وكالة مهر للأنباء - الدكتور وفيق إبراهيم: قائد كبير معاصر بقيم العصور الأولى للإسلام: شكل الشهيد اللواء قائد فيلق القدس قاسم سليماني نموذجاً حقيقياً لإيديولوجية الثورة الاسلامية الايرانية التي تعتبر العالم الاسلامي جبهة واحدة، يُحبب الجهاد المفتوح من أجل تحريرها من الهيمنة الأميركية.
ليست إيران هي الوحيدة التي يحق لها الثأر له من الأميركيين الذين اغتالوه بل كل شعوب الدول التي ساهم هذا المجاهد بتحريرها
هذا الايمان الكبير للواء سليماني عكس بدقة مشروع الراحل الكبير آية الله الامام الخميني (ره) الذي سجل انتصاره على الشاهنشاهية في 1979، الانطلاقة الحقيقية لمشروع مجابهة الأمبريالية الأمريكية_ الغربية في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. هذا ما طبقه الجنرال سليماني منذ توليه قيادة فيلق القدس، فإبتدأ برعاية رأس حربة الجهاد انطلاقاً من لبنان الذي كان مُحتلاً من العدو الاسرائيلي منذ 1982.
ولم يكتف القائد بإرسال العتاد العسكري والتمويل اللازم لحزب الله، بل كان يشارك الى جانبه، كما كشف سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله. لقد قسم المجاهد الكبير سليماني مشروعه الجهادي في حركة سريعة منعت القضاء على قضية فلسطين، وذلك بدعم واسع للمجاهدين في غزة وبعض التنظيمات في الضفة الغربية. كما أدى حركتين جبارتين الأولى في العراق بدعم مفتوح للحشد الشعبي أدت الى الانتصار على الإرهاب الداعشي وتقليص نفوذ الاحتلال الأميركي فيه.
الشهيد سليماني أدرك أن استهداف سوريا من قبل الأميركيين والاسرائيلين والأتراك ودول الخليج الفارسي وكل أنواع الارهاب يرمي إلى اسقاط كامل الشرق الأوسط وحجره ضمن الجيوبولتيك الأميركي لقرن جديد
ولا يزال فيلق القدس بعد استشهاد القاده على أرض العراق يمارس اسناداً ضخماً للحشد الشعبي بشكل آمن له امكانات الصمود في وجه الإرهاب والأميركيين. ولجهة سورية؛ أدرك الشهيد سليماني أن استهدافها من قبل الأميركيين والاسرائيلين والأتراك ودول الخليج الفارسي وكل أنواع الارهاب يرمي إلى اسقاط كامل الشرق الأوسط وحجره ضمن الجيوبولتيك الأميركي لقرن جديد. لذلك فإن فيلق القدس بقيادة سليماني هو شريك كامل المواصفات في انتصار الدولة السورية على كل أعدائها.
ولسليماني أدوار في دعم الهزّارة الأفغان في وجه الإرهاب الداعشي المدعوم خليجياً وأميركياً، وبعض الأجنحة المعتدلة في الدولة وطالبان. كما أنه من داعمي الرئيس مادورو في فنزويلا، وحركة أنصار الله في اليمن الذين لن ينسوه مطلقا.
لذلك فهذا القائد تاريخي طبع عصراً كاملاً بجهاديته الاسلامية العميقة غير المذهبية أو الطائفية، وبشكل لا يمكن فيه الإشارة إلى الخمسة عشر عاماً الأخيرة إلا بالإشادة بإنجازات المجاهد قلسم سليماني الذي لا يزال اسمه يرعب الأميركيين والكثير من حلفائهم في الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. وليست إيران هي الوحيدة التي يحق لها الثأر له من الأميركيين الذين اغتالوه بل كل شعوب الدول التي ساهم هذا المجاهد بتحريرها. رحم الله مجاهدينا وأدخلهم فسيح جنّاته.
/انتهى /