وكالة مهر للأنباء - القسم الدولي: تُمثّل مناسبة احياء يوم القدس العالمي التي دعا الى احيائِها الامام الخميني قدس سره، رمزية خاصة للمسلمين وللمسيحيين ولجميع احرار العالم اجمع، إذ انها مناسبة تعيد القاء الضوء على الحقوقِ السليبة للفلسطينيين الذين تُركوا وحدهم من قبل دول حملت زيفا لواء تحرير القدس لسنوات، وسقطت عند اول انعطافةٍ تطبيعيةٍ مع الكيان الاسرائيلي تحتَ العصا الاميركية.
القدس هي المحور فعندما اعلن الامام الخميني (ره) يوما عالميا للقدس، كان يوم تحديد الرؤية وحسم الخيار، فان تكون مع يوم القدس يعني ان تكون مع العدل ضد الظلم.
وفي هذا الشأن أجرت مراسلة وكالة مهر "وردة سعد" حواراً صحفياً مع رئيس اساقفة سبسطية للروم الارثوذكس في فلسطین المحتلة سيادة المطران "عطا الله حنا"، وأتى نص الحوار على الشكل التالي:
** ما هي أهداف الإحتلال من هذا الإصرار من اعتداء المستوطنين على المسجد الأقصى والمصلين ؟
الاحتلال يسعى عبر ممارساته وظلمه واضطهاده وبطشه ووحشيته الى تغيير ملامح القدس وهويتها وتاريخها وتراثها، وان استهداف المسجد الاقصى هو استهداف للمسلمين واستهداف للمسيحيين واستهداف للأمة كلها، ولكل الاحرار في هذا العالم.
وكما يستهدف المسجد الاقصى بالاقتحامات والاعتداءات والاستفزازات، هكذا ايضا تستهدف اوقافنا ومقدساتنا المسيحية، العنصرية الاحتلالية الهمجية لا تميز بين مسجد وكنيسة، وبين اوقاف اسلامية او مسيحية، كلنا كفلسطينيين مستهدفون، ويراد لنا ان نحزم امتعتنا وان نغادر مدينتنا.
ان استهداف المسجد الاقصى يندرج في اطار مؤمراة خطيرة يستهدف القدس كلها، بكافة مكوناتها، القدس القديمة مستهدفة، حي الشيخ جراح، سلوان، جبل المكبر، احياء القدس كلها مستهدفة، وفي المقدمة مقدساتنا وأوقافنا الاسلامية والمسيحية.
نقول بأن أبناء القدس سيبقون مرابضين ومدافعين عن الاقصى، وعن المقدسات المسيحية، ولن يستسلموا لسياسات طمس معالم القدس وتزوير هويتها وطابعها.
** كيف تنظرون إلى دعوات النفير العام لنصرة القدس والمسجد الأقصى ؟
الدعوات الى النفير العام والى الوقوف الى جانب القدس اعتقد بأنها مسألة ضرورية ومهمة، ليس فقط في المواسم وفي الاعياد وفي رمضان لا بل في كل الأوقات، وفي كل الأزمنة، ذلك ان الاحتلال يستهدف الأقصى، ويستهدف القدس، ويستهدف الشعب الفلسطيني في كل الأوقات وفي كل المناسبات وفي كل الايام على مدار السنة.
وبالتالي يجب لان نكون يقظين، يجب ان نكون دائما مستعدين، وأن نكون أقوياء من خلال وحدتنا، من خلال لحمتنا، من خلال تعاوننا، من خلال ان نجعل البوصلة دائما في الاتجاه الصحيح نحو القدس، حقيقة نحن ما نتمناه وما نطالب به أن تكون البوصلة دائما بوصلة الأمة العربية والمسيحيين والمسلمين والاحرار في كل مكان ان تكون بإتجاه القدس، لإن بوصلة لا تكون بإتجاه القدس لا تكون في الاتجاه الصحيح.
** ما هي رسالتكم إلى الشعب الفلسطيني في هذه المواجهة مع الإحتلال ؟
الرسالة التي نوجهها لشعبنا الفلسطيني ونحن نعيش هذه المحنة وهذه المؤامرة، وهذا الاستهداف غير المسبوق لمدينة القدس التي نعتبرها عاصمتنا الروحية والوطنية كشعب فلسطيني واحد مسلمين ومسيحيين، انا اعتقد ان ما هو مطلوب من الفلسطينيين هو أكثر بكثير مما هو مطلوب من غيرهم.
