اجبرت ايران، امريكا على خلع قناعها وكشف حقيقة ولائهم المُطلق للصهيونية، فزاد ذلك من تمسك مستضعفوا العالم بالجمهورية الاسلامية، وتعلقاً بها وبشعاراتها وبقيادتها الصادقة المخلصة، التي لم ولن تساوم عليهم يوما، بل رأوا فيها ملاذاً وحضناً دافئاً.

وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: لم تنتصر الثورة الاسلامية بالسلاح ولا بالعمل السياسي ولا بالتحركات الحزبية، بل انتصرت بتحرك الشعب وتواجده في الساحات، وأكد سماحة قائد الثورة الإسلامية أن مثابرة العلماء والباحثين صورة من صور الاستمرارية الثورية، وأن النشطاء في المجال العسكري وفي جهاد التبيين يتحركون في نطاق الاستمرارية الثورية ولفت أيضاً إلى أن الذين يعملون على دعم المقاومة انما هم يتحركون في اطار الاستمرارية الثورية.

فمنذ انتصار الثورة الاسلامية كانت هناك مؤامرات على الجمهورية الاسلامية من الحصار الاقتصادي والحرب العسكري وايضا الحرب المفروضة على ايران والهجمات الثقافية والاعلامية لتركيع الشعب الايراني، لذلك امريكا والغرب يحاولون استخدام الذرائع مثل حقوق الانسان وغير ذلك من اجل الضغط والتدخل في شؤون الدول المختلفة.

وفي هذا الشأن أجرت مراسلة وكالة مهر، "وردة سعد" حواراً صحفياً مع عضو قيادي في "حزب الله" في منطقة الجنوب "أحمد مراد"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:

** بعد 43 عاما على انتصار الثورة الاسلامية الايرانية ماذا حققت وما الذي تغير في موازين القوى العالمية ؟ وحتى على الصعيد الداخلي ؟

ايران الاسلام بعد 43 من انتصارها على الطغيان والاستبداد في المنطقة والعالم، ومواجهة الشاه المقبور، اصبحت اليوم مشعل متقد يعتز ويفتخر من ينتمي اليه.

كانت ايران محاصرة، وكانت تدافع عن وجودها، وكانت تسعى لارساء دولة العدالة والانصاف والمواطنية، وشنت عليها قوى الطغيان وعلى رأسها اميركا والغرب، وكل اعراب المنطقة الحروب، لمنعها ولاخمادها ولاطفاء جذوة الروح الثورية التي اشعلتها لكن استطاعت ايران بحمد الله، وبفضل ولائها لآل البيت(ع)، وبفضل قيادتها وشعبها وشهدائها وعلمائها، وكل من حمل المسؤولية ان تتجاوز كل هذه المحطات العدوانية، وتصبح اليوم رقما كبيرا ودولة عظيمة مستقرة ذات سيادة شعبية دينية تحافظ على المنطلقات التي حملتها لحماية فلسطين، ولحماية المستضعفين في المنطقة في وجه قوى الكفر والتكفير، وقوى اللؤم والتطبيع.

طبعا ايران في الداخل وضعت كل امكانياتها بخدمة ناسها، ورغم كل الحصار والعقوبات والمعاناة تُقدم لشعبها ما تستطيع من عدالة وانصاف وخدمات، لا شك ان الشعب الايراني الحي والحيوي والفذ والمبدع يعتز بثورته، ورأينا هذا في احتفالات 11 شباط، حيث نزلت الناس الى الشوارع لتحتفل، وفي غيرها من المحطات محطة تشييع الشهيد قاسم سليماني.

لو اطلقت يد الثورة الاسلامية في خدمة ناسها لكانت من افضل دول العالم، لكن الحصار والعقوبات التي خنقت ايران وحاولوا ان يخمدوا انفاسها ورغم هذا عجزوا عن ذلك؛ نعم عانت لكنها حفظت شعاراتها وشعبها وسيادتها، وبالنهاية سيكون النصر لاصحاب الحق لان قافلة الحق تسير وكلاب الباطل تنبح ولا تؤثر عليها ابدا.

** كيف ساهمت الثورة الاسلامية في التأثير على تحريك الحافز والدافع للتحرر عند الشعوب المستضعفة وكيف تحولت الى مثال يقتدى به ؟

عندما انتصرت الثورة الاسلامية عشقها المظلومون والمستضعفون لانها لم تنتصر فقط على الشاه المقبور، على هذه الدمية المغرورة التي كانت تعتمد على اميركا بالكامل لبقائها وعلى المستشاريين الاميركيين وعلى الموساد وعلى قوى النفاق العالمي، انتصرت الثورة على اميركا، واميركا هي رمز الطغيان والاستبداد في العالم، لذلك حرك انتصارها مشاعر الشرفاء والاحرار في هذه الامة، وامنوا بالامام الخميني (قده) منذ ان اعلن قيامه ونهضته.

