وكالة مهر للأنباء، انه قبيل مغادرته العاصمة طهران، وصف الرئيس الإيراني زيارته إلى موسكو بأنها "تشكل انعطافاً تاريخياً مهماً لتطوير العلاقات الثنائية على شتى الصعد"، مضيفا أن علاقات بلاده مع روسيا ستضع حداً للأحادية في العالم.
ورغم قوله إن العلاقات التجارية والاقتصادية "غير مرضية" للجانبين الإيراني والروسي، فقد عبر الرئيس الايراني عن أمله في أن تساهم زيارته بتعزيزها. ومن جهته، اعتبر أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني أن التعاون الثنائي بعيد المدى يمثل "أرضية لتجارب جديدة ناجحة".
وفي تغريدة له على تويتر، كتب شمخاني أن التعاون الإيراني الروسي على المستويين الإقليمي والدولي أدى إلی أفول الأحادية الأميركية، على حد وصفه.
** رؤية تكتيكية
ووفق الباحث في الشؤون السياسية مهدي شكيبائي، فإن التعاون الاقتصادي يشكل العمود الفقري في المعاهدتين مع بكين وموسكو، إلا أنهما تعتبران تحديا لخصوم الثالوث الجديد إيران والصين وروسيا. وفي حديثه للجزيرة نت، يرى شكيبائي أن المرحلة الجديدة من التعاون بين القوى الشرقية تفتح الباب على نوع جديد من المواجهة ضد المعسكر الغربي.
ونفى أن يكون توجه طهران نحو الشرق نابعاً من خسارة علاقاتها مع الدول الغربية، موضحاً أن بلاده عكفت على رسم علاقاتها وفق سياسة مبدئية وخطة تكتيكية جديدة تبشر بتقدم التكتل الشرقي وعلى رأسه التحالف الإيراني الروسي الصيني على القوى الغربية.
وفي إشارته إلى التحديات والمخاطر التي تنتظر تطبيق مثل هذه الاتفاقيات، يقول شكيبائي إن حكومة رئيسي عازمة على عقد تحالفات مماثلة مع كل من دول الشرق لا سيما دول الجوار، وما جولة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في منطقة الخليج الفارسي سوى تطبيق عملي لهذا التوجه. ولا تقتصر أهداف زيارة رئيسي إلى موسكو على تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية، إنما ترمي كذلك إلى الارتقاء بالتعاون الأمني والعسكري بين الجانبين، فضلا عن امتلاك مسودة الوثيقة أبعاداً مهمة ومختلفة أخرى منها مكافحة الإرهاب.
** انتقادات وتساؤلات
ورغم هذا النجاح النسبي، ترى شريحة من الإيرانيين أن التعاون مع الروس لم يرتق للمستوى المنشود ولم يحقق أهدافه، لا سيما في مواجهة العقوبات الأميركية التي طالما أثقلت كاهل الاقتصاد الإيراني خلال السنوات الماضية. وفي السياق، كشف مسعود دانشمند عضو غرفة إيران للتجارة أن حجم التبادل التجاري بين بلاده وروسيا أقل من مؤشرات التبادل التجاري مع الصين وألمانيا وفرنسا وتركيا، عازيا السبب إلى الجودة المتدنية للبضاعة الروسية مقارنة مع نظيرتها الشرقية والغربية.
وأشار دانشمند في تصريح لصحيفة "آرمان ملي" إلى تصويت موسكو لصالح القرارات الأممية إبان حقبة الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما ضد إيران، موضحا أن تاريخ العلاقات الإيرانية الروسية يشهد على أن موسكو تتخلى عن حلفائها في اللحظات الحاسمة.
** موازنة العلاقات
في المقابل، يقرأ الباحث في الشؤون الإستراتجية مهدي عزيزي، هذه الانتقادات في خانة "التناغم مع السياسة الغربية المنزعجة أصلا من التقارب بين إيران وكل من روسيا والصين". موضحاً في حديثه للجزيرة نت، أن سياسة التوجه شرقاً تأتي لموازنة العلاقات الإيرانية مع الغرب دون المساس بالتعامل الإيراني مع شركائه الأوروبيين.
ونفى أن يكون الالتفاف على العقوبات الغربية وكسب الدعم الروسي والصيني في مجلس الأمن ضمن أهداف المعاهدات الإستراتيجية معهما، مبيناً أن طهران كانت قد قطفت ثمرات تعاونها الاقتصادي والسياسي والأمني والتكنولوجي مع موسكو ما دفعها لتطوير علاقاتهما إلى المستوى الإستراتيجي.
وتوقع أن تشكل زيارة الرئيس الايراني إلى روسيا منعطفاً تاريخياً في العلاقات الثنائية على شتى الصعد، لا سيما في مجالي المبادلات التجارية والتنسيق بشأن عملة مشتركة.
** شعار الثورة
وعما إذا كان تركيز الحكومة الإيرانية الجديدة على توطيد علاقاتها مع الدول الشرقية منافياً لشعار "لا شرقية ولا غربية" الذي رفعته الجمهورية الإسلامية عقب انتصار ثورتها عام 1979، أجاب علي أكبر ولايتي مستشار قائد الثورة للشؤون الدولية رداً على تساؤلات الرأي العام الإيراني بالقول إن "علاقات إيران مع الصين وروسيا مبنية على القوة والاحترام المتبادل ولا تتعارض مع شعار لا شرقية ولا غربية".
وشدد ولايتي في تصريحات أدلى بها لصحيفة "كيهان" على أن روسيا والصين اليوم مختلفتان تماما عما كانتا عليه قبل أفول الشيوعية، مشيرا إلى أن هناك عدوا مشتركا لكل من إيران وروسيا، وهذا ما يعرفه الأميركيون أنفسهم./انتهى/