وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: كانت إشارة ايجابية برغبة الطرف الاميركي لتخفيف حدة التصعيد والتصريحات النارية لم نلحظها بهذه الفترة مقارنة بين مفاوضات الجولة السابعة والان، حسب ما سمعنا ان الامور اكثر ايجابية بالرغم من انه اريد ان اكرر واردد ان ما نسمعه في الاعلام غير ما يجري على طاولة المفاوضات من بحث سياسي وتقني وقانوني وحقوقي، اذن في كل الاحوال لا اريد ان اقول بأن كل المشاكل ستحل في هذه الجولة، ولكن اللجان المختصة تهيأت لحوار جدي وفني خصوصاً فيما يتعلق بالجانب التقني، اذ هناك اشكالات موضوعية يشكلها الطرف الغربي نيابة عن الطرف الاميركي وكذلك نحن نشكل على موضوع الضمانات، ولكن الاجواء اكثر تفاؤلية من ذي قبل.
وفي هذا الشأن أجرت مراسلة وكالة مهر، "وردة سعد" حواراً صحفياً مع الدیبلوماسي الايراني السابق الدكتور "السيد هادي سيد أفقهي"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
** اسمح لي ان اتوقف عند تصريح الدكتور اسلامي والذي ذكرت بأن ايران لم ترفع نسبة تخصيب اليورانيوم الى اكثر من ستين في المئة حتى في حال فشل المفاوضات التي تجري في فيينا، هل هي رسالة طمأنة ولمن ؟ فقط للولايات المتحدة الاميركية اذا ما اعتبرتها رسالة طمأنة والى اي مدى هذا الملف يطمئن الطرف الاوروبي؟
الاميركي بماذا يهددنا؟ أن ايران تسعى لانتاج سلاح نووي على ناصية الستين بالمئة من التخصيب، وهذا كذب، وكذلك دول الجوار التي طالما تذرعت بأنه اما ان تشاركونا بهذه المفاوضات واما تضمنوا لنا بأن ايران لن تمتلك سلاحا نوويا، فهذا التصريح كان رسالة للاعداء لسحب البساط من تحت ارجلهم والتحجج باضافة عقوبات، والتنصل من مسؤولياتهم من جهة، وكذلك اسكات صوت العدو الصهيوني الذي كان يقول ان ايران ستنتج بعد ستة اشهر سلاح نووي كما كان يدعي نتنياهو، وكذلك طمأنة للداخل بأن ايران تسعى لتهدئة الاوضاع لنصل الى اتفاق، ولتستعيد ايران حقوقها.
** اذا الرسائل الديبلوماسية ايجابية، فهل حملت المناورات الاخيرة "مناورات الرسول الاعظم" رسائل ايضا الى طاولة فيينا وتحديدا من ناحية القدرة الدفاعية للجمهورية الاسلامية ؟ وهل كانت لاستهداف مفاعلات داخل الكيان الاسرائيلي ؟
قال الدبلوماسي الايرانية ان الرئيس الايراني اكد انه لو قامت اسرائيل بأية حماقة فان ايران ستقوم برد مزلزل سيغير قواعد الاشتباك ولربما سيغير الخارطة الاستراتيجية في المنطقة
ما سمعناه قبل الجولة السابعة واثناء الجولة السابعة انهم بدأوا يصعدون اللهجة كي تخاف ايران وتتنازل عن بعض حقوقها وهذا خط احمر، هذه المناورات اولا وبالذات وكما صرح الرئيس ابراهيم رئيسي وكل القادة الميدانيين في هذه المناورات من انه ضمن هذه المناورات كان هناك مناورة لمحاكاة قصف منشاة ديمونا في صحراء النقب والتي تخصب فيها اسرائيل صواريخها واليورانيوم بأكثر من تسعين بالمئة.