التآمر على القدس، والتآمر على القضية الفلسطينية اتمنى ان يكون حافزا ومشجعا لكل الاحزاب، لكل الفصائل، لكل التيارات الفلسطينية بضرورة أن تتوحد، المستفيد الحقيقي من الانقسامات ومن التصدعات في الجسد الفلسطيني الواحد هو الاحتلال.
الاحتلال هو الذي يستثمر انقساماتنا، هو الذي يتمنى ان تستمر هذه الانقسامات، هو الذي يستفيد من هذه الانقسامات، وبالتالي أطالب الفلسطينيين كلهم، بكافة قياداتهم واحزابهم وتياراتهم السياسية بضرورة العمل على نبذ الفرقة والانقسامات والتصدعات في الجسد الفلسطيني الواحد.
ان وحدتنا كفلسطينيين هي قوة لنا في دفاعنا عن الحق، في دفاعنا عن فلسطين، في دفاعنا عن القدس، في دفاعنا عن المقدسات، وبالطبع في دفاعنا عن المسجد الاقصى.
** يتزامن يوم القدس هذا العام مع تطبيع عربي واتفاقات "ابراهام" كيف تنظرون إلى هذا التطبيع وهذه الإتفاقات ؟
التآمر على الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة لم يتوقف، دائما كان هناك تآمر، دائما كانت هناك مشاريع هادفة الى تصفية القضية الفلسطينية، ونحن حقيقة نرفض كل هذه المشاريع وكل هذه المؤامرات، ونؤكد اليوم وفي كل يوم ان هذه القضية العادلة قضية الشعب الفلسطيني وقضية القدس لا توجد هنالك قوة قادرة على تصفيتها، هذه قضية حق وعدالة.
ونحن نعلم جيدا ان قوة الحق هي أقوى من قوة الباطل، ونحن هنا لسنا بصدد توجيه اتهامات او تخوين لأحد، نحن كفلسطينيين لا نريد أن نسيء لأحد، بل نريد ان نقول لكل العرب ان هذه القضية هي قضيتكم، عندما تدافعون عن فلسطين تدافعون عن أنفسكم، وعندما تتخلون عن فلسطين وتقبلوا بأن يتم التآمر على فلسطين فسيأتي دوركم، لإن من يتأمر على فلسطين هو يتأمر عليكم ولا يريد الخير لكم ولكل الأمة العربية، وبالتالي اتمنى من أولئك الذين انحرفت بوصلتهم ان يصوبوا هذه البوصلة في الاتجاه الصحيح.
القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية كلها، هي قضية المسلمين في كل مكان، هي قضية المسيحيين في كل مكان، ونتمنى من الجميع ان يكونوا مع هذه القضية، التي ليست هي قضية الفلسطينين لوحدهم وان كانت قضيتهم بالدرجة الأولى، ولكنها قضية كل هؤلاء الاحرار في عالمنا الذين يجب ان يدافعوا عن الحق وعن العدالة.
** بعد المواجهات البطولية في الأقصى، وبعد العمليات الفدائية في قلب كيان الاحتلال، ومع أزماته السياسية المتواصلة ، هل تعتقدون فعلا أن مستقبل هذا الكيان لم يعد آمنا ؟
نحن على يقين بأن الاحتلال والاستعمار لا يمكن أن يستمر، ولا يمكن ان يبقى، ونحن على يقين بأن الفلسطينيين سوف ينتصرون لانهم يدافعون عن قضية عادلة، الاحتلال هو باطل، الاستعمار هو باطل.
اما الفلسطيني والعربي الذي يدافع عن القضية الفلسطينية نحن ندافع عن قضية عادلة، وبالتالي نحن نتعلم من التاريخ ان القضايا العادلة هي التي تنتصر دائما على أولئك المستعمرين، وهذا طبعا شاهدناه ولمسناه في أكثر من مكان في هذا العالم.
نحن على يقين في فلسطين ان فلسطين ستعود لأصحابها، وسوف تتحرر، والقدس ايضا سوف تتحرر، لا يمكن أن يبقى وان يستمر هذا الاستعمار الذي سيزول عاجلا ام اجلا، ونحن نتمنى ان يكون هذا عاجلا./انتهى/