وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه استضافت قناة العالم الاخبارية سفير ايران لدى سوريا خلال برنامج "ضيف وحوار" للحديث عن آفاق العلاقات الثنائية بين ايران وسوريا. واليكم نص المقابلة:
** كيف تصنفون العلاقة بين دمشق وطهران ؟
استغل هذه الفرصة ابارك ذكرى الـ43 لانتصار الثورة الإسلامية لكل الإيرانيين ولجميع محبين ايران، العلاقة بين ايران والجمهورية العربية السورية علاقة استراتيجية وهي اخذت بالتطور على مستويات عدة، ومن الطبيعي ان نشهد ملامح هذه العلاقة الإستراتجية في مناسبات مختلفة.
وتكاتف البلدان خلال مراحل تاريخية مهمة، ان كان ابان الحرب التي فرضها نظام صدام البائد على الجمهورية الاسلامية، حيث وقفت سوريا شعبا وحكومتا الى جانب ايران ام خلال الهجمة الارهابية ضد سوريا، حيث وقفت ايران الإسلامية الى جانب الشعب السوري الشقيق، واستطعنا سوية دحر الارهابيين، لذلك من الطبيعي ان تكون علاقتنا الاستراتيجية علاقات مثالية ونموذجية، وعلى المستوى السياسي تربط البلدين اواصر متينية ومحكمة كما ان الزيارات المتبادلة للوفود السياسية يمكن وصفها بالممتازة.
وهناك ارادة واضحة لدى المسؤولين في البلدين لتطوير هذه العلاقات، وثمت قناعة تامة بضرورة المضي قدما لتقوية هذه العلاقات،نحن خلال الشهور الماضية شاهدنا زيارات متبادلة على مستوى عال بين البلدين، هذا في حين شهد البلدنا انتخابات رئاسية ان كانت في سوريا او في ايران، لكن هذا لم يجعلنا نغفل العلاقات المهمة بين البلدين.
فقد زار وزير الخارجية السابق سوريا ثلاثة مرات وقد زارها الوزير الحالي مرتين، كما شهدنا عدة زيارات للسيد فيصل المقداد الى طهران الكثير من الوزراء زاروا جمهورية سوريا العربي، رئيس مجلس الشورى زار سوريا برفقة وفد رفيع المستوى كما ان لجنة الصداقة الايرانية السورية زارت دمشق مؤخرا، كان ايضا هناك حضورا للجنة برلمانية ايرانية لمراقبة الإنتخابات الرئاسية في سوريا، وشهدت اجراء هذه الانتخابات عن كثب، رئيس مجلس الشعب السوري حضر مراسم تحليف رئاسة الجمهورية في ايران، وزير العلوم السوري زار طهران خلال الفترة الاخيرة، في المقابل زار وزير الطرق والمواصلات الايراني ووزير الاقتصاد ووزير الصناعة دمشق واجروا مباحثات مثمرة.
فالعلاقات بين البلدين على مستوى عال وممتاز، ويمكنني القول ان البلدين طالما دعم احدهما الاخر في مختلف المحافل السياسية، ان كان على مستوى المنطقة او العالم، اذن على المستوى فان علاقة البلدين نموذجية وممتازة، نحن مصممون على ان لاتقتصر علاقتنا المثالية على المستوى السياسي والاستراتيجي والعسكري فقط بل تشمل ايضا القطاعات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعلمية.
** سوريا بالتعاون مع ايران وروسيا دحرت الارهاب، ايران كيف تساعد سوريا في مواجهة العقوبات الاميركية المفروض عليها لتأمين لقمة عيش مواطنيها؟
نحن نعتقد ان المعركة لم تنتهي بعد صحيحا ان المدافع سكتت في الميدان وفي مواجهة الارهابيين وداعميهم ولكن الاعداء لازالوا يمارسون الارهاب على مستويات اخرى ضد الشعب السوري لذلك قاموا بفرض حظر ظالم على ابناء الشعب السوري، ويحاولون تحقيق ما عجزوا عن تحقيقه اثناء الحرب والهجمة الارهابية ضد سوريا، نراهم اليوم يستهدفون الشعب من خلال الضغط على القطاع الاقتصادي والهدف هو الضغط على الناس العادين، يحاولون الضغط على الشعب.