وبعد ان توضحت شعاراته ايضا تمسك بها المستضعفون، لان العداء لاميركا هو بوصلة للشرفاء وللاحرار في العالم، يعرفون الحق والباطل من هذه البوصلة، لذلك اذا قالت اميركا لا اله الا الله فلا تصدقها، لانها رمز الاستكبار العالمي، وتحلق المستضعفون حول ايران واحبوها وامنوا بها ولا زالوا، بالرغم من كل التحريض والكذب والافتراء لاخماد جذوة وشعلة هذه الثورة واتهامها بالمذهبية والمجوسية والصفوية وغيرها لتشويه صورتها، لانهم يخافون منها، يخافون من صدقها من طهرها، من تألقها، من وحدويتها، من وقوفها مع المظلومين.

اجبرتهم ايران على خلع القناع وكشف حقيقة ولائهم للصهيونية، وتبعيتهم المطلقة لاميركا، ولا يمكنهم ان يبقوا دون ان تدعمهم اميركا، ومن هنا اليوم مستضعفوا العالم زادوا تمسكا بإيران، وتعلقا بهذه الدولة وبشعاراتها وبقيادتها الصادقة المخلصة، التي لم ولن تساوم عليهم يوما، بل رأوا فيها ملاذا وحضنا دافئا، وهي المصداق من اصبح وامسى ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم، بل تجاوزت المسلمين لترعى المستضعفين المظلومين الذين يطلبون اللوذ بها والعناية منها، في افريقيا في اميركا اللاتينية في اسيا تقف هذه الثورة بالرغم من الحصار ومن العقوبات والحروب، ومن استهداف العلماء، بالرغم من محاولة منعها من الحصول على حقوقها في الطاقة النووية.

ومع ذلك لم تقف يوما بعيدة عن أمور المستضعفين، بل ايدتهم وساندتهم وما زالت، وهم لا يروا في غيرها ملاذا وانما يرون فيها بعد ان دحرت الانظمة وتخلى من تخلى عن فلسطين، وبقيت هي مع فلسطين بوصلة الحق في هذا الشرق.

** سماحة الامام الخامنئي (دام ظله) كيف استطاع ان يحمل هذه الامانة الثقيلة والمسؤولية الكبيرة والحلم الرائع بالحفاظ على نتائج الثورة بعد رحيل الامام الخميني (قده) ؟

الامام الخامنئي دام ظله، هو قائد الهي من الطراز الاول، الامام الخامنئي خرج الى هذا العالم والى هذه المسؤولية ليبشر بخط الاسلام الاصيل، خط النهضة والثقافة والحرية، لينشأ دولة مع إمامنا الخميني (قده) الذي علم هؤلاء العلماء الشرفاء، وكان اسوة وقدوة لهم. احياهم الامام وارشدهم الى اقامة الدين واقامة دولة المستضعفين.

الامام الخامنئي حفظه الله منذ نشأته وكل من قرأ عنه يعرف انه كان يُهيىء لهذا الدور كما يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: ﴿ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ﴾، صدق الله العظيم. هكذا قادة بهذا المستوى يستطيعون ان يديروا دولة ويرشدوها الى العزة والسيادة والعلم في عالم معقد، والاعداء يحيطون بها من كل جهة، ويستطيع ان يهزم كل تلك الاقزام والاذناب، ويهزم الاستكبار الاميركي ويقوي موقع ايران، وقوى الحرية والتحرر في المنطقة، لا شك انه قائد فذ.

ان كل من يتابع ادارته للمواجهة، للنهضة، يعرف ان هذا القائد مُؤيد ومُسدد، يملك العلم والتجربة والخبرة والفهم الوافي والكافي للاسلام، ويحيط به حواريون متألقون، قادة وسادة يعرفون ايضا واجباتهم ومسؤولياتهم، استشهد الحج قاسم وكان احد اركان هذا الخط وأَحَد احباء هذا القائد، لكن السيد الخامنئي حفظه الله لا ينكسر لخسارة قائد، بل القائد يولد قوة هائلة تعوض عن شهادته كما قال، وجود السيد الخامنئي حفظه الله هو استمرار لقيادة الامام الخميني.

وهذه الثورة لا تقوم على الاشخاص وانما تقوم على القيم والمبادىء، بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ﴾، ﴿ وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾، صدق الله العظيم. السيد القائد حفظه الله هو استمرار لمدرسة الامام الخميني، وستستمر هذه المدرسة مدرسة العدالة والثورة حتى ظهور الامام المهدي (عج)، لذلك نثق بهذه القيادة المسددة والحكيمة والوحداوية، وبوجوده وكأن الامام الخميني موجود، وبوجوده وبقيادته انفاس الامام المهدي(عج) موجود.

/انتهى/