وكالة مهر للأنباء، وداد زاده بغلاني: وقعت مساء يوم الخميس الماضي عملية "إلعاد" البطولية في قلب تل أبيب في قرية فلسطينية هجّر اهلها وابيدت عن بكرة ابيها واقيمت على انقاضها مستوطنة العاد. هذه العملية كانت رد طبيعي على جرائم العدو الصهيوني وإستباحته لساحات المسجد الأقصى .
واعتبرت لجان المقاومة أن عملية إلعاد هي رسائل بالنار والبارود الى كيان العدو الصهيوني ان عليكم وقف جرائمكم بحق المسجد الأقصى واياكم واللعب بالنار وأن تتجاوزوا الخطوط الحمر لشعبنا. وان الاحتلال يعاني من ازمة سياسية وعسكرية وامنية، بحيث انه لا يستطيع مواجهة مقاتليَن اثنين يتسلحان بأدوات بسيطة وبالسلاح الابيض، فكيف به يواجه مجموعات منظمة ومدربة من ابطال ومجاهدي المقاومة من الفصائل المسلحة.
في هذا الصدد اجرت مراسلة وكالة مهر حواراً صحفياً مع مسئول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي الاستاذ "داود شهاب" ونص الحوار فيما يلي:
** لقد اقتحمت مجموعات من المستوطنين باحات المسجد الأقصى يوم الخميس الماضي تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي وجاءت هذه الاقتحامات تزامنا مع دعوة منظمة "الهيكل" الإسرائيلية المتطرفة (بيدينو) إلى اقتحام باحات المسجد للاحتفال في ذكرى ما تسميه إسرائيل بـ "يوم الاستقلال"؛ فبناء على هذه التطورات هل تعتقد انه توجد علاقة مباشرة بين عملية "العاد" وهذه الاقتحامات؟
العملية التي وقعت مساء يوم الخميس داخل مستوطنة (إلعاد) الصهيونية المقامة على اراضي مجدل صادق، جاءت انتصاراً للمسجد الأقصى، وهي رسالة موجهة إلى رأس الاستيطان، هدفها التحذير من أي محاولة للاعتداء على المسجد الأقصى وأن الفلسطينيين سيواجهون كل اعتداء وأن المستوطنين سيدفعون ثمن كل مساس بالمسجد الأقصى المبارك.
** ما هي الخسائر المادية والمعنوية بالنسبة للقيادات السياسية والعسكرية الإسرائيلية بعد مصرع ما لا يقل عن 18 مستوطنا إسرائيليا في الآونة الأخيرة نتيجة للعمليات الاستشهادية الفلسطينية؛ هل باعتقادك باتت هذه القيادات محبطة وباتت تؤمن أن إرادة الفلسطينيين لنيل الحرية لا يمكن هزيمتها؟
الاحتلال يوقن بأن الفلسطينيين لن يتنازلوا عن حقوقهم ولن يفرطوا في أي من مقدساتهم، الأهمية التي تمثلها هذه العمليات أنها أعادت الأمور إلى نقطة الصفر ووضعت الاحتلال وكامل منظومته الأمنية والعسكرية أمام فشل جديد تعمقت معها حالة الاحساس بالعجز، كل مشاريع الاحتلال التي جاءت في شكل إغراءات سياسية واقتصادية للفلسطينيين باءت بالفشل، فهي لم تجلب التهدئة ولا الأمن للمستوطنين، بل إن وصول المقاومة وضرباتها إلى عمق الكيان الصهيوني وإلى مناطق كان يعتقد الاحتلال أنها آمنة ومحصنة، خلق صدمة كبيرة للاحتلال، من هنا فإنه كلما ازدادت وتيرة العمل الفدائي والعمل المقاوم ضد العدو فإن هذا سيدفعه نحو الاحباط واليأس وسيشكل عامل ردع إضافي في مواجهته.
** بعد تزايد العمليات الإستشهادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة من قبل المناضلين الفلسطينيين، هل تعتقد أن العدو الصهيوني وصل الى قناعة بان التطبيع مع عدد من الدول العربية لا يمكن ان يمنحه شرعية للاستمرار في احتلال الأراضي الفلسطينية وان هذا التطبيع لا يمكن ان يخمد السنة لهب نيران المقاومة؟
العمليات الفدائية التي نفذتها المقاومة حملت دلالة واضحة بأن من يحدد مسار الصراع هو أهل فلسطين وليست دول التطبيع والخيانة، وبالتالي فإن المأزق الوجودي للاحتلال يتعزز ويتعمق، وإذا سألتم كيف ذلك فأنا أجيبكم بالقول إن هدف الاحتلال من وراء التطبيع والتحالف مع دول المنطقة هو الحصول على شرعية لوجوده ككيان طبيعي في المنطقة، لكن الحقيقة الصادمة للاحتلال وأعوانه أن الاعتراف بشرعية الاحتلال هو مجرد وهم فطالما أن الشعب الفلسطيني يقاوم سيبقى هذا الاحتلال غريباً وطارئاً، وهو أيضاً غير قادر على أن يوفر الحماية لنفسه فكيف يحمي غيره من أنظمة التطبيع؟
**هل تعتقد أن إسرائيل باتت اليوم محاصرة من الداخل بعد ان اتسعت رقعة المقاومة في كافة المناطق الفلسطينية (غزة، الضفة وأراضي الـ 48) وان هذا الحصار الداخلي بات يكمّل الحصار الخارجي المفروض على الكيان الإسرائيلي من قبل حزب الله وسوريا وحركات المقاومة في فلسطين واليمن؟
الكيان الصهيوني بات اليوم غير قادر على حماية نفسه من الداخل، في السابق كان العدو يقوم بحروب توسعية وحروب استباقية، اليوم وبعد هزيمة الاحتلال في لبنان واندحاره عن غزة أصبح فاقداً للقدرة على التوسع، وبات همه الأساسي هو كيف يحمي أمنه من الداخل وكيف يوقف ضربات المقاومة التي ينفذها مقاوم فلسطيني بالسكين أو بالفأس .
المقاومة صنعت تحولات كبيرة فرضت نفسها على العقل الصهيوني، فمن كان يعتقد أن تعمل منظومة العدو ليل نهار في محاولة بناء نظام دفاع جوي قادر على التصدي لصواريخ المقاومة الفلسطينية التي تصنع محلياً وبامكانات بسيطة ومحدودة، هذا الأمر أصبح اليوم هاجس الكيان الأول الذي يشغل تفكيره، وهناك اصوات تعلو في الكيان تتعلق بالتحديات التي تواجه الكيان سواء المشروع النووي الإيراني وتحديات الجبهة الشمالية من سوريا ولبنان، وهي أصوات تعطينا إشارات واضحة على حجم القلق والخوف الذي يعتري الكيان الصهيوني جراء تعاظم قدرات المقاومة، وخشية الكيان الحقيقية من اندلاع مواجهة على اكثر من جبهة، وعدم قدرة الكيان على الصمود أمام اندلاع هكذا مواجهة.
قادة العدو وكبار المفكرين والساسة والخبراء باتوا يتخوفون مما هو قادم وباتوا يتحدثون عن قرب نهاية الكيان الصهيوني.
/انتهى/