اعتبر المحلل السياسي الايراني مهدي عزيزي ان الاقتصاد الايراني وبالرغم من العقوبات غير المسبوقة التي فرضت عليه من قبل أمريكا والاتحاد الاوروبي فانه يواصل تقدمه الى الامام.

وكالة مهر للأنباء، القسم العربي: انه اكد قائد الثورة الاسلامية في ايران آيةُ الله السيد علي الخامنئي يوم الاحد لدى استقبالهِ جمعا من أصحاب المصانع ورجالِ الإعمال والمسؤولين الاقتصاديين، على ضرورةَ عدمِ رهنِ اقتصادِ البلاد والأنشطةِ الاقتصادية بمسألةِ رفعِ الحظر، مشدداً على أهميةِ وضعِ خطةٍ استراتيجية للقطاع الصناعي في ايران.

كما انه اشار سماحة القائد الى فشل اعداء الجمهورية الاسلامية واعتراف الامريكيين بفشلهم وأن سياسة الضغط الأقصى أدت إلى هزيمة مذلة للولايات المتحدة.

وهذا الصدد اجرت قناة العالم مع المحلل السياسي الايراني السيد "مهدي عزيزي" حوارا ونص الحوار فيما يلي:

**بداية، لقاء قائد الثورة الاسلامية برجال الاعمال واصحاب الصناعات الايرانيين، يأتي في ظل تطورات سياسية على مستوى مفاوضات فيينا، ما دلالات توقيت اللقاء برأيكم؟

في الواقع قائد الثورة دائما يؤكد ان علاج المشاكل الاقتصادية يجب ان يعتمد على الداخل ولا نتوقع ان تأتي الحلول من الخارج. فهو يريد من الجميع وخاصة المسؤولين ان يعتمدو على الطاقات الهائلة التي تمتلكها البلاد للرقي بالمكانة الاقتصادية الإيرانية ويؤمن انه في حال تم الاستعانة بالامكانيات الداخلية فان ايران ليس فقط ستتخلص من المشاكل الاقتصادية بل يمكنها ان تحقق قفزة اقتصادية وتصبح أحد الدول المصدرة للتكنولوجيا والبضائع في العالم. اعتقد ان لقاء اليوم جاء ليؤكد قائد الثورة الاسلامية ان يقول لاصحاب الصناعات انكم تمكنتم ان تتطوروا وتصلون الى الاكتفاء الذاتي في الكثير من المجالات الصناعية بالرغم من العقوبات فلا تربطو هذا التطور بالمفاوضات النووية.

**محاولات امريكية مستميتة لتدمير الاقتصاد الايراني على مر السنوات الماضية، ماهي مفاتيح قوة الاقتصاد الايراني التي مكنته من الصمود ومواجهة هذه المؤامرة؟

الثقة بالنفس هي احد ابرز العناصر التي جعلت المواطن الايراني يعتقد انه يتملك القوة ليعتمد على قدراته الداخلية وبما اننا مقبلون على ايام عشرة الفجر فان هذه الثقة يجب ان نقول ان الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه هو الذي اهداها للشعب الايراني حيث ان ايران قبل الثورة الاسلامية كان حالها مثل حال الكثير من دول المنطقة ولم تكن سوى دولة مستوردة للسلع الامريكية ولكن اليوم لدينا الآلاف من الشباب الجامعيين قد آمنو انهم يستطيعون القيام بكل شيء فلذا اصبحنا نرى منجزاتهم في كافة المجالات الاقتصادية حيث باتت ايران بغنى عن استيراد المواد الغذائية والادوية والمعدات العسكرية وحتى صناعة الاقمار الصناعية وغير ذلك.. وبالاضافة الى ذلك فان الاقتصاد الايراني يتملك مصادر الطاقة خاصة النفط والغاز حيث ان الطاقة تعتبر عصب الاقتصاد في العالم ولهذا لا يمكن ايقاف مثل هذا الاقتصاد من قبل اي عدو حتى لو كان هذا العدو أمريكا نفسها.

** ايران اتبعت سياسة عدم ربط الانتاج والاقتصاد بالقضايا الخارجية لاسيما إلغاء الحظر، مدى النجاح الذي حققته في هذه السياسة؟

كما اشرنا فان اي بلد يربط مصيره بالخارج فانه لا شك سيواجه في يوم من الايام مشاكل عديدة، واي بلد يستطيع العمل على ان يكون مستقلا فانه لا يمكن ان يقع تحت هيمنة الدول الاجنبية وهذا هو ما عملت عليه ايران بعد ما فرضت عليها عقوبات وحظر جائر من قبل الدول الغربية، واذا ما نرى ان الاقتصاد الايراني وبالرغم من العقوبات غير المسبوقة التي فرضت عليه من قبل أمريكا والاتحاد الاوروبي فانه يواصل تقدمه الى الامام فان السبب في هذا يعود الى ان الحكومات المتتالية في ايران عملت على ان تجد الحلول في الداخل وبالرغم من انها واجهت في البداية صعوبات كبيرة الا انها استطاعت ان تجتاز هذه الصعوبات ويمكن القول ان النجاحات باتت تشمل كافة المجالات بدء من المواد الغذائية، مرورا بالمجالات الطبية والصناعية والعسكرية والعلمية والهندسية والزراعية، وصولا الى صناعة مختلف اللقاحات لمواجهة فيروس كورنا والكثير من المجالات الهامة الاخرى مثل النانو والخلايا الجذعية وعلوم الفضاء وغير ذلك.

**لوحظ اعتماد سياسة النقد الذاتي لتحسين الانتاج في خطاب قائد الثورة الاسلامية.. كيف يمكن استثمار هذه السياسة من اجل الارتقاء بالمستوى النوعي للصناعة الايرانية؟

قائد الثورة الاسلامية في الوقت الذي يشجع على رفع الثقة بالنفس في الوقت نفسه اذا ما رأي اخطاء في مسيرة الترقي فانه يشير اليها ليتم معالجتها وما سمعناه اليوم من انه يوجد شيء من الخلل في بعض المجالات الصناعية ومن بينها صناعة السيارات فهو يريد التركيز على معالجة هذه المشاكل لان الاعتراف بالخطء هو في الواقع فضيلة واذا ما اردنا ان تدخل صناعاتنا الاسواق الاقليمية والدولية فنحن بحاجة الى رفع جودة المنتجات وهذا ما يريده قائد الثورة الاسلامية ان تكون صناعاتنا منافسة للصناعات الشهيرة في العالم لا بل حتى متقدمة عليها لكي تستطيع الحصول على ثقة الزبائن في الداخل والخارج.

/انتهى/