وقال السيد رئيسي بأنه لو قامت اسرائيل بهذه الحماقة ستقوم ايران بالرد المزلزل الذي سيغير قواعد الاشتباك ولربما سيغير الخارطة الاستراتيجية في المنطقة. قبل هذه المرة نزل صاروخ تحذيري بالقرب من منشأة ديمونا، هذا ارعب الصهاينة وجعلهم يتخبطون اذا كان هذا رسالة ايرانية، هذه المرة مختلفة بحيث تظهر خريطة منشأة ديمونا وتظهر صواريخ تضرب المنشأة مناورة محاكاة، ربما الان الكثير من الصواريخ موجودة على المنصة ومتوجهة نحو المنشأة، هذا جعل الاسرائيلي يستهزأ من قادته بأنكم تريدون ان تضربوا ايران وانظروا اليها اذا ضربتنا ماذا سيحل بنا؟.
** اريد ان اتوقف عند تصريح السيد محمد باقري رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الايرانية والذي قال في تصريح تليفزيوني بأن هذا جزء من القوة الصاروخية الايرانية، وهذا جزء صغير من مئات الصواريخ القادرة على تدمير اي بلد يريد مهاجمة ايران، السؤال حول القوة الدفاعية الايرانية والتي تم التسويف بشأنها والالتفاف على اتفاق 2015 لفهم هذه القدرة الدفاعية وللتشويش عليها، ما الذي قيل في مناورات الرسول الاعظم لناحية هذه القدرة، لناحية بلد محاصر من جميع الجهات اقتصاديا وغيره ؟
كل هذه العقوبات لم تثن ايران عن انتاج ما تريده من سلاح، سواء كان صواريخ كروز، بالستية، طائرات مسيرة، تهدد القواعد الاميركية كما قال ماكنزي اصبحنا نتوجس ونتخوف من قدرة المسيرات الايرانية التي اصبحت الان الشغل الشاغل لهؤلاء الخبراء العسكريين سواء على صعيد الولايات المتحدة او حتى بعض دول المنطقة التي بدأت تنبش بهذا الموضوع بمعنى ما وراء هذه الصواريخ والطائرات المسيرة.
ولكن هناك قدرات اخرى ما تحدث عنه السيد باقري حقيقة هو ليس شعار او فقاعات هواء، هم يقولون بأن ايران توصلت الى سلاح فتاك لا يمكن ان تواجهه الولايات المتحدة، فلنسمّيه "سلاح ليزري" سلاح سري، انا لست خبيرا في القضايا العسكرية ولكن هذا ما نسمعه بالداخل، هناك تجارب وهناك مراكز بحثية لصناعة الاسلحة، وهناك مراكز بحثية في الخارج ترصد نشاطات ايران العسكرية، والجميع يعترف بأنها صناعة محلية.
والجميع يعطى الحق لإيران بأن تدافع عن نفسها، هل يحل لهم من ان يبرموا صفقات من الاسلحة بمليارات الدولارات من اموال هذه الشعوب المنكوبة، وايران لا يحق لها ان تصنع سلاحها بنفسها، وبتقنية عالية تضاهي ما يتمتع به الجيش الاميركي.
هذه المناورات لم تكشف كل قدرات ايران، وهذا ما قاله كوكور لبوش الابن في اواخر زعامته" ايران تمتلك ما نحن نملكه من سلاح، ولكن نحن لا نمتلك كل المعلومات المتوفرة لدى الايرانيين وما هي اسلحتهم وما هي قدراتهم؟"، وقال:" لن نسمح لجورج بوش بالقيام بأية مغامرة".
كذلك تكرر هذا الامر مع ترامب من ناحية الدخول بحرب مع ايران سيشعل كل المنطقة، صحيح ان ايران محاصرة بالقواعد العسكرية الاميركية، ولكن نفس هذه القواعد محاصرة من قبل دول محور المقاومة. الان جغرافيا محور المقاومة لا يسمح للاميركي ان يقوم بضربة بهذه السهولة لانها ستكلفه غاليا.
