يصادف اليوم الاثنين ذكرى استشهاد المنظر والفيلسوف الايراني آية الله مرتضى مطهري، حيث سُمي هذا اليوم، "يوم المعلم" في تقويم الجمهورية الإسلامية الإيرانية تكريما لرسالته التربوية والتعلمية.

وأفادت وكالة مهر للأنباء، ان المعرفة العميقة بالإسلام والوعي بالقضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية ومشكلات العصر الحالي كانت من سمات الشهيد مطهري.

وكان المرحوم مطهري مجتهداً وصاحب رأي في العلوم الإسلامية من قبيل التفسير ‏والفقه وأصول الفقه وأصول الدين والفلسفة الشرقية، خصوصاً أنه لمس بدقة ‏مسائل فلسفة صدر المتألهين الشيرازي، وكانت تأليفاته دقيقة وناضجة ومفيدة ‏وقيمة جداً لجيل الشباب الباحثين. ‏

وكان للمرحوم دور مؤثر في التعريف بالإسلام الأصيل وفي الكفاح بزعامة الإمام الخميني وكان ضمن العلماء الأعلام والمثقفين الذين اعتقلوا في الخامس عشر من ‏شهر خرداد عام 1342 (الخامس من یونیو 1963 ـ انطلاقة نواة الثورة الإسلامية). وكان دائماً من أنصار الثورة الأوفياء، وكان من خصوصياته أن أجواء ‏طهران المتلاطمة لم تلوثه، وبقي على خلوصه وصفائه وبساطته وأخلاقه ‏ومعنويته بل ‏أنه كان يترك آثاراً إيجابية في المحيط الذي يعيشه. كما أن من خصوصيات المرحوم هي ‏الالتزام والعلاقة المفرطة للذكر والدعاء والتهجد. ‏

بدأ الإمام الخميني تدريس خارج الفقه والأصول في إطار خاص بطلب من الشهيد ‏وأحد تلامذته الآخرين، فعندما كان المرحوم آية الله البروجردي يدرس خارج الفقه ‏والأصول، طلب الشهيد مطهري من الإمام الخميني أن يدرس خارج الأصول له وأول تأليف للشهيد هو مقدمة وحاشية على كتاب (أصول الفلسفة والمذهب ‏الواقعي). وكان لانتشار هذا الكتاب دور كبير في إثبات خواء الفلسفة المادية. ‏

بعد هجرة قائد الثورة الإسلامية الإمام الخميني إلى باريس، كان الشهيد مطهري على ارتباط دائم ‏معه، وكما قال آية الله هاشمي رفسنجاني في مقابلة تلفزيونية: ‏‏"كان منزل الأستاذ مطهري مركز هداية الثورة في داخل البلد، والتنسيق مع قيادة ‏الإمام". ‏

وقد كثف الشهيد مطهري من جهوده في الفترة الأخيرة للثورة الإسلامية ليمهد للنصر النهائي للإمام الخميني و الشعب الإيراني على الطغمة الحاكمة.

كل ذلك لم يرق لأعداء الشعب الإيراني و كانوا يرون كيف كان الشهيد مطهري نوراً يتنامى من يوم إلى يوم و من ساعة إلى ساعة بفكره و علمه وقدرته على استيعاب كل الفسلسفات و الأفكار المناهضة و توعية الناس بالعلوم الكافية كي لا تتورط بأفكار واهية مما زاد من قوة الثورة الإسلامية و سرع في نجاحها حتى رجوع الإمام الخميني منتصراً إلى إيران لتستقبله ملايين القلوب المشتاقة لطلعته الكريمة.

وفي النهاية استشهد العلامة مطهري 1979 بعد أقل من أربعة أشهر على انتصار ‏الثورة والتحق بالرفيق الأعلى. فبينما كان عائدا إلى منزله ‏فتح عليه المجرمون أعداء الثورة الإسلامية النار عليه فسقط شهيداً.. وكان ذلك في ‏‏1979.5.2. ‏

وکان الإمام الخميني (قدس سره) يكن حباً و تقديراً کثیراً للشهيد مطهري فقد حزن حزناً شديداً عليه و أصدر في شهادته بياناً يعبر عن ذلك كل التعبير.‏

/انتهى/