميركي، وإلقاء خطاب على منصّته هاجم فيها سياسة أوباما تجاه الملف النووي الإراني.
ونجح نتنياهو في إقناع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الانسحاب من الاتفاق الذي تم توقيعه في عهد سلفه أوباما، عام 2015، وأعاد سياسة العقوبات الاقتصادية على إيران، وزاد من مستواها. ولم تكتف إدارة ترامب باستخدام الأداة الاقتصادية للضغط على إيران، ومع ذلك لم ينجح نتنياهو في إقناع صديقه ترامب بشن حرب عسكرية على إيران بهدف تدمير منشآتها النووية.
تلقى بايدن وعداً من رئيس وزراء الكيان الصهيوني نيفتالي بينيت بأن لا يكرّر أسلوب نتنياهو، وأن يعالج الخلافات حول الملف النووي الإيراني في الغرف المغلقة، ولكن يبدو أن هذا الوعد لم يصمد أمام ضغوط قواعد اليمين الصهيونية
وشعر الرئيس بايدن بالارتياح لإزاحة نتنياهو عن الحكم في "إسرائيل"، نتيجة سلوكه "المشاكس" لسياسة الولايات المتحدة في الملف الإيراني، علماً بأن بايدن تولى منصب نائب الرئيس في عهد أوباما، وشاهد عن قرب المعارضة الحادة والعلنية لنتنياهو، التي توّجت بخطابه الشهير من على منصة الكونغرس.
وتلقى الرئيس بايدن وعداً من رئيس وزراء العدو نيفتالي بينيت بأن لا يكرّر أسلوب نتنياهو، وأن يعالج الخلافات حول الملف النووي الإيراني في الغرف المغلقة، ولكن يبدو أن هذا الوعد لم يصمد أمام ضغوط قواعد اليمين الصهيونية، والنقد الحاد من المعارضة الإسرائيلية التي وصلت إلى المزايدة على موقف حكومة بينيت، ومقارنتها بمواقف نتنياهو "الشجاعة" في معارضة التوجهات الأميركية لإبرام اتفاق حول ملف إيران النووي.
وتتباين المواقف داخل الحكومة الاسرائيلية، وبين المستويين السياسي والعسكري، حيال الملف النووي الإيراني، مع وجود شبه إجماع على عدم مقدرة "إسرائيل" الذاتية على مهاجمة إيران عسكرياً، بهدف تدمير برنامجها النووي، لإدراكها التعقيدات العملياتية، وخشيتها من التبعات وردود الفعل التي قد تدخلها عملية استنزاف طويلة الأمد مع إيران ومحور المقاومة في المنطقة، لذا سعى نتنياهو "لتوريط" الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في هذا المسار، وربما حاولت دول الخليج الفارسي لدفع بهذا الاتجاه.
وعلى المستوى العسكري والأمني الإسرائيلي لا يرغب، وغير قادر على تحمّل تبعات حرب مع إيران، ويلجأ إلى الأدوات والوسائل الأمنية والاستخبارية بهدف عرقلة مسار البرنامج النووي الإيراني وإعاقته. وبدأ عدد من الأصوات يوجّه اللوم لسياسة الحكومة الإسرائيلية التي دفعت إدارة ترامب السابقة إلى الانسحاب من الاتفاق مع إيران.
يحاول نيفتالي بينيت، تبرير الفشل في مواجهة الملف الإيراني، من خلال تحميل سلفه نتنياهو المسؤولية، وأنه تفاجأ من تقدّم إيران في برنامجها النووي
ويحاول رئيس حكومة العدو، نيفتالي بينيت، تبرير الفشل في مواجهة الملف الإيراني، من خلال تحميل سلفه نتنياهو المسؤولية، وأنه تفاجأ من تقدّم إيران في برنامجها النووي، رغم كل ما كان يقال عن نجاحات في مواجهة البرنامج، ما يرجّح استمرار السياسة الإسرائيلية تجاه إيران، وعدم لجوء العدو إلى مغامرات عسكرية مجهولة النتائج والتبعات.
وتوصف الحكومة الإسرائيلية الحالية بأنها حكومة جمود، وتسعى إلى تجنّب الخلافات البينيّة داخلها، للحفاظ على أكبر فترة ممكنة لاستقرارها وبقائها.
في المقابل، تسعى إيران لإنجاز تقدم أكبر في برنامجها النووي، ولا تستعجل إبرام اتفاق لا يلبّي الحدّ المعقول من مطالبها، وتسعى إلى تثبيت معادلة الردع./انتهى/
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي وكالة مهر وإنما تعبّر عن رأي صاحبها حصراً