** التهديدات التي سمعناها مؤخرا من الكيان الاسرائيلي وحتى من بعض المسؤولين الاميركين بالتلويح بخيارات اخرى ربما قرأها البعض على ان هناك تلميحات بخيار عسكري، هل تعكس الرسائل من خلال هذه المناورات ؟
استخدام اسرائيل للخيار العسكري ولو ورقة ضغط على الصعيد النفسي والاعلامي هي خاسرة فما بالك لو دخلوا بحرب حقيقية معنا ؟
ايران وحتى من كان يهددها بخيار عسكري هو كان يعرف ان هذه المرحلة من استخدام السلاح العسكري لن تتم، كل من يدمر ستدمر كل امكانياته في المنطقة سواء العدو الصهيوني وتعرفين مساحة فلسطين المحتلة ليست مساحة كبيرة لا تساوي محافظة من محافظات ايران، وحتى موضوع السلاح النووي الذي يهددنا به العدو رد عليه احد المسؤولين العسكريين في الداخل الاسرائيلي قائلا قبل ان تنطلق الصواريخ الى ايران ستنطلق الصواريخ من ايران وتدمرنا، اذن استخدام الخيار العسكري ولو ورقة ضغط على الصعيد النفسي والاعلامي هي خاسرة فما بالك لو دخلوا بحرب حقيقية معنا ؟.
اذن هذه المناورات وجهت رسائل كثيرة من انها طمأنت الداخل من اننا نحن لسنا ضعفاء ولن نستسلم، الى دول الجوار من انه من يريد ان يعبث بأمن المنطقة نحن هنا ندافع عن امنكم وعن امننا، لان قدرنا ان نعيش بأمن وسلام، وكذلك رسائل الى الاميركي والى العدو الصهيوني انه اي حماقة ترتكبها اسرائيل او الطرف الاميركي هذا لن تسكت عليه ايران وسترد الصاع صاعين وسيكون الرد مزلزلا، هذا في الحقيقية ساعد في اخفاء هذه التخرصات وهذه التصريحات.
** كيف ترى موافقة الكنيست قبل ساعات على ميزانية سرية لمهاجمة الجمهورية الاسلامية ؟
دائما هذه الميزانية تخصص لاعمال ارهابية وليست اول مرة ولكن الاعلان عنها ربما اراد ان يعطي طمأنة للداخل الإسرائيلي انه اذا اردنا ان نقوم بعملية ميزانية الحرب مع ايران هي مؤمنة، وكذلك لحلفاء اسرائيل من الدول المطبعة، والذي تبين انها ترتجف عندما تسمع بهجوم اسرائيلي على ايران سواء كان شاملا او محدودا، هم تراجعوا وباتوا يصرحون علنا وهم الآن في ربيع تطبيعهم على المستوى الاقتصادي والسياسي وحتى الامني.
ان موضوع الاشتباك العسكري سيدمرهم، خاصة عندما اتى طحنون بن زايد الى هنا قالت له ايران نحن نعتبر حضور اسرائيل في منطقتنا هو خط احمر، انت شاهدت كيف تصرفت ايران بحضور اسرائيل في اذربيجان فقد كانوا يريدون ان يؤسسوا قواعد عسكرية على حدودنا، كانت هناك مناورات لا تقل اهمية عن هذه المناورات في الخليج الفارسي.
** هذا ما يفسر المعارضة الاماراتية لاي خيار عسكري قد يتخذه الكيان الاسرائيلي بعد ان كنا نسمع عن تحالفات تصل الى تحالفات عسكرية واستخدام الاراضي الخليجية لتثبيت ضربات ولمهاجمة ايران ؟.
من حق المعارضة ان تحرص على مواطنيها، على امنها، على ثروات بلادها، وهذا من حق اي معارضة شريفة ان تمانع وان تصرخ في وجه مثل هذه التحالفات العسكرية والتعاون العسكري، على المستوى الامني انا واثق ومتأكد ان هناك تعاون امني بين الدول المطبعة والعدو وهو بحاجة لهذا، وان لم يسمحوا له من خلال اتفاقية رسمية، ولكن طبيعة العدو الصهيوني وذاته الشريرة انه يخترق كل هذه الاتفاقيات ويريد ان يصل الى مبتغاه.
