قال المحلل السياسي، حسين الديراني، إن أمريكا فرضت أقسى العقوبات على الشعب الأيراني وحكومته ولم تفلح في ثني إيران عن مواصلة تطويرها الصناعي والعسكري والعلمي في كافة المجالات رغم التحديات والصعوبات، وتستطيع أن ترفع من مستوى تخصيب اليورانيوم الى درجة 90 بالمئة إذا لزم الأمر.

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: بعد انتهاء الجولة السّابعة من المُفاوضات النوويّة الجارية في فيينا بين إيران والدول السّت العُظمى دون التوصّل إلى اتفاق حيث طالبت الوفود المُشاركة العودة إلى حُكوماتها للتّشاور حول بعض المُقترحات المطروحة من الجانبين الأمريكي والإيراني حول إحياء اتفاق عام 2015 الذي انسحبت منه إدارة ترامب.

وتمسكت الجمهورية الاسلامية في هذه المُفاوضات بحصْر المُفاوضات على مسألة الرّفع الكامل للعُقوبات، وتوفير ضمانات أمريكيّة بالالتِزام الكامِل بهذا الرّفع، وتقديم ضمانات واضحة في هذا الصّدد، وضرورة اتباع الجانب الامريكي لآليّةٍ جديّة للتّطبيق العملي لتبديد انعِدام الثّقة لدى الجانب الإيراني.

في حين تُصرُّ إيران على أن مسألتي العقوبات والالتزامات النووية لا ينبغي أن تكونا "رهائن متبادلة" او ما يُسمى بدبلماسية الرهائن، وأنه من الضروري إيجاد حل منطقي لمسألة العقوبات التي نتجت عن التصرف الأمريكي.

وفي هذا الشأن اجرت وكالة مهر للأنباء، حواراً صحفياً مع الكاتب والمحلل السياسي "حسين الديراني"، واتى نص الحوار على الشكل التالي:

* وسط المُقترحات الايرانية التي تم طرحها في مفاوضات فيينا وطلب الأوروبين لمهلة لدراسة هذه المُقترحات الا أن طهران ليست مُتفائلة بشأن طبيعة نوايا القوى الأوروبية في المفاوضات، هل ترى ان القوى الأوروبية سترفض المُقترحات الايرانية أم أنها ستخضع ؟

المقترحات التي قدمها الوفد الايراني المفاوض في الجولة السابعة من المفاوضات النووية الجارية في فيينا بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والدول الست العظمى هي مقترحات تحفظ حقوق الشعب الايراني:

-اولاً: رفع جميع العقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية الايرانية من قبل امريكا.

-ثانياً: لن تقبل مبدأ الخطوة مقابل الخطوة، او اي تعهدات جديدة.

ايران تسعى الى تحقيق 3 أهداف رئيسة في فيينا؛ أولا: رفع العقوبات الأميركية، ثم التحقق من قبل إيران بأن الرفع بات نافذا، وأخيرا ضمان عدم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق من جديد

-ثالثاً: ان ايران لن تقبل أي التزامات نووية جديدة خارج بنود الاتفاق المبرم في عام 2015، الاتفاق الذي انسحبت منه الولايات المتحدة الامريكية في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018 وفرض عقوبات قاسية على الجمهورية الاسلامية الايرانية. ووفقا للخبراء، فإن ايران تسعى الى تحقيق 3 أهداف رئيسة في فيينا؛ أولا: رفع العقوبات الأميركية، ثم التحقق من قبل إيران بأن الرفع بات نافذا، وأخيرا ضمان عدم انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق من جديد.

هذه المقترحات الصلبة العادلة، والاهداف الثابتة من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية في مفاوضات فيينا السابعة، والتي تحفظ حقوق الشعب الايراني، لم ترق للوفد الامريكي الذي يفاوض من خلال الوفد الاوروبي الحاضر في المفاوضات، لذلك رفضت الدول الاوروبية المقترحات التي قدمتها ايران بشأن العودة للاتفاق النووي واعتبرتها مخيبة للآمال، في وقت شددت فيه طهران على أن هذه المقترحات ترتكز على المبادئ المشتركة بين الجانبين.

وقال دبلوماسيون أوروبيون كبار إن إيران تتخذ موقفا مدمرا في المفاوضات النووية التي استؤنفت مؤخرا.

ورأوا أن "طهران تتراجع عن كل التسويات التي تم التوصل إليها بصعوبة" خلال الجولة الأولى من المفاوضات بين أبريل/نيسان ويونيو/حزيران الماضيين، هذه التصريحات الاوروبية ما هي الا صرخات الوفد الامريكي المفاوض بشكل غير مباشر، وهو الطرف الاساسي والمعني في المفاوضات، ولا ارى الفريق الاوروبي الا ساعي بريد بين الولايات المتحدة الامريكية والجمهورية الاسلامية الايرانية العظمى، وارى ان الوفد الايراني رفيع المستوى والمتماسك والصلب في المفاوضات يستطيع نيل الحقوق الايرانية المشروعة بالصبر والشجاعة والاتقان مهما طال وقت المفاوضات، وعلى الاجانب الاخر الخضوع للمطالب المحقة والعادلة.

