زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولقائه بسماحة الإمام قائد الثورة، ورئيس الجمهورية السيد إبراهيم رئيسي، شكلت ترجمة وتجسيداً للعلاقة الإستراتيجية الخاصة القائمة بين البلدين.

وكالة مهر للأنباء - علي حيدر*: فيما يتعلق بزيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولقائه بسماحة الإمام قائد الثورة، ورئيس الجمهورية السيد إبراهيم رئيسي، هي تشكل ترجمة وتجسيداً للعلاقة الإستراتيجية الخاصة القائمة بين البلدين.

وبهذا المعنى هي إمتداد لهذا الإطار العام الذي يحكم هذا التحالف القائم، لكن هناك مجموعة من السياقات اللإقليمية والدولية وحتى السورية والإيرانية تجعل من هذه الزيارة حدثاً ذا أبعاد أبعد مدى من الزيارة السابقة، والتي كان لها أيضاً رسائلها وظروفها.

نستطيع القول أن هذه الزيارة في أحد جوانبها تأسيسية لمسارات لم تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين على مستوى زيادة توثيق التعاون والتحالف في مختلف الصعد الإقتصادية والتجارية والعسكرية وما الى ذلك، خاصة في ضوء التحول الذي حصل داخل إيران.

هذه الزيارة في أحد جوانبها تأسيسية لمسارات لم تشهدها العلاقات الثنائية بين البلدين على مستوى زيادة توثيق التعاون والتحالف في مختلف الصعد الإقتصادية والتجارية والعسكرية وما الى ذلك، خاصة في ضوء التحول الذي حصل داخل إيران

نحن الآن أمام حكومة إيرانية جديدة، لديها رؤية ومقاربة مختلفة لبيئتها الإقليمية، ولديها إستراتيجيات مختلفة أيضا في التعامل مع الخصوم والحلفاء. ثانيا؛ أتت هذه الزيارة بعد ما يسمى بالإنفتاح العربي الخليجي الإماراتي تحديداً الذي حاول أن يروّج في ظل الفشل في إسقاط سوريا، وفي ضوء الفشل في إخضاع سوريا إن كان من خلال التكفيرين أو من خلال الحرب الإقتصادية، أو من خلال الضغط العسكري الإسرائيلي المتواصل على سوريا، وعدم نجاح كل المحاولات الإسرائيلية لأنتاج توافق أميركي روسي يكون على حساب تحالفات سوريا مع محور المقاومة.

كل هذه الخيارات التي فشلت، أتى من يحاول أن يقدم خياراً بديلاً، في ظل إنسداد ما سبق من خيارات، وهو محاولة إنفتاح على سوريا بطريقة تؤدي الى الحد من التقارب الإيراني السوري؛ يعني بقدر ما يمكن أن نسميه رهان على محاولة إحتواء لهذه العلاقة.

ثم تأتي هذه الزيارة لتبدد كل الأوهام والرهانات وتعيد التوازن الى الصورة، لأنه من ناحية المضمون بالأساس لا يوجد أي إمكانية لهذه الأوهام التي يراودون بها أنفسهم، وتشكل رسالة مدوية لكل الأطراف الدولية والإقليمية والعربية بأن أي علاقات مع سوريا ستكون على أساس ثوابتها وخياراتها الإستراتيجية وتحديداً تحالفها مع إيران وأيضا مع روسيا...

وتأتي هذه الزيارة في الوقت الذي تشتد فيه الحرب بين روسيا والمعسكر الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة في الساحة الأوكرانية، هذه المحطة الدولية التي تشكل مفصلاً في التأسيس لنظام عالمي جديد ليس من الواضح المدى الذي ستبلغه هذه الحرب وتداعياتها المتصاعدة على مختلف المستويات.

اسرائيل ترى أن مستقبلها قاتم بعد فشل إخضاع الجمهورية الإسلامية، وفشل إغراء ايران بالتنازل عن قراراتها في دعم حلفائها

هذا التحول يستوجب بالضرورة المزيد من التنسيق بين الحلفاء لتعزيز موقعهم في المعادلة الإقليمية، خاصة أن "اسرائيل" ترى أن المستقبل بالنسبة لها هو مستقبل قاتم بعد فشل إخضاع الجمهورية الإسلامية أو إغرائها بالتنازل عن قراراتها في دعم حلفائها، وبعد الفشل في إستراتيجية الحروب كنتيجة كلية لهذه الإستراتيجية.

في ضوء هذا الفشل بطبيعة الحال يجب على الحلفاء في كافة محور المقاومة أن يعززوا تعاونهم وتنسيقهم في ظل هذه المرحلة المصيرية التي تمر به المنطقة والعالم./انتهى/

(*) خبير بالشأن الإسرائيلي