وبالتالي الضغط على الحكومة باعتبار ان الحكومة مسؤولة عن توفير ما يحتاجه ابناء الشعب، انتم تعلمون اننا في ايران ومن يوم انتصار الثورة الاسلامية واجهنا ابشع انواع الحظر والضغوط الاقتصادية، وكان اشده في فترة ترامب واطلقواعليها تسمية الضغوط القصوى في فترة ترامب اطلقوا عليها تسمية الضغوطات التي ستؤدي الى شلل الاقتصاد الايراني، لذلك ايران لديها خبرة في التعامل مع انواع الحظر والضغوط، حيث واجهنا عددا كبيرا من الحظر الاقتصادي الظالم التي فرضتها الولايات المتحدة ضد ابناء شعبنا، لذلك فاننا على استعداد لنقل خبرتنا الطويلة في مجال مواجهة الحظر الى سشوريا.
نحن نعتقد ان هذا الحظر سيستمر مادامت الحكومة السورية ملتزمة بثوابتها، لكن الواضح هو الاصرار الشعبي والحكومي على التمسك بهذه الثوابت وعدم الرضوخ والركون لهذه القوى الغاشم، لذا فاننا سنبذل كل مالدينا لمساعدة اشقائنا في سوريا، فكما ساعدناهم ابان فترة الحرب على الارهاب، حيث اختلط دمائنا بدماء الخوتنا السوريين فاننا سنبذل ايضا جهودا كبيرة للمساعدة في المجال الاقتصادي، وايران مصممة على ان تحقق انجازات مهمة في فلترة مابعد الحرب كتلك التي حققتها اثناء فترة الحرب والمواجهة العسكرية، لان الحفاظ عن الانجازات لايقل اهمية عن تحقيقها، لذلك فاننا نواجه الاعداء ونحن نقدم الاستثمارات بشكل دائم لاخوتنا في سوريا لنتعرف على احتياجتهم ولدراسة سبل مواجهة هذه العقوبات الظالمة، وستقدم ايران كل مالديها في هذه المرحلة كما فعلت ذلك في فترة الحرب.
** ماذا حققت الوفود الايراني التي زارت دمشق والمعارض الايراني التي اقيمت فيها؟
الكثير من هذه المعارض مثل المعرض الايراني التخصصي الثاني الذي اقيم مؤخرا في سوريا شاركت فيه 164 شركة ايرانية وكان معرضا ناجحا جدا، وكان لايران اكثر من هدف عند اقامة هذا المعرض، في البداية كانت تهدف ايران الى ان يطلع التاجر والمستثمر الايراني على الوضع في سوريا وان يتأكد بان الامور باتت على مايرام.
ان الاعداء يحاولون نقل صورة غير واقعية عن الوضع الامني في سوريا ويتداولون اخبار مفبركة عن سوء الوضع الامني في سوريا، وتاتي بعض الاعمال الارهابية التي تمت في دمشق مؤخرا في هذا السياق هذا علاوة على الاعتداءات الاسرائيلية التي نشهدها بين الفينة والأخرى ضد بعض المراكز المدنية في سوريا وهذه الهجمات تتم في الليل لخلق حالة من الخوف والرعب لدى المواطن السوري، كل هذه الاعمال من الاعداء هي من اجل ايصال رسالة الى الخارج بان الامن في سورياهش ولم يستبب بعد في محاولة لابعاد المستثمرين عن سوريا.
في الفترة السابقة قام العدو الصهيوني باستهداف بضائع التجار في ميناء اللاذقية في محاولة للتأثير على اي مشروع اقتصادي او تجاري في البلد، لذا ايران الان تحاول تفنيد هذه الادعاءات، فعندما ندعو التجار الى المشاركة في هذه المعرض فانهم سيشاهدون باعينهم ان الامور على مايرام وان كل تلك الدعايات المغرضة كاذبة وغير حقيقية.
هذه نقطة مهمة من اجل جلب الاستثمارات وتشجيع التجار الى المجيء الى سوريا، هذا علاوة على انهم عندما يشاركون في هذه المعارض فانهم سيتعرفون على امكانيات سوريا وما تحتاجه من بضائع ومنتجات، وعلى سبيل المثال في المعرض التخصصي الذي اقامته طهران كان هناك مؤتمر حول الفرص التجارية والاقتصادية في سوريا وشارك فيه العديد من الوزراء السوريين كوزيري التجارة والاقتصاد وتحدثوا باسهاب عن فرص الاستثمار في سوريا، وعن التسهيلات التي تمنح للتجار والمستثمرين لاسيما في ظل القانون الجديد.