* هل ترى أن إيران هي الرابح الأكبر حتى الآن سواءً نجحت هذه المفاوضات أم وصلت إلى طريق مسدود ؟، وهل كان إنسحاب ترامب من الإتفاق النووي قراراً عبثياً ؟

نعم ربحت من خلال تمسكها بمشروعية حقوقها الطبيعية، ومطالبها المحقة العادلة، وربحت ثقة قيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية الحكيمة، والحكومة العتيدة التي يترأسها الدكتور اية الله السيد ابراهيم رئيسي، وربحت ثقة الشعب الايراني الذي يطمئن الى الوفد المفاوض في كل الجولات التفاوضية، وليس لديها ما تخسره، فالولايات المتحدة الامريكية التي فرضت اقسى العقوبات والحصار الاقتصادي على الشعب الايراني وحكومته ولم تفلح في ثني ايران عن مواصلة تطويرها الصناعي والعسكري والعلمي في كافة المجالات رغم التحديات والصعوبات، وتستطيع ان ترفع من مستوى تخصيب اليورانيوم الى درجة 90 بالمئة اذا لزم الامر.

نعم لقد كان انسحاب دونالد ترامب من الاتفاق النووي عبثياً وعدوانياً على الشعب الايراني، وحكومة بايدن اليوم تخوض حرباً دبلوماسية، واحياناً عسكرية بطريقة غير مباشرة للعودة الى الاتفاق النووي، لكن بما يؤمن مصالحهم ومصالح الكيان الصهيوني والذي هو على سلم اولوياتها في المفاوضات. ولا يراعى حقوق الشعب الايراني المحاصر من قبل الغطرسة الامريكية العدوانية.

* لماذا كل هذا الخوف الإسرائيلي من التوصل إلى إتفاق أو عدمه ؟، وهل هناك إحتمالية من أن يقوم الكيان الصهيوني بتصعيد الأمور إلى أن تصل إلى حرب مفتوحة مع ايران ؟، وما هي حقيقة وجود خلاف اسرائيلي امريكي فيما يخص ايران ؟

الكيان الصهيوني يعتريه الخوف والقلق من أي اتفاق أممي لا يضمن أمنه وسلامته، وهذا لن يجده في الاتفاق النووي في حال حصل الاتفاق أو لم يحصل، فالاتفاق النووي هو حصريا بين الجمهورية الاسلامية الايرانية والدول الست العظمى، والكيان الصهيوني يريد من المفاوض الامريكي أن يضيف الى الإتفاق النووي ويضغط من أجل وقف برنامج ايران الصاروخي، وتوقف ايران عن دعم حركات المقاومة في المنطقة، وهذا ما ترفضه ايران رفضاً قاطعاً في السابق والحاضر والمستقبل.

قال المحلل السياسي ان ما نسمعه من تهديدات اسرائيلية مستمرة ما هي الا صراخ وعويل يُعبّر عن شدة الخوف والقلق الذي يُسيطر على مصير هذا الكيان

وقد صرح المسؤولون الصهاينة ان ايران تحاصر كيانهم من كل جانب، من لبنان وسوريا وغزة، والصواريخ الايرانية حاضرة لاحداث دمار شامل في هذا الكيان، ويقوم هذا الكيان باطلاق تهديدات شبه يومية بانه سيقوم بشن هجمات عسكرية عدوانية على مواقع المنشئات النووية الايرانية وتدمير برنامجها النووي حتى من دون التنسيق مع الحليف الام الامريكي.

وهذا ما يؤشر على الخلاف بين الكيان الصهيوني والولايات المتحدة الامريكية التي ترى خطوة كهذه مدمرة، وقد تؤدي الى نشوب حرب اقليمية تعرف كيف تبدأها ولكن لا تعرف نهايتها، لانه حتما سيكون نهاية هذا الكيان اذا قام بارتكاب هذه الحماقة، وسوف يقتصر رد الكيان الصهيوني بعمليات امنية وسيبيرية وعسكرية غير معلنة، يقابلها رد عسكري وامني وسيبيري غير معلن من قبل الجمهورية الاسلامية الايرانية.

وما نسمعه من تهديدات اسرائيلية مستمرة ما هو الا صراخ وعويل يُعبّر عن شدة الالم والخوف والقلق على مصير هذا الكيان المغتصب لارض فلسطين، والمستبيح لكل المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس الشريف./انتهى/