وكالة مهر للأنباء، وداد زادة بغلاني: لم يمر يوم على العراق ولم نسمع عن احداث دامية تؤثر على العراق والشعب العراقي الذي يبحث عن الامن والاستقرار. خاصة في الايام الاخيرة نسمع كلام حول الاعمال الارهابية التي تحصل في العراق، الاتهامات التي توجهها قوات التحالف الى محور المقاومة، بقاء القوات الامريكية في السفارة وعدم خروجها من ارض العراق وبشكل عام عدم وصول المسؤولين الى نتيجة واحدة لادارة البلد كل هذه الامور تدل على تدخل ايادي امريكية صهيونية في عدم الاستقرار في العراق.
في هذا الصدد اجرت مراسلة وكالة مهر حوارا صحفيا مع المتحدث باسم حركة النجباء الاستاذ "نصر الشمري" ونص الحوار فيما يلي:
**ما هي العلاقة بين التواجد الامريكي والمشهد السياسي العراقي الجديد؟ هل هناك محاولة لتبرير بقاء القوات الامريكية في العراق؟
الولايات المتحدة الامريكية منذ عام 2003 الى اليوم لايشكل التواجد العسكري في العراق هاجسها الاول رغم انه مهم جدا لديها وهي مصرة عليه لتحقيق الكثير من الأهداف، ولكن هاجسها الاول هو السيطرة على القرار السيادي العراقي سياسيا واقتصاديا وأمنيا.
ولعل اهم حاجة أمريكا للوجود العسكري هو لدعم سيطرتها على القرار السيادي العراقي وربما مما ساهم في زيادة السيطرة هو تعاقب شخصيات ضعيفة على ادارة الشأن السياسي العراقي.
ولذلك تعمل الولايات المتحدة على ضمان وصول شخصيات ضعيفة لمنصب رئاسة الوزراء وان تكون هذه الشخصيات منفصلة عن الجمهور لتجد نفسها بالتالي مضطرة الى طلب المساعدة الامريكية لحمايتها وضمان بقائها في السلطة وهذا مايتيح للولايات المتحدة تبرير بقاء قواتها في العراق واستمرار سيطرتها على القرار السيادي والمفاصل والقطاعات المهمة في الشأن العراقي ابرزها قطاعي النفط والكهرباء والعلاقات الخارجية، ولكن بكل الاحوال هذه التبريرات والمواقف الضعيفة لم تعد مجدية ومقنعة مع تنامي قدرات القوات العراقية ويأس الشارع العراقي من تقديم اي حلول للمشاكل العالقة منذ 20 عام.
**شاهدنا في الاونة الاخيرة عدة هجمات مبرمجة وهادفة على السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء، من الذي يقف وراء هذه الهجمات وبأي هدف؟
في البداية يجب الاشارة الى ان ما يسمى بالسفارة الامريكية هي في الواقع ثكنة عسكرية كبرى ووكر للتجسس والهيمنة على الوضع في العراق والتلاعب بمصيره وقراره وحتى نسيجه الاجتماعي، وإلا هل من عاقل يتصور ان تحتوي سفارة لدولة ما على آكثر من احد عشر الف موظف اغلبهم من العسكريين المحترفين اضافة الى اسلحة الدروع ومهابط الطائرات والطائرات العمودية الحربية ومنظومات الدفاع الجوي.
كل هذا يشير الى ان هذه ليست مجرد سفارة على الاطلاق، وفي حال قررت اي جهة من فصائل المقاومة التصدي لهذه الثكنة العسكرية فهذا من حقها الطبيعي والشرعي.
ومع ذلك فإن فصائل المقاومة المنضوية في الهيئة التنسيقية لفصائل المقاومة اعلنت انها ستلتزم تنزلا باعتبار هذه الثكنة العسكرية على أنها (سفارة) وسوف تستبعدها من قائمة أهدافها، ومع ذلك لايستبعد ان تقوم قوات الاحتلال الامريكي او جهات عميلة لها بفبركة مثل هذه الامور لاغراض سياسية وإعلامية، ولكن نحن نؤكد ونكرر التاكيد على أنها ثكنة عسكرية ووكر للتجسس ومن الحق الطبيعي للمقاومة استهدافها .
**في الوقت الراهن ما الهدف من استهداف مقرات الاحزاب السياسية خاصة مقر ائتلافي عزم وتقدم؟
من الواضح ان التحالف بين ائتلافي عزم وتقدم هو تحالف هش وهو عبارة عن خلطة عطار جائت بضغوط خليجية– أمريكية- تركية- إسرائيلية، هدفها الوحيد ونقطة التلاقي بينها هو استهداف وحدة المكون الشيعي مقابل تقاسم الحصص والمغانم الناتجة من تفريق المكون الشيعي ومن الطبيعي جدا بل شبه المؤكد ان ينفرط عقد هذا التحالف في حال اخل احد الاطراف في التزاماته للطرف الاخر، والجميع يعرف ان العلاقة بينهما كانت في اسوء صورها اثناء فترة الانتخابات ووصف زعيمي الائتلافين احدهما الاخر بأبشع واقذع الاوصاف وقد يتصاعد هذا الصراع قريبا الى مستويات خطيرة.
**ما هي الجهات التي تسعى لزرع الخلافات في البيت الشيعي؟ وهل ستنجح العملية السياسية في العراق في حال عدم وحدة البيت الشيعي؟
الجهات الرئيسية التي تعمل على شق وحدة الصف الشيعي وتحويلهم من اغلبية على الارض الى اقلية داخل العملية السياسية هي الشركاء السياسيين من الكرد والسنة ودول الخليج الفارسي انصياعًا لاوامر امريكية ومن خلفهم طبعا الولايات المتحدة بصفتها اللاعب الرئيسي وخلفها يقف الكيان الصهيوني والحكومة التركية وكل منهم ينطلق من منطلقه الخاص ولكنهم يشتركون في الهدف وهو اضعاف المكون الشيعي.
الشركاء السياسيون في العراق يريدون شريكا ضعيفا يمكنهم ان يملوا عليه مايريدون ويضمنون بضعفه استمرار سيطرتهم وخروجهم على مركزية الدولة.
کما أن دول الخليج الفارسي تتحرك مدفوعة بالاحقاد الاثنية والطائفية من جهة والاوامر الامريكية الصهيونية من جهة اخرى.
بينما امريكا تهدف الى استمرار اضعاف العراق وتشظي الوضع الداخلي لاستمرار سيطرتها على القرار السياسي واطالة امد بقائها وبقاء قواتها المحتلة، بينما يهدف الكيان الصهيوني الى اضعاف وتقسيم العراق بالارتكاز الى العقيدة الصهيونية التي ترى في العراق اخطر اعداء دولة إسرائيل المصطنعة.
كما أن تركيا تنطلق من اطماعها لإعادة رسم خارطة المنطقة وضم اجزاء من ارض العراق الى اراضیها.
وهذا كله لن يحصل الا باضعاف المكون الشيعي وتفريق كلمته لكونه المكون الاكبر وهو في نفس الوقت المعارض الرئيسي لمثل هذه الاطماع.
/انتهى/