ولكن على المستوى العسكري هم يعرفون ان بيوتهم من زجاج، وأية خطوة او اية عملية تنطلق من هذه الاراضي سيكون الرد مزلزلا كما صرح مرة السيد شمخاني قال انه حتى لو انطلقت من هذه الاراضي من قواعدهم ولكنها من اراضيكم، فنحن سنرد ونقول لكم اسمحوا لنا ان هذا من حقنا ان ندافع عن انفسنا.
ان موضوع المعارضة وهذه الاصوات وان كانت خجولة، ولكن على الشعب الاماراتي ان يحرص على امنه، لا سمح الله لو حصل اشتباك عسكري وانطلقت الصواريخ من ايران تجاه القواعد العسكرية الاسرائيلية في الامارات او في البحرين، ماذا سيقول حكام هذه الدول لشعوبهم، لأي سبب ولأجل من ؟.
** هل هذه المناورات هي بمثابة رد على كل اعداء هذه الارض ام انها تتضمن رسالة اخوة وامن للدول الصديقة والمجاورة ؟
هذا الان يحصل، نحن رغم النشاط الصهيوني على اراضيهم نحن نستقبل مسؤوليهم ونتحاور مع السعوديين، نحن على اعتاب الجولة الخامسة معهم بالرغم من موضوع الشهيد السفير حسن ايرلو الذي تقاعست المملكة العربية السعودية من نقله بسرعة الى طهران والتباطؤ في معالجته، ولكن ما زلنا نحرص على ايجاد علاقات متوازنة وامينة وشفافة، وكذلك نشاهد وزير الخارجية العُماني كان هنا في طهران، وزير الخارجي العراقي كان ايضا في طهران.
الكل بدأ يحج الى طهران لانهم يعرفوا ان طهران لا تريد الشر، ولا تتدخل في الشؤون الداخلية بعكسهم فهم يتدخلون بكل القضايا وحتى وصلت تدخلاتهم الى الشغل الاقليمي، انظري الى الشعارات ضد الإماراتيين في ليبيا، في السودان، في مناطق اخرى، في اليمن ماذا يفعلون، نحن نريد وهذه سياسية السيد رئيسي ان نعطي الاولوية والارجحية لترطيب وتوسيع العلاقات مع دول الجوار.
** هل هناك من معلومات جديدة ومتوفرة حول الحوار السعودي الايراني خاصة ان الكثير اليوم من المسؤولين السعوديين يحاولون التنصل من جدية هذا الحوار وهذه اللقاءات ؟
هم طلبوا ولكن عندما قدموا هذه الدعوة للحوار، كان على رأس منهج هذا الحوار وعناوين هذه المفاوضات هو اليمن، ولكن ايران هي من تنصلت وقالت هذا ليس من شأني ولا اتدخل في الشأن اليمني وانتم عليكم ان تنسحبوا ولا تتدخلوا في الشأن اليمني، ونسمح لليمنيين مهما اختلفوا ان يذهبوا الى طاولة الحوار ليتفاهموا مع اخوانهم وبني جلدتهم في الداخل اليمني.
نحن علينا ان نوفر هذه الارضية وهذه الاجواء، ونعمل على حلحلة الامور ورفع الحصار واعطاء الحق لليمنيين بأن يقرروا هم بأنفسهم مستقبلهم ويصلوا الى حكومة وفاق وطني، لا ان تفرضوا عليهم وتقطعوا اوصالهم، ولا ان تقولوا بأن انصار الله يهددونا.
الان هم يدمرون المناطق السكنية ويقولون ان انصار الله يدمر مناطقهم السكنية، هذا لا يصدق، الان اصبح كل شيء "عالمكشوف"./انتهى/