كما اشاروا الى الصناعات المربحة وماهي اولويات الحكومة السورية في هذا المجال، على سبيل المثال ماهي اولويات وزارة الصناعة السورية، وقدمت هذه الوزارة 37 اولوية حيث يمكن اللتجار الاستثمار في تلك المشاريع،كما تمت الاشارة الى الفرص الاستثمارية التي تم اعفاءها من الضرائب لذلك فان مشاركة التجار في هذه المعارض تجعلهم يتعرفون على فرص وامكانيات الاستثمار والتواصل مع نظرائهم السوريين.
النقطة المهمة الاخرى هي حضور التجار السوريين في هذه المعارض والتعرف على فرص التواصل والعمل المشترك مع نظرائهم الايرانيين، الى جانب ذلك فان حضور هذه الشخصيات والوفود تساهم في توفير الارضية اللازمة لعقد اتفاقيات اقتصادية مهمة على مستوى البلدين ونحن السفارة الايرانية باعتبارها الممثلة عن وزارة الخارجية تقوم بكل ما يلزم لعقد مثل هكذا اتفاقيات، وتوفر الارضية اللازمة ونسح المجال لحضور التجار، ايران تضع السكك لتساهم في تحريك عجلة الاقتصاد،وتحاول جاهدة ان ننشط في هذا المجال، متفائلين جدا بالمستقبل، خلال الشهر التسعة الماضية شهدت العلاقات الاقتصادية بين البلدين تطور ملحوظ تجاوز الـ90 بالمئة.
** هل من الممكن الربط السككي بين دمشق وطهران وبغداد ان يوصل هذه البلدان الثلاثة الى التكامل الاقتصادي؟
نعم، فان من ضرورات التطور التجاري والاقتصادي بين البلدين هو قطاع الموصلات، احد العوائق التي تواجهنا الان هي قضية المواصلات وذلك بسبب عدوم وجود حدود مشتركة بين ايران وسوريا،هناك ثلاثة طرق لايصال البضائع الاول هو عن طريق الجوء ولكنه طريق مكلف وغير مجدي تجاريا، الطريق الثاني هو الطريق البحري من ميناء بندرعباس الى ميناء اللاذقية، وهذا طرق يستغرق مدة زمنية طويلة، عملية النقل البحري تاخذ الكثير من الوقت، الطريق الثالث هو الطريق البري ويتم عن طريق بغداد ومعبر البوكمال الحدودي وبعدها الى ديرالزور ومن ثم الى دمشق.
إن العراق وافق على قانون ترانزيت ونحاول الان التوقيع على معاهدة للتجارة بين البلدان الثلاثة، وزير المواصلات السيد رستم قاسمي وقبل مجيئه الى دمشق سافر الى بغداد وناقش هذا الموضوع مع المسؤولين العراقيين.
اعتقد ان هذا الاتفاق سيتم بعد تشكيل الحكومة العراقية، اما بالنسبة لسكك الحديد اعتقد انه مهم جدا هناك بعض المباحثات تمت مع الطرف العراقي لربط سكك الحديد بين البلدين واذا ما تم هذا لامر فاننا عبر سكك الحديد العراقية سنتصل بسكك الحديد في سوريا وهذا سيكون له اثر ايجابية كبير على قطاع المواصلات ونقل البضائع والزوار من ايران الى سوريا وقد اشار الرئيس السوري بشار الاسد في رسالته التي وجهها في ذكرى استشهاد الفريق قاسم سليماني الى هذا الموضوع واكد على اهمية، فربط سكك الحديد لن يقتصر على البضائع بل سيشكل حلقة وصل بين هذه الشعوب وهذه البلدان، ما سيساهم في تعزيز الأمن في المنطقة، كما انه سيكون عاملا مهما في تنشيط القطاع الاقتصادي في هذه البلدان الثلاثة لذلك فان خط سكك الحديد لن يقتصر على طهران وبغداد ودمشق بل سينعكس ايجابا على المنطقة.
