زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران بتوقيتها ومعانيها ودلالتها ورسائلها، فتحت بوابة المستقبل القريب على مصراعيه لتبقى مشرعة أمام سيل من التأويلات والتحليلات والقراءات التي تجمع على أنها إيذانٌ بأن الليل الذي عسعس وطال وإستطال وناء بكلكله الثقيل على صدر إنسانية الإنسان قد وصل محطته الأخيرة. 

وكالة مهر للأنباء - د.حسن أحمد حسن: الله أكبر .. الله أكبر.. لله أكبر.. هذه صيحة النصر البعيدة كل البعد عن تكبيرات الإرهاب التكفيري قبيل قطع رؤوس الأبرياء.

الله أكبر ما أروع أن يستقبل عشاق النهج المقاوم وحملة مشعل المقاومة وفكرها المثمر يومهم بخبر زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران الثورة العصية على المصادرة وكسر الإرادة.

الله أكبر كم تبعث في النفس من مشاعر عزة وكرامة صورة تشابك أيدي القادة الإستراتيجيين.

الله أكبر كم يتضمن حديث العيون الواثقة، والوجنات الطافحة بالبشر من معانٍ ودلالات.

الله أكبر كيف تشع قيم الإباء والشمم والكبرياء من كلمات الخبر الخاص بالزيارة والحديث الذي تبادله الرئيس السوري بشار الأسد مع كل من سماحة قائد الثورة الإسلامية وسيادة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وكم تحمل الزيارة من أجوبة ورسائل تقض مضاجع من إعتادوا العربدة كما يحلو لهم، وأرغموا على إبتلاع ألسنتهم المسمومة، وهم يرون بأم العين كيف تحاك راية النصر الإستراتيجي ببأس الأسود وإتقان وحكمة وصبر ويقين.

الله أكبر كم تحلو الكلمات عندما ترتلها حناجر الأوفياء سيمفونيات إعتزاز وإفتخار بحمل الهوية المقاومة القادرة على إرغام الجميع على إعادة ضبط ساعاتهم وفق توقيت دمشق ـ طهران، لا وفق تخرصات اليائسين الميئسين.. القانطين الخانعين.. المتهافتين الزاحفين لنيل رضا من لا يرضيهم إلا فناء كل من يقول "لا" لإجرامهم وعدوانيتهم المنفلتة من كل عقال.

زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى طهران بتوقيتها ومعانيها ودلالتها ورسائلها، وظهور الجنرال قاآني قائد الحرس الثوري ضمن الإجتماع، وما تم تدوله من حديث القلب للقلب بين قادة النصر وصناعه فتحت بوابة المستقبل القريب على مصراعيها لتبقى مشرعة أمام سيل من التأويلات والتحليلات والقراءات التي تجمع على أنها إيذانٌ بأن الليل الذي عسعس وطال وإستطال وناء بكلكله الثقيل على صدر إنسانية الإنسان قد وصل محطته الأخيرة.

وأن شقشقة الفجر تحمل تباشير صبح يتنفس بأمن وأمان حاملاً في طياته خيوط شمس مشرقية وهاجة، وأن أحزمتها النورية مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى لمزجها بخيوط سجادة المقاومة الزاخرة بكل ألوان النصر على إمتداد جغرافية أطراف محور المقاومة.

وهنا تجدر الإشارة إلى نقطة مهمة، وهي تتعلق بإعلان تل أبيب أن جيش الاحتلال بدأ أكبر مناورة في تاريخه تحاكي هجوماً على لبنان تزامناً مع قرار تنفيذ إجتياح واسع لجنين، وعلى أصحاب الرؤوس الحامية ألا ينسوا بأن الفرق كبير، والبون شاسع بين مناورات تخوضها القوات في مواجهة عدو إفتراضي، وبين الأعمال القتالية الحقيقية.

المقاومون الميامين الذين أذلوا جيش الإحتلال الإسرائيلي منذ عقود هم اليوم أكثر خبرة ومهارة وقدرة على تجسيد إرادة الحق

فأداء العدو المفترض مضبوط الإيقاع وفق رغبة من ينفذ المناورة، والصورة ليست كذلك عندما تتدحرج كرة اللهب باتجاه مسرح الأعمال القتالية الحقيقية لا المفترضة، وقد إستبق سماحة السيد حسن نصر الله كل ذلك وحذر من مغبة إرتكاب أي خطأ، أو حدوث أي خلل مهما كان حجمه.

فالمقاومون الميامين الذين أذلوا جيش الإحتلال الإسرائيلي منذ عقود هم اليوم أكثر خبرة ومهارة وقدرة على تجسيد إرادة الحق، والأصبع على الزناد، ولا عذر "لدبور يزن على خراب عشه"، فمن أطلق هذا التحذير هو نفسه الذي قال على جنود الإحتلال أن يقفوا على "رجل ونصف"، وما يزالون واقفين حتى الآن.

لن أنسى ما حييت الإتصال الهاتفي الذي تلقيته من أخت مقاومة قد بدأت حديثها وهي تغص بدموع الفرح وتقول لي: "دكتور حسن! أنا أتابع الآن خبر زيارة سيادة الرئيس المقاوم بشار الأسد الله يحميه وينصره إلى طهران ولقاءه مع سماحة الإمام الخامنئي دام ظله الوارف، والسيد رئيسي.. الله أكبر كم تختزن هذه الصور من الفخر والإعتزاز بالإنتماء إلى محور المقاومة... أكثر من مرة غصَّت الحاجة المقاومة بكلماتها وهي تعبر عن الفرح والسرور الذي يجتاح أعماقها وقلبها وروحها وفكرها، ونقلت إلي عدوى مثل هذه الغصة المشتهاة التي تؤكد نقاء الإنتماء لهذا لمحور المقاوم المنتصر بإذن الله"./انتهى/