وكالة مهر للأنباء - وداد زادة بغلاني: منذ بداية الجولة الجديدة من المفاوضات التي بدأت في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، اكد الوفد الايراني انه يشارك في المفاوضات بجدية وبصلاحيات واسعة، ويسعى الى دفع المفاوضات الى الامام، لذلك وضع مسودتين على الطاولة، الاولى خاصة بآلية رفع الحظر الامريكي، والثانية خاصة بالجانب النووي، لكن بعض الاطراف حاولت في البداية التشويش على المبادرة الايرانية، الا انه في الاخير، تم قبول تلك المسودتين من قبل باقي الاطراف الاخرى في المفاوضات.
هناك من يرى ان الاجواء الايجابية التي سادت مفاوضات الجولة الجديدة خاصة في الاجتماعات الاخيرة، كانت بسبب قبول الجانب الاوروبي بان يتم دمج المقترحات الايرانية، لاسيما، الية رفع الحظر، ضمن الجدول العام لنتائج الجولات الستة الماضية، وكذلك الى عدم وجود خيار اخر امام الثلاثي الاوروبي، فرنسا وبريطانيا والمانيا، ومن ورائه امريكا، غير خيار الدبلوماسية والمفاوضات، في التعامل مع ايران، التي اثبتت، انها كانت ومازالت، الطرف الوحيد، الذي احترم توقيعه على الاتفاق النووي والتزم بكل ما تعهد به، حتى بعد انسحاب امريكا من الاتفاق، واعادتها فرض الحظر على ايران، وتواطؤ الجانب الاوروبي معها.
الجولة القادمة ستكون إمتحانا للدول الاوروبية الثلاث ومن ورائها امريكا، حيث سيتبين للعالم، ان كانت اتعظت من خطأ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، ومن فشل سياسته المتمثلة بالضغوط القصوى، ومن عقم التهديدات العسكرية الامريكية و"الاسرائيلية"، أم لا؟.
وفي هذا الشأن وكذلك مواقف الدول العربية من الملف النووي الايراني واعادة المفاوضات أجرت مراسلة وكالة مهر حواراً صحفياً مع الخبير المصري في شؤون العالم العربي وايران الاستاذ "الهامي المليجي" وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
**با اعتقادك هل من مصلحة الدول العربية معارضة البرنامج النووي السلمي الايراني ام من مصلحتها السعي للاستفادة من التكنولوجية النووية الايرانية عبر التعاون مع ايران؟
اعتقد أن معارضة الدول العربية للبرنامج النووي الايراني السلمي غير مبرر، وارى انه موقف ينم عن افتقار للوعي بمصالح شعوبهم، فالبرنامج يمكن أن يمثل نقلة نوعية لتطوير القدرات الايرانية في مجالات الطاقة والطب والزراعة ما سينعكس بالإيجاب على جيران ايران من الدول العربية .
** هل اتضح لامريكا الان انها خدعت من قبل الكيان الصهيوني عند ما قررت الانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018؟
نعم لقد اتضح لأمريكا بأنها خدعت من قبل رئيس وزراء الكيان الصهيوني نتنياهو؛ وهذا ما كشف عنه بعض من المسئولين الأمريكيين، حتى أن مجلة " ناشيونال انترست" الأمريكية رأت أن ترامب، ارتكب خطأ كبيرا في الإصغاء لنتنياهو بالانسحاب من الاتفاق النووي الموقع بين إيران و 6 دول كبرى عام 2015.
وأشارت المجلة في تقرير نشرته الثلاثاء الفائت نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين، إلى أن قرار ترامب كان أسوأ خطأ استراتيجي في تاريخ إسرائيل، كونه أتاح لإيران تحقيق تقدم كبير في الطريق نحو العتبة النووية، وأن الاتفاق كان يشكل عقبة أمام هذا التقدم.
** لماذا لا تطالب الدول العربية بالضغط على الكيان الصهيوني لفتح منشاته النووية امام الوكالة الدولة للطاقة الذرية؟
للاسف اغلب الحكام العرب ربما بحكم خضوعهم للهيمنة الأمريكية يخشون اغضاب قادة الكيان الصهيوني، ما يجعلهم لا يقتربوا من الحديث عن المنشأت النووية الصهيونية ومدى خطورتها على بلدان العربية.
ولقد سبق لمصر بتأييد من ايران أن تقدمت في العام ١٩٧٤ بمشروع قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يتضمن الدعوة الى إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الاوسط، وحاول حسني مبارك الربط بين نزع السلاح النووي بالتقدم في حل الصراع العربي الصهيوني، فجاء بمبادرة عام ١٩٩٠ وأعلن فيها عن ضرورة جعل منطقة الشرق الاوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل إلا أن الكيان الصهيوني عارض المبادرة بسبب تمسكها بالخيار النووي .
إن الكيان الصهيوني لديه اطماع في أراضي عدد من الدول العربية، وسبق وأن مارس العدوان على دول الطوق؛ مصر والأردن وسوريا ولبنان، ما يجعله خطرا داهما يتطلب الضغط لفتح منشآته النووية أمام الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
** ما هو الخطر الذي يشكله البرنامج النووي العسكري الاسرائيلي على امن المنطقة و خاصة الدول العربية المجاورة لأسرائيل؟
إن عقيدة الكيان الصهيوني قائمة على التوسع العدواني بشكل عام وعلى الدول العربية المجاورة لفلسطين المحتلة بشكل خاص، ما يجعل من برنامجه النووي العسكري خطرا داهما على أمن المنطقة وفي المقدمة منها دول الطوق العربي مصر وسوريا ولبنان والأردن .
/انتهى/