** يكثر الحديث عن تنافس بين روسيا وايران في سوريا ماهي طبيعة العلاقة بين روسيا وايران على الارض؟
ان ايران وروسيا لديهما هدف مشترك في سوريا، وهو مواجهة الارهاب،ولازال هذا الهدف قائما حتى الساعة، الجميع يعلم بان ايران لديها رؤية مشتركة مع الروس حول مواجهة الارهاب في سوريا، ولازال الهدف قئما باعتبار ان الارهاب لازال موجودا، قسم من الاراضي السورية لازال محتلا من قبل الجماعات الارهابية لذلك ايران وروسيا لديهما رؤية مشتركة حول الكثير من القضايا، فنحن نعارض الارهاب ونواجهه بكل ما اوتينا من قوة وننسق في مابيننا لمواجهة الارهابيين نحن نتشارك مع الروس في ضرورة الحفاظ على نظام الحكم في سوريا ونعتقد ان لابديل للمنظومة السياسية الحالية في سوريا، ان الشعب السوري هو الوحيد الذي يمتلك خيار تقرير المصير ولا يمكن الى اي طرف التدخل وفرض رأيه على السوريين لا ايران ولا روسيا يمكنه فرض رؤيتهم على الشعب السوري.
وحدهم ابناء سوريا هم الذين يقررون مصيرهم ويختارون من يحكمهم، وقد عبر السوريون عن رأيهم عبر الانتخابات الرئاسية الاخيرة، ما نقوم به نحن هو دعم هذا التوجه، ايران لا تقرر بالنيابة عن الشعب السوري، بل تدعم ما تريده الحكومة السورية والشعب السوري ، لذا فنحن نشترك مع روسيا في الكثير من القضايا التي تخص الوضع في سوريا ، فمثلا متفقون على ضرورة ان يخرج الاجانب من هذا البلد، يجب ان ينتهي الحضور غير القانوني للبلدان الاجنبية التي تحتل اجزاء من سوريا، كما ندعو لخروج كل القوات الاجنبية التي جاءت الى سوريا من دون التنسيق مع الحكومة السورية ، كل الجماعات المسلحة والارهابية التي دخلت الى سوريا يجب عليها ترك البلاد، نحن نتشارك الرؤية حول هذه القضايا مع الطرف الروسي، نحن متفقون حول مخرجات لجنة كتابة الدستور ، هذا جزء من الاهداف الكبرى التي تتوحد رؤيتنا حولها مع الروس ، قد نختلف في بعض الامور ، فلكل طرف رؤيته الخاصة ومصالحه الخاصة ، وهذا لن يتحول الى خلاف او مواجهة.
** نشهد في هذه الايام حراك سياسيا او دبلوماسيا عربيا تجاه دمشق، هذا الحراك يتبعة انفتاح عربي مشروط او ضيق اذا صح التعبير باتجاه العاصمة السورية، كيف تنظر ايران الى هذا الانفتاح العربي تجاه سوريا في هذه الايام؟
احد اهم الاهداف الاستراتيجية لايران هو تنشيط العلاقات الخارجية لسوريا، البلدان الاخرى لاسيما الغربية منها التي ساهمت في فرض الحظر على سوريا، تحاول عزل دمشق عن العالم، نحن نحاول ان نساهم في توطيد سوريا لعلاقاتها الخارجية، لان ذلك سيساهم في تنشيط القطاع التجار ، وبالتالي تحسين الوضع الاقتصادي، وهذا ما نصبو اليه . لقد حاربنا من اجل هذا الهدف، قاتلنا لبقاء الدولة السورية ونظامها السياسي ووحدة البلد الجغرافية، لذلك فان انفتاح سوريا على بلدان العالم يضمن مصالح ايران ، نحن ندعم هذا التوجه ونأمل ان نشهد علاقات ممتازة بين سوريا وباقي بلدان المنطقة لاسيما العربية منها، لان ذلك سيساهم في استقرار سوريا ورخائها الاقتصادي والتجاري.
هناك نقطة مهمة يجب ان يعلمها الجميع، ان بعض العواصم العربية هي التي بادرت لقطع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا لكنها ارجعت تمثيلها الدبلوماسي الى دمشق من جديد، كان ذلك خطأ استراتيجيا ارتكبته بعض الانظمة العربية لكنها تحاول بعودتها اصلاح ذلك الخطأ، وهذا امر مرحب به./انتهى/