وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال كبير المفاوضين الإيرانيين فی فیینا علي باقري في حوارا مع برس تي في أن الأولوية الرئيسية ومحور تركيز محادثات فيينا كانت رفع العقوبات غير الشرعية والقمعية المفروضة على الشعب الإيراني. عقوبات تتعارض مع القواعد القانونية الدولية، وتتعارض مع اتفاقية دولية تسمى الاتفاق النووي، وتتعارض مع قرار مجلس الأمن الدولي.
وأضاف باقري بصرف النظر عن إيران، أقر أعضاء آخرون في مجموعة 4 + 1 وحتى الإدارة الأمريكية الجديدة نفسها بأن قرار الإدارة الأمريكية السابقة بالانسحاب من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة كان خطوة خاطئة ولهذا السبب تريد إدارة بايدن الرجوع إلى اتفاقية 2015.
وتابع القول إنه "في ست جولات من المحادثات في فيينا، توصل الجانبان أخيرًا إلى عدد من المسودات، بما في ذلك مسودتان حول رفع العقوبات بالإضافة إلى برنامج إيران النووي". لكن في إيران أجريت انتخابات رئاسية ووصلت الحكومة الجديدة إلى السلطة بآراء وأولويات جديدة وبدأت نشاطها في مختلف المجالات لا سيما السياسة الخارجية. وكان من الطبيعي للحكومة الجديدة في الجمهورية الإسلامية الايرانية أن تدرس التعديلات والمسودات التي تم التوصل إليها في فيينا في 20 يونيو من هذا العام. وعلى هذا الأساس أدرج الجانب الإيراني التعديلات التي تم بحثها بشأن الملف النووي ورفع العقوبات في نص مسودة 20 يونيو 2021.
وأضاف كبير مفاوضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية: "في مسودة 20 يونيو حول موضوع الإجراءات النووية كانت هناك خلافات عديدة بين الجانبين". والتصحيحات التي أدخلها الفريق الجديد على تلك المسودة أقل من الاختلافات التي كانت موجودة ولا تزال موجودة في نص المسودة في 20 يونيو. وبناءً عليه، خلال فترة المناقشات هذه ، التي بدأت في 29 نوفمبر ، عُقدت اجتماعات مختلفة على مستوى الخبراء وكبار المسؤولين للتفاوض بشأن المسودتين.
وأشار باقري إلى عقد عدة اجتماعات بين الجانبين في هذه الجولة من المحادثات، في إطار محدد والحد من حالات هذه الخلافات. ولا تزال اللقاءات جارية بين الجانبين لبدء المفاوضات لحل تلك الخلافات بعد الانتهاء من نقاط الخلاف بين الطرفين. لقد تم إحراز تقدم جيد منذ أيام قليلة مع بداية هذه الاجتماعات.
وتطرق باقري إلى دور الكيان الصهيوني في هذه المحادثات وأوضح: "نحن أمام بيئتين، مساحة داخل غرفة المفاوضات والأخرى خارج غرفة المفاوضات". داخل غرفة المفاوضات الأطراف الحاضرة معروفة لكن خارج غرفة المفاوضات ليس من الواضح ما هي الهويات الموجودة. نفس الهويات المتوترة التي تحاول استهداف المنشآت النووية الإيرانية بأعمال إرهابية وتحاول بجدية نشر هذه المساحة المدمرة وغير البناءة داخل غرفة المفاوضات بالإضافة إلى تدمير المساحة خارج غرفة المفاوضات.
وتابع كبير المفاوضين الإيرانيين في محادثات فيينا: "بعض هؤلاء الفاعلين واجهوا تناقضًا سلوكيًا من ناحية يقولون إننا نريد التفاوض حتى يتم احياء الاتفاق النووي وتعود الولايات المتحدة إلى الاتفاق ومن ناحية أخرى يكتبون مقالًا مشتركًا مع كيان غير شرعي، يرتبط أي تعطيل لتقدم المحادثات بالجهات الفاعلة التي تمنح الصهاينة الفرصة والقدرة للعمل ضد عملية الحوار.
وقال باقري: "عملية جادة وحقيقية لم تبدأ بعد في موضوع العقوبات". بالطبع تم تبادل عدة مسودات بين الطرفين لكن النقطة المهمة هي أنه في رأينا يجب رفع أي عقوبات تتعارض مع بنود الاتفاق النووي؛ سواء تم فرض هذه العقوبات في عهد أوباما أو في عهد ترامب أو بايدن. كما يجب رفع جميع العقوبات المتعلقة بالاتفاق النووي وجميع العقوبات المفروضة في ظل حملة الضغوط القصوى للحكومة السابقة .
وبشأن الأنشطة النووية الإيرانية بعد الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي، أوضح باقري : "إن الأنشطة النووية الإيرانية تتم في إطار معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية واتفاقية الضمانات ويتم تنفيذ جميع الأنشطة النووية الإيرانية تحت الإشراف الكامل لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ". إيران ليس لديها أنشطة نووية سرية، وجميع الأنشطة النووية التي تقوم بها إيران تتوافق تمامًا مع الاتفاق النووي لأن المادتين 26 و 36 من الاتفاق النووي تمنحان إيران الحق في أنه إذا لم يوفي الطرف الآخر بالتزامات، فيمكن لإيران ان تلتزم ببعض التعهدات او ان لا تلتزم تماما. قلنا مرارًا وتكرارًا أن أفعالنا متبادلة وتعويضيةوقد بدأنا عملنا النووي بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة.
وتابع باقري: هناك اختلافات كثيرة في المسودات المتبقية من 20 يونيو. ومسألة الضمانات والتحقق هي من بين القضايا التي ما زالت قائمة بين الطرفين ويجب حلها خلال المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق بين الطرفين.
و"أعتقد أنه إذا كان لدى الجانب الآخر الإرادة الجادة والاستعداد العملي للالتزام بجميع بنود الاتفاق النووي دون استثناء، فيمكننا في وقت قصير جدًا التوصل إلى اتفاق جيد.
/انتهى/